[جند النور]

يشهد قصر صدام حسين بمدينة البصرة تصوير الفيلم العراقى "المغنى" للمخرج قاسم حول, والذى اختارته شركة rte الفرنسية التى تدعم صناعة الأفلام السينمائية فى العالم من بين 120 سيناريو متنافس .


الفيلم من تأليف وإخراج قاسم حول الذى أكد أن تصوير الفيلم فى قصر صدام حسين تحدى كبير بالنسبة له, مضيفاً أنه يسعى إلى تحويل القصر إلى مدينة سينمائية متكاملة ليعود ويبدأ من جديد صناعة السينما العراقية وينطلق بها إلى العالمية.


وقال حول فى تصريح لبرنامج صباح العربية الذى يذاع على قناة العربية الفضائية أن الفيلم لا يتحدث عن ديكتاتور معين ولكن يتحدث عن فكرة الديكتاتور بشكل عام لأن الفيلم ينتمى الى الكوميديا السوداء, مضيفاً أنه ليس بصدد تصفية حسابات شخصية مع ديكتاتور معين, فى إشارة منه إلى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين .


وأضاف أن قصة الفيلم حقيقية وحدثت حقيقة فى العراق وتدور فى قصر ديكتاتور يحتفل بعيد ميلاده فى ظل مرور البلد بحروب وكوارث ويحيى الحفل مغنى يتأخر عن الحفل لتعطل سيارته وهو ما يغضب الديكتاتور فيطلب منه أن يغنى ووجهه الى الحائط, وتحدث أمور كثيرة فى الحفل والمغنى لا يدرك ما يدور فى الصالة .


واستعان حول فى الفيلم بحشد من الممثلين والفنيين العراقيين، اضافة الى فريق عمل اجنبي.


وتقول رسالة الفيلم: على الناس ان لا يسمحوا بعودة اخرى للطغيان من خلال اظهار الوجه القذر والسلوك المشين للديكتاتور ثمة اشكالية مازال اوارها مشتعلا بين السلطة والمثقف المبدع عبر التاريخ مفادها خياران اما المهادنة او الالغاء، الا ان المسؤولين في البصرة قلبوا المعادلة وحققوا حلما طالما راود المثقفين، فقد قدموا دعما مشهودا للمساعدة في انجاح هذا المشروع العالمي.


وذكر حول "على المبدعين العراقيين المنتشرين في جميع بقاع العالم والذين شردتهم سياسات نظام استبدادي اهوج فحرم الوطن من انجازاتهم العلمية والثقافية ان يعرفوا بما يحدث فيه،ان المسؤولين في النظام الجديد لم يألوا جهدا في تقديم المساعدات المادية والمعنوية للبلد في تصوير الفيلم، ابتداء من اختيار المواقع الى توفير متطلبات العمل".


يشارك في الفيلم فنانون عراقيون مبدعون من كل بقاع الدنيا كممثلين وفنيين منهم،اثمار عباس،طارق هاشم، انعام مجيد،كاترينا،مجيدالنجار،اضافة الى عدد كبير من اساتذة وطلبة كلية ومعهد الفنون الجميلة في البصرة.


وتحدث حول عن تجربته باختيار شباب بصريين للمشاركة في الفيلم قائلا "كان في نيتي اخراج فيلم عراقي خالص ووجدت في المغني بداية حقيقية للسينما العراقية،مما جعلني ازج اساتذة وطلبة معهد واكاديمية الفنون الجميلة في هذه التجربة،لتتبلور رؤاهم عن العملية السينمائية،ويستفيدوا من خبرات زملائهم، من الفنانين العراقيين المغتربين والاجانب،".


فجعلت من عملية التهيئة للاخراج تجربة اقرب للورشة وساهم الشباب في الديكور والاضاءة والتمثيل،وهم متحمسون وموهوبون.


يذكر أن قاسم حول مخرج عراقى من مواليد 1940 في البصرة وبدأ نشاطه المسرحية في سن مبكرة من حياته. عام 1957 أسس أول فرقة مسرحية في مدينة البصرة وقدم العديد من المسرحيات تأليفا وتمثيلا وإخراجا.


وفى عام 1959 إلتحق في معهد الفنون الجميلة ودرس الإخراج والتمثيل لمدة خمس سنوات. خلال فترة دراسته في معهد الفنون قدم من التلفزيون العراقي أعمالا درامية تأليفا وتمثيلا.


وبعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1964 أسس شركة أفلام اليوم التي أنتجت فيلم ( الحارس ) كتب قاسم حول قصة الفيلم ومثل أحد أدواره الرئيسية وأخرج الفيلم خليل شوقي. حاز الفيلم على التانيت الفضي في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس ( في تلك السنة حجب التانيت الذهبي ).


وأصدرت شركة أفلام اليوم مجلة سينمائية تحمل عنوان ( السينما اليوم ) تسلم قاسم حول رئاسة تحريرها. عام 1967 أسس وعدد من أصدقائه الفنانين فرقة مسرحية هي ( فرقة مسرح اليوم).


السلطة الدكتاتورية ألغت امتياز مجلة السينما اليوم وشركة أفلام اليوم فأسس قاسم حول شركة ( سنونو فيلم ) لكنها لم تمارس نشاطها حيث غادر قاسم حول بلاده إلى لبنان. عام 1975 عاد إلى العراق وأخرج فيلما وثائقيا طويلا هو فيلم ( الأهوار ) وفيلما روائيا طويلا هو فيلم ( بيوت في ذلك الزقاق)


وعاد إلى لبنان وأنتخب رئيسا لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين، وأصبح عضوا في السكرتارية العامة للرابطة في العالم.


وهو أحد مؤسسي تيار السينما العربية البديلة الذي تأسس في دمشق عام 1970 وأحد مؤسسي اتحاد السينمائيين التسجيليين العرب وعضوالأمانة العامة واللجنة التنفيذية للإتحاد.


وأخرج للسينما أكثر من عشرين فيلما وثائقيا وروائيا، ونالت أفلامه العديد من الجوائز بينها جائزة ذهبية وجائزتين فضيتين. صدرت له كتب عن السينما ومجموعات قصصية ومسرحيات وقصص سينمائية، وكتبت عنه الكثير من الدراسات في كتب عراقية وعربية وألمانية.