[خادمة الشيخ المهاجر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

G لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً S

ينفرد الإنسان عن جميع الكائنات وجميع الخلق بأنه ممتحن في حياته، هذا الامتحان لا وجود له في بقية الكائنات - والإنسان هو الكائن الوحيد -
وهذه قضية كبيرة تحتاج إلى لون من التأمل والدقة....!
ماذا يعني ممتحن..؟!
الامتحان نجاح وسقوط والله زودنا بوسائل ...!
ثم ما هي عوامل نجاح وسقوط الإنسان في هذا الامتحان يجب أن نبحث عنها ...!
فكل سقوط لا بد من مسبب له وسقوط الورقة له مسببات ]وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ[الأنعام59
والله يعلم بسقوطها ولها مسببات علمية وليس معرض الحديث عن ذلك وإنما هي للإشارة
فماذا تعني لك نفسك عندما تنجرف خلف التيار ويكون السقوط في الهــاوية
ولكي نضع بين أيدينا عوامل النجاح والسقوط نضع القرآن نصب أعيننا ونصغي إلى الباري
عندما يتحدث عن الإنسان في حالة الامتحان هنالك صورتان ، الصورة الأولى خــالي الذهن ، والثانية صورة الإنســـان المهيأ نفسه للامتحان
كما ورد في قصة طالوت وجنوده ] قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين[البقرة249
وأنتم مثقفون وأصحاب فكر والحمد لله وفي محضركم قصة جالوتَ وجُنُوده وكيف كان نجاح الثلاث مائة والثلاثة عشر الذين هم من جنود طالوت
ولكن هنالك فارس عظيم بطل يقف على نهر العلقمي العباس عليه السلام كان راكباً فرسه ليل نهار يحمي أهل البيت، وعندما اقتحم بفرسه هذا المشرعة مد يده الكريمة ليغترف غرفة من الماء يشربها، فيدور في ذهنه ما يدور ويلقي الماء ويقول:

يـــا نفس من بعــد الحســين هوني وبعده لا كنتِ أن تكوني
هذا الحسين شارب المنـــــونِ وتشربــــين بـــــــــــارد المـــعــــــين
والله مــــــــا هــذا فعـــال ديــنـي ولا فعـــال صــــــادق اليــــقينِ
فهذه هي الإرادة المثلى، فقس إرادتك على ضوئها...!؟
ومع ذلك فإن من لطف الله تعالى أن لا يمتحن عباده بامتحانات صعبة دائماً، وذلك جاء في الدعاء القرآني: ]رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ[(البقرة/286)،
كما جاء به الدعاء أيضاً: (اللهم أني أعوذ بك من جهد البلاء)12.
أما إذا كان إيمان الإنسان ضعيفاً، فإنه لا يستطيع أن يجتاز الامتحان وإن كان سهلاً.
بلغ الإمام العباس عليه السلام أوج العظمة والنخوة والشهامة والإباء والوفاء لأبن فاطمة عليه السلام بوقوفه منتصبا على نهر العلقمي هنا أتم العباس كلمات الله صدقا وعدلا ]وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[الأنعام115
وكان الصدق في القول والعدل في التطبيق




ولحديثنا بقية فأبقوا معنـــا J





ودمتم برعاية بقية الله الأعظم