كنا نتوقع دائماً ان ضريبة التصدي والمواجهة مع اذناب النظام البائد ستكون باهظة جداً في العهدين البائد والجديد.
والضريبة الاخطر التي ندفعها هي ثمن الثوابت والافكار والمواقف المبدئية التي كنا نضحي من اجلها وندافع عنها باستمرار ولا يمكن التخلي عنها لاسباب استقطابية او سياسية. واذا كان الشعور الاكيد ان ثمن المواقف التي نقدمها طيلة وجودنا السياسي سيكون باهظاً فان ذلك سيتسمر مازلنا ثابتين ومتواصلين مع اهدافنا العليا وان التخلي عنا باي حجة كانت سيجعلنا ندفع الثمن مرتين مرة ما يصيب ثوابتنا ومصداقيتنا واخرى ما يفقدنا المكاسب السياسية الطارئة.
ومن المفارقات الخطيرة في هذا السياق اننا ما زلنا ندفع ثمن الانجازات المتحققة في العراق الجديد وسقوط المعادلة السابقة وقد اصبح واضحاً ان اغلب القوى والشخصيات وحتى الدول التي تضررت من سقوط المعادلة السابقة وشعرت بالهواجس من التغيير الديمقراطي في العراق كثفت جهدها لاضعافنا وتوجيه الضربات الينا بينما نحن لم نكن وحدنا من صناع المنجزات الجديدة او المدافعين عنها بل يشاركنا الكثيرون من القوى الوطنية والاسلامية الفاعلة.
والمفارقة الثانية التي تشكل الاخطر الاكبر هي ان من يريد ان يلقي باللائمة على الاخفاقات الحاصلة في اداء الحكومة يحملنا مسؤولية ذلك دون وعي او ادراك بينما نحن ضحية هذه الاخفاقات والتراجعات ولم نكن نحن المسؤولين عنها بالتحديد.
ومن هنا فان الحملة المنظمة المحلية والدولية والاقليمية تركزت بشكل فاعل ضدنا من اجل توجيه ضربة للعملية السياسية والعراق الجديد من خلالنا حتى يوحي للكثيرين باننا اساس هذه العملية السياسية وان محاولة اضعافنا سيكون اضعافاً للعملية السياسية في العراق.
وسنتوقع المزيد من الاتهامات والافتراءات ضدنا كضريبة مستمرة لمواقفنا المبدئية وتصوراتنا الفاعلة ولكن هذا لا يدفعنا الى التراجع او التنصل عن مواقفنا ومسؤوليتنا تجاه العراق الجديد وان كنا سنكون ضحية لنجاح التجربة كما كنا الضحية في المواجهة العنيدة مع النظام الاجرامي البائد في عهد المعارضة وفي مواقع الاهوار والوطن كجزء من تكليفنا الشرعي والوطني والاخلاقي لانقاذ شعبنا من الكابوس الجاثم على صدر العراق.