[ali jaber]

إن علياً ع هو أكثر صحابة رسول الله فضائل ومناقب بلا ريب ولا شبهة .
قال أحمد أبن حنبل : ماجاء لأحد من الصحابة من الفضائل ما جاء لعلي (1).
وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري:لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان مما جاء في علي رض الله عنه (2).
والغريب في الامر أنه جمعاً من علماء السنة أنكروا اكثر فضائل علي عليه السلام فمثلاً ابن حزم الاندلسي بعدما تكلم بكلام كثير قال : وأما حديث(( من كنت مولاه فعلي مولاه)) فلا يصح من طريق الثقات أصلاً (3) وأما الاحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها(4).
ومثلاً آخر ابن تيمية فمن الاحاديث التي مع صحتها قول النبي : ما تريدون من علي ؟ إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (5).
فقد قال الالباني بعد أن صحّح هذا الحديث وذكر بعض طرقه: فمن العجيب حقاً ان يتجراء شيخ الاسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنة 4/104 ... الى أن قال : فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلا التسرع وا لمبالغة في الرد على الشيعة (6).
وقال الالباني أيضاً بعد أن صحح حديث (( من كنت مولاه فعلي مولاه)) ونص على تواتره وخرّج طرقه : كان الدافع لتحرير الكلام على هذا الحديث وبيان صحّته أنني رأيت شيخ الاسلام ابن تيمية قد ضعّف الشطر الاول من الحديث (7) وكذب الثاني... وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري في تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقّق النظر فيها ، والله المستعان (8).

ومن تأويلاتهم لأحاديث قول النبي ص لعلي ع : (( يا علي أنت ولي كل مؤمن من بعدي )) يدل دلالة واضحة على ثبوت الولاية لعلي ع إلا أن القوم صرفوه عن معناه الدال على أولولية علي بالخلافة الى ان قالوا فيه ان الولي هنا بمعنى الناصر او المحب . وعليه فلست أدري ما معنى ثبوت نصرة علي ع أو محبته للمؤمنين بعد حياة النبي ص مع أنهما ثابتتان في حياته.
أو قول النبي ص لعلي ع : ((أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) مع أنه يدل دلالة واضحة على خلافته عليه السلام إلا أن القوم صرفوه لمعنى آذ ذعموا أن علي بمنزلة هارون في أن موسى استخلفه على قومه لما ذهب الى الميقات من غير أن يكون خليفته من بعده مع أن كتاب الله العزيز أوضح هذه المنزلة إذ قال عزّ من قائل حكاية عن موسى ( وأجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي *أشدد به أزري * وأشركه في أمري)).
وقال سبحانه((وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ))
ومن غرائب التأويلات قول النبي بعضهم :إن المراد بـ((علي)) في قول النبي (صلى) : ((أنا مدينة العلم وعلي بابها)) اي عالِ ِِ ، فيصير معنى الحديث : أنا مدينة العلم وبابها عالِ ِ أي مرتفع . وما عشت أراك الدهر عجباً!!
*(1) المستدرك على الصحيحين :3/107، الصواعق المحرقة،ص148.
*(2) عن الصواعق المحرقة ص 148، نور الابصار ص 142.
*(3) هذا من عظيم جرأته فقد جزم بتواتر هذا الحديث جمع من الحفاظ كما تقدم في فضائل امير المؤمنين ع وصححه كثير من الاعلام كالترمزي في سننه 5/633، والحاكم في المستدرك:3/109، والذهبي في تلخيصه وفي تاريخ الاسلام :2/629، والقاري في مرقاة المفاتيح: 10/464، وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 149، وابن عبد البر في الاستيعاب :3/36، والهيثمي في مجمع الزوائد :9/104-108، والالباني في صحيح الجامع الصغير :2/1112،وسلسلة الاحاديث الصحيحة :4/343.
*(4) الفصل في الملل والاهواء والنحل :4/147.
*(5) اخرجه الترمزي في سننه : 5/632، والنسائي في خصائص امير المؤمنين ص164؛ وابن حبان في صحيحه ( الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان : 9/42)؛ واتلحاكم في المستدرك 3/011 وصححه ووافقه الذهبي ؛ واخرجه احمد في المسند :4/437-438. والالباني في سلسلته الصحيحة :5/263.
*(6) سلسلة الاحاديث الصحيحة :5/263-264.
*(7) الشطر الاول هو((من كنت مولاه فعلي مولاه)) والثاني ((اللهم والي من والاه وعاد من عاداه))
*(8) سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4/334.