الكتاب : الأسماء والصفات جـ 2 ، صـ402
المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر
979- ما أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا مسدد ، حدثنا عبد الله بن داود ، عن فضيل بن غزوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعث إلى نسائه ، فقلن : ما عندنا إلا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا فانطلق به إلى امرأته ، فقال : أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبيان فقال : هيئي طعامك ، وأصلحي سراجك ، ونومي صبيانك إذا أرادوا العشاء فهيأت طعامها ، وأصلحت سراجها ونومت صبيانها ، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته ، وجعلا يريانه كأنهما يأكلان ، فباتا طاويين ، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لقد ضحك الله الليلة ، أو عجب ، من فعالكما وأنزل الله عز وجل : {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.
رواه البخاري في "الصحيح" ، عن مسدد.
وأخرجه أيضا من حديث أبي أسامة ، عن فضيل.
وأخرجه مسلم من أوجه أخر ، عن فضيل وقال بعضهم في الحديث عجب ولم
يذكر الضحك قال البخاري : معنى الضحك الرحمة.
زين يا بخاري هل تأولت بمكان اخر؟؟
ابن حجر يجيبكم على هذا السؤال
من كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني : ج8 ص433
قوله : ( يضحك الله إلى رجلين )
في رواية النسائي من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد " أن الله يعجب من رجلين " قال الخطابي : الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى ، وإنما هذا مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم ، ، ومعناه الإخبار عن رضا الله بفعل أحدهما وقبوله للآخر ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة ثم اختلاف حاليهما ، قال : وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة وهو قريب ، وتأويله على معنى الرضا أقرب ، فإن الضحك يدل على الرضا والقبول ، قال : والكرام يوصفون عندما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء ، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله " أي يجزل العطاء