[أحمد إبراهيم الربيعي]

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصف الوهابية بـ(الحثالة) و (قرن الشيطان)

إلى الشيعة في العالم عامة وإلى شيعة القطيف والإحساء وسائر الموالين في الجزيرة العربية خاصة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعظم الله أجوركم وأحسن الله لكم العزاء.
لقد أحب العبد الآبق المقصر الذي يخط هذه السطور بمواساتكم ومواساة نفسه لسببين رئيسيين الأول في ذكرى أعظم مصيبة عرفها الكون ألا وهي استشهاد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والثانية بسبب بعض ما لحق بالأخوة المؤمنين من الموالين المخلصين من أذىً في رحاب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) على يد أعداء الله ورسوله وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ألا شُلت تلك الأيادي التي لم ترفع في إلا بوجه أولياء الله، وتعساً وبؤساً لهم، قاتلهم الله أنا يؤفكون.
أخوتي.. سادتي.. أحبتي.. لم أجد شيئاً أواسيكم فيه أفضل من أن أقول لكم : أن هذا كله في سبيل الله وفي عين الله والله سبحانه وتعالى بيده الموازين الحقة وستجزن بعونه تعالى خير جزاء المحسنين، فوالله يصدق على فعلكم هذا وصف (أعظم الجهاد) فإن أعظم الجهاد هو كلمة حقٍ بوجه سلطان جائر، وما شدكم للرحال وأنتم ترزحون تحت سطوة أبي رغال سوى تحدٍ لهم، نعم وأي تحدي ؟ أنكم بفعلكم هذا تقولون لهم أفعلوا ما تفعلون فقد عزمنا على تجديد العهد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متأسين بإخوانكم العراقيين الذين ما لبثوا يهتفون منذ مئات السنين وتحت سطوة مختلف أنواع الطغاة والسلاطين (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين) ولعلنا نحن العراقيين أكثر من يشعر بمعاناتكم ، فقد خبرنا وحشية القوم، حيث يقدم العشرات من كلاب النار ليقتلوا الأبرياء من أبناء شعبي الأبي... فماذا يفعلون يكم وانتم ترزحون تحت حكمهم...
أخوتي في الله لايسعني وأنا أواسيكم سوى أن أنقل لكم ما قاله حبيب قلوب العالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين صاحب الذكرى العطرة (صلى الله عليه وآله وسلم) بحق هؤلاء ، فقد وصفهم بأبي وأمي تارةً بأنهم (حثالة) وأخرى بأنهم (قرن الشيطان).. نعم. وهذا ليس من نسج الخيال أو تزويق المقال، بل تناقله المؤرخون وأصحاب الصحاح من كلا الفريقين قبل أن توجد الفرقة الوهابية الضالة أساساً بألف عام!؟
أجل أخوتي في الله فقد روى الحافظ ابن عساكر وهو من العامة حديث : ( ستكون حثالة من العامة يعيرون شيعتكم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها )
وكان المسلمون من بقية المذاهب يتقونهم أخذاً بالحديث الذي رواه أهل السنة أنفسهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (كيف أنتم في قوم مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا حثالة ؟ وشبك بين أصابعه . قالوا : كيف نصنع ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : اصبروا وخالقو الناس بأخلاقهم وخالفوهم في أعمالهم ) كشف الأستار للهيثمي 4 : 133 ح 2324
وكذلك ورد في صحيح البخاري في كتاب الفتن في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (الفتنة من قبل المشرق) عن عبد الله بن عمر ، قال : ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا : وفي نجدنا قال : اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال (صلى الله عليه وآله وسلم)في الثالثة : هناك الزلازل والفتن وبها يطلع (قرن الشيطان) . وتجدر الإشارة إلى أن الوهابيين خرجوا من (نجد) على سلطان المسلمين واتحدوا مع الكفار المحاربين المستكبرين وأفسدوا في الأرض وراحوا يقتلون المسلمين حتى الطفل الرضيع منهم ، وساهموا في إذلال المسلمين ووقوعهم تحت سلطة الصهاينة والمستعمرين الكفار ولذا سميت الوهابية بـ(قرن الشيطان) البخاري / كتاب الفتن ج 9 ص67 ونقله جملة كبيرة من فقهاء أهل السنة على رأسهم سليمان بن عبد الوهاب شقيق المبتدع المرتاب محمد بن عبد الوهاب في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) ص43

فبشرى لكم أخوتي وانتم تلاقون ما تلاقونه على يد امثال هؤلاء.. وفي المقابل فإن البشرى الأكبر والمواساة الأعظم فتكمن في وصفكم أيها المؤمنون الأصفياء، أجل فقد وصفكم الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنكم خير البرية، فقد جاء في سورة البينة قوله تعالى : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) وقد فسر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية وفيمن نزلت على رؤوس الأشهاد حتى ذكرها عشرات المفسرين من أهل السنة ففي الدر المنثور عن ابن مردويه عن علي ( عليه السلام ) قال : ( قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ألم تسمع قول الله إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ؟ هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين / الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج6 ص379 وذكره الآلوسي في روح المعاني ج30 ص308 وكذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج1 ص 43 طبع حيدرآباد/ وروى الهيثمي في مجمع الزوائد - ج 10 ص 21 طبع مصر قال ( روى عن أم سلمة قالت : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي ، فقعدت إليه فاطمة ليلة ومعها علي ، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه إليها فقال ( أبشر يا علي أنت وشيعتك في الجنة ).
فطوبى لكم وحسن مآب، وصبراً صبراً يا شيعة علي فإن موعدكم الجنة حيث النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. وسيعلم حينها من ظلمكم وآذاكم أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

أحمد إبراهيم الربيعي
29 صفر الخير 1430هـ