السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وبعد كشف تدليس المسيلم وكذبة وان رواية كشف دار الزهراء صحيحة التجئ الى التدليس والف والدوران مره اخرى
والان سوف نكشف راي الشيخ كاشف الغطاء
الذي يعتقد زميلنا الصغير مسيلم و معتبرا أن كلام كاشف الغطاء يثبت عدم صحة ما يقال من كسر ضلع الزهراء عليها السلام ، بسبب ضرب المهاجمين لها ، كما أن ذلك ينفي ما يقال من دخولهم بيتها ، وضربها وما لحق أو سبق ذلك من أحداث .
وما استدل به كاشف الغطاء هو ما يلي :
1 - قال رحمه الله : " أنا لا أبرئ هؤلاء القوم ، لكن ضرب المرأة كان في ذلك الزمان عيبا ، فمن يضرب امرأة يصبح ذلك عارا عليه وعلى عقبه ، ففي نهج البلاغة عن علي عليه السلام : . . ولا تهيجوا النساء بأذى ، وإن شتمن أعراضكم ، وسببن أمراءكم ، فإنهن ضعيفات القوى ، والأنفس ، والعقول ، إن كنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر ، أو الهراوة ، فيعير بها وعقبه من بعده (شرح نهج البلاغة محمد عبده )
2 - وقال رحمه الله : " ولكن قضية الزهراء ، ولطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني ، ويتقبله عقلي ، ويقنع به مشاعري ، لا لأن القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة ، بل لأن السجايا العربية ، والتقاليد الجاهلية التي ركزتها إلخ . . (جنة االمأوى ص 81 ) " .
3 - ثم اعتبر أنهم لو فعلوا ذلك لوجدوا من الصحابة ، من يمنعهم ويردعهم عن ذلك .
4 - واستدل أيضا بأنها عليها السلام ما ذكرت أنهم قد اعتدوا عليها بالضرب ، أو أسقطوا جنينها ، ولا أشارت إليه في شئ من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم ، وسوء صنيعهم معها ، مثل خطبتها في المسجد ، بحضور المهاجرين والأنصار " مع أنها كانت ثائرة متأثرة أشد التأثر " .
وقد خاطبت عليا ( ع ) بأن فلانا " يبتزني نحلة أبي ، وبلغة ابني " ، ولم تقل : إنه أو صاحبه قد ضربني . وكذلك الحال حين كلمت نساء المهاجرين والأنصار ، حيث بدأت كلامها بقولها : أصبحت والله عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن الخ . . . فلم تشك إلا من غصب فدك ، وغصب الخلافة ، مع أن ضربها ، ولطم خدها ، وكسر ضلعها ، ونبات المسمار في صدرها ، - لو صح - أعظم من غصب فدك . كما أنها حين جاء أبو بكر وعمر ، واستأذنا عليا ، ودخلا عليها لاسترضائها لم تذكر لهما شيئا مما يقال إنه قد جرى عليها . وعلي أمير المؤمنين عليه السلام أيضا لم يشر إلى ذلك في شئ
من خطبه ومقالاته . وقد هاجت أشجانه بعد دفنها ، وخاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : السلام عليك يا رسول الله ، عني ، وعن ابنتك النازلة في جوارك . . . إلخ . . وقد كان المقام يقتضي ذكر ذلك ، لو أنه قد كان ، لأنه حجة قوية عليهم ، وفيه إثارة عاطفية ضدهم من جميع الجهات
ثم اعتبر رحمه الله أن هذا الأمر إنما صدر عن قنفذ الوردي دون سواه . هذا ، ما ذكره كاشف الغطاء ، وتمسك به وأعاده بعض من يريد التشكيك ، وإثارة غبار الريب حول هذه القضية .
ونقول في الجواب : إن كلام الشيخ كاشف الغطاء ، الذي استفاد منه هذا البعض للتشكيك بما جرى على الزهراء ، يتضمن العديد من النقاط ، نذكرها على النحو التالي :
1 - كاشف الغطاء لا ينكر ما جرى : إننا على الرغم من أننا نعتقد أن كاشف الغطاء لا ينكر ما جرى على الزهراء من أحداث وبلايا فإننا نقول :
أولا : إنه رحمه الله ، وإن كان عالما مبرزا ، لكن ذلك لا يجعله في مأمن من الوقوع في الخطأ والاشتباه ، لا سيما في أمر يحتاج إلى مزيد من التتبع للآثار والنصوص في مصادرها ، وقد رأيناه حين ذكر رأيه في مسألة الهجوم على بيت الزهراء عليها السلام ، وضربها وإسقاط جنينها ، قد ذكر ما استند إليه ، واعتمد عليه .
فالعمدة هو ذلك الدليل ، فلا بد من النظر فيه ومحاكمته ، فقد لا يكون صحيحا . . وكونه من الإمامية لا يجعله في منأى عن النقد العلمي والموضوعي لآرائه ، ولما يستدل به .
ثانيا : لعل الشيخ كاشف الغطاء يخاطب أولئك الذين يقدسون هؤلاء المهاجمين ، ويرون فيهم معيار الحق وميزان الصدق ، فأراد إفهامهم حقيقة الأمر ، دون أن يثير حفيظتهم وعصبياتهم ، ولذا نراه يظهر استبعاده لحصول هذا الأمر ، ثم يلقي التبعة على شخص لا حساسية لهم منه ، ولا قداسة كبيرة له في نفوسهم ، وهو قنفذ العدوي .
ويؤيد هذا المعنى أنه رحمه الله إنما كتب ذلك جوابا على سؤال ورد إليه ، فهو قد راعى حال السائل ، أو الحالة العامة التي لا يريد أن يثير فيها ما يهيج أو يثير ، لا سيما مع ما ظهر من اهتمامه الكبير بأمر الوحدة فيما بين المسلمين .
ثالثا : إننا نجد هذا العالم الجليل بالذات يصرح بحقيقة رأيه حينما لا يكون ثمة مبرر للمجاراة ، والمداراة ، حيث لا يكون خطابه موجها إلى أولئك الذين يفترض فيه أن لا يجرح عواطفهم ، فتراه رحمه الله يجهر منددا بإسقاط المحسن ، وبإضرام النار بباب فاطمة عليها الصلاة والسلام ، فهو يقول :
وفي الطفوف سقوط السبط منجدلا من سقط محسن خلف الباب منهجه وبالخيام ضرام النار من حطب بباب دار ابنة الهادي تأججه ( راجع : مقتل الحسين ، للسيد عبد الرزاق المقرم : ص 389 ، منشورات قسم الدراسات الإسلامية - طهران - ايران ) رابعا : هو نفسه رحمه الله يذكر أن هناك إجماعا على هذا الأمر ، وقد تقدم شئ من عبارته حول ذلك ، ونحن نعيدها كاملة هنا مرة أخرى ، وهي التالية : " طفحت واستفاضت كتب الشيعة ، من صدر الإسلام والقرن الأول ، مثل كتاب سليم بن قيس ، ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده بل وإلى يومنا هذا ، كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة ، وأبيهم الآية الكبرى ، وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين ، وكل من ترجم لهم ، وألف كتابا فيهم ، وأطبقت كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة ، أنها بعد رحلة أبيها المصطفى ( ص ) ضرب الظالمون وجهها ، ولطموا خدها ، حتى احمرت عينها وتناثر قرطها ، وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها ، وأسقطت جنينها ، وماتت وفي عضدها كالدملج .
ثم أخذ شعراء أهل البيت سلام الله عليهم هذه القضايا والرزايا ونظموها في أشعارهم ومراثيهم ، وأرسلوها إرسال المسلمات : من الكميت والسيد الحميري ، ودعبل الخزاعي ، والنميري ، والسلامي ، وديك الجن ، ومن بعدهم ، ومن قبلهم إلى هذا العصر .
وتوسع أعاظم شعراء الشيعة في القرن الثالث عشر ، والرابع عشر ، الذي نحن فيه ، كالخطي ، والكعبي ، والكوازين ، وآل السيد مهدي الحليين ، وغيرهم ممن يعسر تعدادهم ، ويفوق الحصر جمعهم وآحادهم . وكل تلك الفجائع والفظائع ، وإن كانت في غاية الفظاعة والشناعة ، ومن موجبات الوحشة والدهشة ، ولكن يمكن للعقل أن يجوزها ، وللأذهان والوجدان أن تستسيغها ، وللأفكار أن تقبلها ، وتهضمها ، ولا سيما وأن القوم قد اقترفوا في قضية الخلافة ، وغصب المنصب الإلهي من أهله ما يعد أعظم وأفظع ( جنة المأوى ) " .
2 - ضرب النساء : إن ما اعتبره رحمه الله مبررا لاستبعاد ضرب العربي للمرأة لا يصلح للتبرير ، وذلك :
أولا : لأن كلمة أمير المؤمنين عليه السلام عن العار في ضرب المرأة لا يعني استحالة صدور هذا الأمر منهم ، إذا كان ثمة داع أقوى ، يدفع إلى ارتكاب أفظع الجرائم ، وهتك أعظم الحرمات .
ولا سيما إذا كان هذا الداعي هو شهوة الحكم والسلطة ، وخصوصا إذا كانت الحكومة تستطيع بعد توطيدها أن تمحو العار بما تفرضه من هيبة ، وبما تملك من مال وجاه ، وحيث تعنو لها الرقاب خوفا أو طمعا ، ثم بما يحيط المتصدي لمقام خلافة النبوة من شعور بالتقديس ، والاحترام من منطلق التدين والإيمان لدى عامة الناس .
ومن جهة أخرى : قد كان ولا يزال وأد البنات عارا ؟ ! وكان ولا يزال قتل الابن والأخ من أجل الدنيا عارا ؟ وقد قتلت الخيزران ولدها
لم تذكر الزهراء ( ع ) أبا بكر بما جرى : وقد تسائل المستدل بكلام كاشف الغطاء عن السبب في عدم ذكرها ما جرى - من ضرب وإسقاط الجنين - لأبي بكر وعمر ، حينما جاءا إليها ليسترضياها .
ونقول في الجواب :
1 - إنها لم تذكر أيضا لهما حين جاءا غصب فدك ، ولا غصب الخلافة ، اللذين أشار إليهما المستدل في سؤاله ، وهو نفسه يعتبر غصب الخلافة أعظم من أي جريمة .
2 - إن ذكر هذا الأمر لهما لا بد أن يكون له غرض ، وداع . ولم يكن غرضها آنئذ يتعلق بالذكر نفسه ، بل أرادت إقامة الحجة عليهما بانتزاع إقرار منهما بما سمعاه من أبيها ، فرفضت أن تكلمهما قبل هذا الإقرار ، ثم سجلت الموقف الحاسم والدائم لها بإدانتهما على مر الأعصار والأزمان ، ولم تفسح لهما في المجال لطرح أية قضية أخرى على الإطلاق ، ولم تكن جلسة حساب أو عتاب ، أو تعداد لما فعلاه معها ، لأن ذلك لن يجدي شيئا ، فقد يعتذران عن ذلك بأنها كانت فلتة ، فرضتها ظروف الهيجان والغضب غير المسؤول ، فلم تعطهما عليها السلام الفرصة لذلك ، وهذا من بالغ الحكمة ، وصواب الرأي منها ( ع ) .
ولأجل ذلك : نجدها عليها السلام تكتفي بإجمال الأمور ، وتعرض عن تفاصيلها ، فهي تقول : اللهم اشهد أنهما آذياني