التوافق
اشارت صحف سعودية محلية عن تخصيص موظفين للوقوف على مدار الساعة عند مقام إبراهيم، لمنع المعتمرين وزوار المسجد من القيام بالتبرك بالمقام والدعاء والبكاء عنده، واوضح بعض الموظفين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ان المنع يأتي خوفا من الوقوع في الشركيات والبدع، المتمثلة في التبرك بالمقام والبكاء عنده، ومسحه بالتفاح والأوراق النقدية وغيرها.
وياتي هذا القرار نتيجة ما تم رصده من قبل الرئاسة من حرص الزائرين للحرمين الشريفين من كافة بقع العالم ومن جميع المذاهب الإسلامية على الصلاة والدعاء عند المقام "وبالذات الخلف"رغبة بالثواب الجزيل، بل ان بعض المذاهب الإسلامية ترى ان الصلاة عند المقام شرط من شروط تمام أعمال العمرة والحج.
وقال أحد الموظفين «فضل عدم ذكر اسمه»، للزميل عبدالله الزبيدي من "جريدة الحياة" التي نشرت الخبر إن عمله في هذا الموقع يقتصر على توعيه المصلين بضرورة اتباع السنة النبوية في الطواف وعدم التوقف عند المقام، والعمل على منع بعض الممارسات المغلوطة كالتبرك بالمقام ونحو ذلك.. لكون الزائرين للحرم المكي الشريف من المصلين والمعتمرين هم من جنسيات عديدة ومذاهب مختلفة فإن سلوكياتهم الدينية تتنوع بحسب مذاهبهم ومعتقداتهم الدينية، الأمر الذي حدا بالمسؤولين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تخصيص إدارة للتوعية الدينية وتكليف موظفين بالانتشار في ساحات وأرجاء الحرم لمنع المصلين والمعتمرين من ممارسة سلوكيات تتنافى بحسب «الموظف» مع السنة المطهرة وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنته في الصلاة وأداء العمرة.
وعلق الدكتور سعود الفنيسان على ذلك حسب الجريدة قائلاً : «لا شك أن تقديس أي أمر هو بما أمر به الله أو جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، والكعبة من المقدسات التي أمر الله ورسوله بالتبرك بها ويشمل ذلك الكعبة والركن اليماني والحجر الأسود والملتزم». مضيفا : «أما مقام إبراهيم وبئر زمزم وساحات الحرم فلم يرد في التبرك فيها أي نص شرعي، ولم يسجل التاريخ الإسلامي، ولا وقائع المسلمين أن أحداً من السلف الصالح تبرك بأحدها، فالبركة بالنص».
ويرد الفنيسان (على من يقول إن ذلك يعود إلى معتقدات المسلمين وهو أمر يخصهم) : «العقل ليس مجالاً للتشريع، ولو كان ذلك مستحباً لفعله الصحابة، والذين حملوا هذه الرسالة لمن بعدهم، كما أن ذلك مدخل للشرك بالله، فالأمر الذي لا يرد فيه دليل شرعي يتوسع الناس فيه إلى أن يصل بعضهم إلى ما يريده هواه ويزينه له الشيطان، ومن يرى غير ذلك يرد عليه بأن الأمر عقدي محسوم بالنص، ولا اجتهاد مع النص، والأصل في العبادات التوقيف، كما أنه تعالى قال في كتابه «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، والخطاب موجه للأمة عموماً».
بينما هناك أصوات من قبل بعض الزوار للحرمين الشريفين، وذلك حسب شبكة التوافق الإخبارية: تطالب المسؤولين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مراجعة القرار ودراسته بشكل أفضل وبمسؤولية اكبر وبنظرة أوسع، للظهور بروح التعددية والتسامح، واحترام معتقدات بقية المذاهب التي لا ترى في الصلاة والدعاء والبكاء خشية من الله في هذا الموقع او تقبيل الحجر شرك.
بالإضافة إلى وجود ايات بينات واضحات تدل على مكانة وعظمة مقام ابراهيم.
الآية الأولى : قوله تعالى { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } سورة البقرة– 125 . التي تأمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى.
والآية الثانية : قوله تعالى { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران – 97 . التي تؤكد على ان في مقام إبراهيم آيات وبينات. http://altwafoq.net/v2/art1947.html