مقدمة ....
لستُ هنا في صدد حديثٍ تقليدي ..او استرسالٍ عشوائي مع اني سوف لن استخدم لغة الأرقام الأحصائية مع اهميتها ودقتها واعتباريتها ..كدليل رئيسي داعم ..
لكن وبأعتبار أن هذه الأرقام داخلة في عالم المتغيرات المستمرة ..ولأنني اريد أن اناقش الأمور كما هي لنصل للنتيجة المطلوبة من هذا الحديث او النقاش .. كما ان الموضوع لايحده زمن معين حتى نحصرهُ بالأرقام المقيدة .
لذلك سنعتمد في هذا البحث لوصحت تسميتهُ او الدراسة المقتضبة طريقة الأسترسال المنطقي المعتمد على البديهيات الحقيقية ..اما بالنسبة لمن اراد الأستزادة او شك في البديهيات .. فننصحهُ أن يجهد نفسهُ قليلاً ويراجع الأدلة حسب لغة الأرقام المتوفرة في الشبكة العنكبوتية او الكتب..
من هنا يمكن ان نقول ان العالم وان كان يبدو انه يسير بأتجاه واحد ((وذلك بعد دخول العولمة بأفكارها ومبادئها حيز التطبيق)) الا أن الشعوب لاتزال تسير بزخم مختلف وسرعة تختلف من شعب الى آخروذلك يعتمد على مدى تمسك الشعوب بأصالتها وهويتها وتراثها او ذوبانها وانصهارها في بوتقة العالم الحديث وما بعدهُ..
ومن ذلك من الممكن ان نشاهد مضاهر واحداث تبدوا لأول وهلة بأنها مختلفة ومتباعدة على اساس مقدمتها وإيديولوجيتها الا انها في حقيقة الأمر تسير في اتجاه واحد في بعض الأحيان وتصب في مصب واحد!!!!؟.
ومنها مانوردهُ هنا للمناقشة :
وهي ازمة الحياة بين الراديكاليتين ..الغربية والأسلامية
فالراديكالية بالمعنى الميسر ..التشدد او التعصب ..وهي تسير بأتباعها الى نتائج متشابها مع اختلاف المقدمات والأيديولوجيات ..
وحديثنا عن ازمة المجتمع الغربي الراديكالي والأسلامي الراديكالي ..
فالمجتمع الغربي المتعصب مادياً يؤمنُ بأن الحياة هي عبارة عن مجموعة ملذات ومشتهيات ((الحلم الأميركي) فمتى ما كانت متاحة للأنسان كان سعيداً ويقيس مقدار سعادة الأنسان بمقدار امتلاكه ومتعته للملذات المادية ويكون العكس تعريفاً ممتاز للتعاسة في منظارهم فلذلك فأن خير وسيلة للتعيس عندهم هي الأنتحار والموت بعد ان يقع الأنسان الضائع المشرد هناك ضحية لليأس وفقدان الأمل والحرمان !!.
لذلك نلاحظ الأرقام الهائلة لحالات الأنتحار فراراً من تعاسة الحياة وآلآمها ..
أن حالة انعدام الرؤية المعنوية وغياب البعد الروحي هو سبب كفيل لمثل هذه الأنهيارات المأساوية المتوقعة ..
وعلى النقيض من ذلك فأن الراديكالية الشرقية الأسلامية والتي تصاب بمصيبة الرؤية المعنوية فقط وغياب البعد المادي من ضروريات الحياة ولوازمها ..والناتج من الفهم الخاطئ للرسالة السماوية التي تحاول المزج بين البعدين كما في قولهِ تعالى((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة )) والكثير من الآيات ..
ان هذه الراديكالية على الرغم من اختلافها ايديولوجياً الا انها في حقيقة الأمر تؤدي الى نفس النتائج ..
وذلك حينها نسمع عن حالة الأنتحار((الأستشهادي)) !!!.
بأن يقوم الأنتحاري بتفجير نفسهِ وسط من يتصورهم اعدائه حتى من المسلمين ...!
لأن فكرته تقوم على اساس نيل الملذات والمشتهيات التي حرم منها في الدنيا بنعيم الآخرة بعد أن يجلس في جوار النبي (صلى الله عليه وآله)) في الجنة !!!!!!.
أن الهروب من الألم فكرة مشتركة لدى كلا الأمتين الواقعتين بين الأفراط والتفريط ..
ويأتي الحل الأمثل في المنظومة الأسلامية السمحاء التي تكفل السعادة في الدارين ((لوطبق الأسلام ))حق تطبيقه !!!.
لذلك فهو يحمل نظرية استعمار الأرض ((أي اعمارها))واعمار الآخرة .
اما ماوصل الينا من الأثر في أن الدنيا وألآخرة ضرتان .. فهذا صحيح ..لكنه قانون خاص لمن وجد في قلبه حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة ..
فالزهد كما في الأثر ليس أن لا تمتلك شيء وانما ان لايملكك شيء ..فيحيد بك عن هدفك الأسمى وهو سعادتك وسعادة الآخرين في آن واحد ..فحب الدنيا بأفراط يجعلك تسير بأتجاه حب التملك لكل شيء حتى لو كان في يد او من حق غيرك ...
بعد هذهِ الأطالة عليكم نصل او أصل فربما بعضكم يخالفني وجهة النظر الى أن الحالة الوسطية هي التي تضمن السعادة للبشرية وهي تتمثل عندي بالأيديولوجية الأسلامية الحقة ..