|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 29295
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 123
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
هدية لشيعة علي ع
بتاريخ : 07-02-2009 الساعة : 04:13 PM
بسمه تعالى
للشيخ جوادي املي
إنّ زائري مكة المحرمون من معرفة الإمامة والولاية ليسوا من مصاديق «الوفد» وليسوا ضيوفاً عند الله، ولا يتنعّمون بالضيافة المعنوية لله، ولهذا فلا حرمة ولا منزلة لزيارتهم، ولا يلزم على الآخرين أن يسارعوا لزيارتهم بعد عودتهم من الحج كي يستفيدوا من مثل هذا الوفد والضيوف وذلك لأن الأمر القائل بالذهاب لزيارة زائري العكبة قبل زوال غبار سفر الحج عنهم، وقبل تلوثهم بالذنوب(1)، ويقول ثواب معانقة ولقاء الحاج الذي يعلوه غبار سفر الحج بمنزلة استلام وتقبيل الحجر الأسود(2)، لا يشمل جميع الزائرين.
والسرّ في عدم استحباب تكريم مثل هؤلاء الزائرين هو أنّ الزائر الذي لا يعرف الإمام المعصوم (عليه السلام)، ويترك الإمامة جانباً، ويستسخف قيادة أمور المسلمين في العالم، ويرى فصل قضية قيادة الأمة عن الحج والزيارة وسائر العبادات الاُخرى، ويعتبر ذلك أمراً عادياً يمكن جعله تحت تصرف أي شخص، ولا يرى كرامة لأجل هداية خلق الله وتدبير أمورهم، فإنه في الحقيقة لم يعرف الإنسان، وهو نفسه لم يضع قدميه في حريم شرف الإنسانية. من هنا قال الإمام الباقر (عليه السلام): «أترى هؤلاء الذين يلبّون، والله لأصواتهم أبغض الى الله من أصوات الحمير»(3). فمثل هذا الزائر، الذي ذهب لزيارة الكعبة بهذه الرؤية، وعاد منها هكذا، كيف طاف حول مدار التوحيد، ورفض كل أنواع الشرك والطغيان، مع أنه لم يعرف مجرى الفيض الإلهي، وتجاهل أهمّ عامل للتكامل الإنساني، وأضاع أفضل منبع زلال ومُفيض للحياة، وظل هكذا عطشاناً!
وبالإلتفات الى هذه النكتة وهي أنّ الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية»(4)، وهكذا من لم يعرف ولي عصره. وبما أنّ موت كل إنسان كحياته: «كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تبعثون، وكما تبعثون تحشرون»(5)، فإنّ العلاقة بين الموت والحياة ستصبح واضحة، ولأنّ موت من لا يعرف إمام زمانه هو موت جاهلي، إذن فإنّ حياته أيضاً كانت جاهلية، وكل شؤون وسنن حياته يقضيها كالجاهلية، فحج وزيارة مثل هؤلاء الأفراد أيضاً هو حج جاهليّ قطعاً، ولا نصيب لهم من الحج التوحيدي.
1ـ وسائل الشيعة، ج8، ص327.
2ـ المصدر نفسه، ص328.
3ـ المصدر السابق، ص9، ص57.
4ـ المناقب، ج1، ص246.
1ـ عوالي اللئالئ، ج4، ص72.
المصدر: «صهباي حج، ص101»؛ «صهباء الحج».
2/7/2008
|
|
|
|
|