[خادم الروافض]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم..

أصحاب الفتن لا يمكن أن يفرقوا بين الكويت والعراق

الخطيب الكربلائي لـ القبس: الانفتاح الديني في الكويت دليل وعي..

01/03/2008 كتب حسين حاجي:
أشاد الخطيب الحسيني العراقي سيد هادي جاسم الكربلائي بأجواء الحرية الدينية والانفتاح التي تتمتع فيها الكويت، مؤكدا ان الجرائم التي ارتكبها صدام حسين واعوانه واصحاب الفتن لا يمكنهم ان يفرقوا بين الشعبين الشقيقين.
واضاف الكربلائي لـ«القبس»: ان موقف الكويت ابان تحرير العراق من براثن صدام، هو موقف انقاذ لا يمكن نكرانه، مؤكدا ان الثناء على القيادة السياسية في البلاد والدعاء لهم من على المنابر ليس فيه اي مجاملة.
واعتبر ان للامام الحسين عليه السلام الذي نعيش ذكرى اربعين استشهاده دورا كبيرا في توحيد الضمير العالمي والفطرة الانسانية، موضحا ان البكاء عليه يأتي من باب التعبير عن مشاعر الحزن والاسى لما وقع على حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• لماذا يقيم الشيعة المسيرات لزيارة مقر الامام الحسين؟
ــ عندما نرى مجموعة من الناس يسيرون في الطريق وهم يحملون اعلاما وغيره، فهذا معناه ان هناك لفت نظر الى قضية معينة، والسير على الاقدام هو وسيلة حضارية اتخذتها الامم، والغاية من وراء ذلك اظهار مطلب معين وبصورة سلمية جميلة تنم عن وعي وادراك.
واول من سار على الاقدام مع اصحابه في الاسلام للتعبير عن تظاهرة سلمية هو رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ وذلك حينما خرج من المدينة الى مكة في السنة السادسة من الهجرة لغرض العمرة، وكان معه الف وبضع مئات من المسلمين، يريد مكة لاداء مناسك العمرة، وكان ذلك بمسيرة سلمية، فلما علم مشركو قريش بذلك اسقط ما في ايديهم ولم يستطيعوا فعل شيء، وصار المشركون في حرج شديد لانهم لا يستطيعون مواجهة اناس عزل لا سلاح لهم، وكل قصدهم هو زيارة بيت الله الحرام، فاضطروا الى الصلح بعد ذلك مع النبي في الحديبية، وقد وعده الله فتحا مبينا.
• ما الدروس الاجتماعية التي نستوحيها من ثورة الامام الحسين؟
ــ من الناحية الاجتماعية مصارحته مع الناس والابتعاد عن الكذب والنفاق السياسي، فالحسين يعلمنا الوضوح في التعامل، فالذي تكون سريرته مع الله فلا يخاف لومة لائم، وشرعا لا يجوز التدليس، فيجب ان تكون افعال المرء طبقا لاقواله، فالذي لا تكون افعاله طبقا لاقواله فهو منافق، والمنافق لا يكون له نور.
والحسين اعلن هذا للملأ عندما ارسل ابن عمه مسلم ابن عقيل ــ عليه السلام ــ الى الكوفة واعلم الناس اهدافه، حيث اذا اراد المجيء لتطبيق تلك الاهداف الانسانية السامية وهي الاصلاح في امة جده رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن الفساد والبهتان.
• لماذا ما زالت تُحيا ذكرى الإمام الحسين عليه السلام بعد 1368 عام على استشهاده؟
ــ لم تكن ذكرى الحسين الوحيدة هي التي تُحيا، فنحن نحيي ذكرى الرسول الاكرم، عليه وعلى آله السلام، والائمة الكرام، وهناك من العظماء الذين تحيا ذكراهم مثل اصحاب النبي ومسلم بن عقيل والعباس، عليهم السلام، ولكن يقولون ان فداحة المصيبة تكون بعظمة صاحبها، اي الوقع الذي جرى على الحسين اول من بكى عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلي عليه السلام، والائمة عليهم الصلاة والسلام، ونرى ان الناس في هذه الايام يعيدون ذكرى الفنانين وتقام لهم المسلسلات او البرامج الاذاعية، فكيف ذلك وهم يتساءلون عن احيائنا لذكرى شخصية عظيمة ولها تأثير في التاريخ الاسلامي كالحسين بن علي عليهم السلام.
• هل البكاء على الحسين واجب لدى الشيعة.. أم يكتفى بذكره؟
ــ البكاء والدمعة اقوى سلاح لتبيان عظم الحالة والرزية، وهذا الكباء اعلان للآخرين للتعبير عن مدى حزننا على مصاب امامنا الثالث في قلوبنا، كما اننا نبين في حضورنا لمجالس العزاء اننا نلتف حول الامام الحسين ونسير على نهجه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح المجتمع من خلال محاربتنا للفساد والفتن.
• انتشرت بكثافة في الآونة الاخيرة ظاهرة قراءة الاناشيد بل والتجارة فيها.. ما رأيكم بذلك؟
ــ يعتبر هذا من الجانب الاعلامي، وانا من المشجعين للاهتمام بالجانب الاعلامي لقضايا اهل البيت والحسين، عليه السلام، بشكل خاص، وما ارجوه الا يكون هناك خلط في المناسبات، فيوجد هناك مناسبات خاصة بالافراح والاحزان، والا تتداخل مع الرثاء الحسيني، ونحن لا نريد كثرة الاشرطة بل نريد تنمية روح الافراد وارشادهم للحق عن طريق تعريفهم لمبادئ الاسلام وعادته الطيبة.
وارجو من الرواديد (المنشدين) ان يهتموا بالجانب المعنوي والروحي اكثر من اهتمامهم بالجانب المادي، ومن يتبع هذا النهج او الاسلوب سيصل الى النجاح والتوفيق في خدمة دينه، ونرفض ادخال الالحان في هذه الامور الدينية، لان هذا المستمع جاء هاربا من هذه الالحان الشيطانية التي تبعده عن الله عز وجل.
• ما دور الامام الحسين عليه السلام في وحدة صف المسلمين؟
ــ الحسين في يوم كربلاء وحد الانسانية ووحد الضمير العالمي وتنادي الفطرة الانسانية، ولنأخذ مثلا موقف وهب ابن حباب الكلبي وهو نصراني استشهد بين يدي الحسين ــ عليه السلام ــ فكان مسافرا ومارا على ارض كربلاء في يوم عاشوراء مع والدته وزوجته واذا به يسمع نداء الحسين عليه السلام ــ بين آلاف الاعداد ومعه اطفاله وعياله ونساؤه واصحابه قتلى وهو ينادي (الا من ناصر ينصرنا؟ الا من ذاب يذب عنا؟) ففطريا حينما ترى انسانا مع عياله واطفاله يحاط به الناس يريدون به شرا سيستجيب ذوقك وعقلك لتنصر هذا الشخص وان تقف الى جانبه، فصدق نداء الحسين جذب وهب الى نصرة الانسانية.
فالحسين وحد المجتمع عامة، فمن الدروس التي تعلمناها من ثورة الحسين ان نتحد ضد كل من يساهم في تفكيك روابط امتنا واتحادها الناتج من وحدة ديننا.
• ما مكانة ومعزة الكويت لديكم؟
ــ اولا ترعرعت ونشأت في هذا البلد المعطاء الكويت وانا عشت في الكويت اكثر مما عشت في بلدي العراق، فمن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق، فاقل ما يمكنني ان اقدمه لهذا البلد، بلد الخير والعطاء بان ادعو له على المنابر من دون اي مجاملة، واسأل الله ان يكتب الامان والخير لهذا البلد الطيب وبالاخص حكامه الذين هم ولاة امره والقائمون عليه وشعبه الكريم واشكرهم شكرا خاصا لاهتمامهم باقامة هذه الشعائر الحسينية والمآتم، وهذا انما يدل على ادراك القيادة السياسية بأهمية المآتم الحسينية.
• ما رأيك في علاقة دولة الكويت مع العراق الشقيق؟
ــ اتمنى ان تكون العلاقة بين الكويت الحبيبة وعراقنا يضرب بها المثل في كل مكان، حبنا ووحدتنا واخوتنا هي اكبر من ان يفرق بين مشاعر الاخوة لدى الشعبين واكبر من ان يفرقنا الطغاة مثل «صدام حسين» واصحاب الفتن والقتل وانا اشكر موقف الكويت الطيب والنبيل ابان حرب تحرير العراق ضد النظام الصدامي المجرم الذي قتل ابناءنا واباح دماءنا وهتك العباد، وموقف الكويت موقف انقاذ للشعب العراقي وهو موقف لا ينكر في تلك الظروف وجزاهم الله خيرا واسأل الله ان يحفظ هذا البلد من كل مكروه وان يكتب للشعب العراقي الامان وان يضمد ذلك الشعب الذي طعنه الطاغية صدام جراحه وان يجبر خواطر الامهات الشهداء الثكلى في الكويت وان تنتشر بيننا المحبة والالفة.