[(رقية بنت الحسين)]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ

أنا والقدر صديقان ...



هل في الحياة سعادة مطلــقة ؟


أم أن الحياة عبارة عن تعاسة مطلــقة؟



سؤالٌ لا أريد الآن أن تجيبني عليه، وإنما أريد أن نستشعر معا حقيقة واحدة، وهي:



أن الحياة استمرار واستمرار، ولا يوجد توقف أو ثبات على حال واحد، فهي تعاقب دائم من حال إلى حال


شئنا أم أبينا الفرح يتدفق والحزن يتدفق ولا توقف ..لا توقف.



فلو داهمتك الخطوب يا صديقي وغلبتك الهموم .. هل تقف عاجزاً عند عتبة الأحزان؟


إنك لو فعلت .. فأنت كالمنتحر تمارس فنون الموت بكلتا يديك!!


قد حكمت على روحك بالإعدام بحبل اليأس والقنوط..


فليس كل منتحرٍ من أنهى حياته بسكين !!


إنما المنتحرُ من توقفت رئتاه عن استنشاق هواء العزم والتفاؤل.



لنقف و نترك ساحة الأطلال، ولا نحتسي الأحداث بمرارة ،ولنتخطى معاً العتبة بقوةٍ وإيمانٍ داخلين في سعة:


[ قــــدَّر اللهُ وما شاء فعل ]


فلم يعد يجدي الكلام ، وانتهى زمن مضى وبدأ يوم وعمل .


ولننظر إلى ما مضى بمنظار علوي، عندها سنرى الأحداث كلها على حقيقتها، وسنفهم جوانب المسرحية كلها، وندرك أن:


دموع الأمس هي رضى اليوم ..


و رضى اليوم هو بسمة الغد ..



فلا بد إذاً أن نصاحب القدر !!!



نعم كن أنت والقدر صديقان، واجعله رفيق أيامك..


فاليد الربانية الرحيمة التي رسمت لك اليوم دمعةً في عينيك، هي ذاتها التي ستفتح لك غداً أبواب السعادة.



وما أجمل قول سيدنا علي (سلام الله عليه) :


أنا رجل أحيـــا بالأمـــل


فإن تحــقق فبإذن الله


وإن لم يتحقق فلقد عشت به زمنــــــــا



لله درهم من رجال خُلقوا.. فَفَهِموا.. فأنتجوا.. ففازوا.. فكانوا من سعداء الدّارين.

أنا لا أكتبُ حروفـــــاً وكلمات لِـتُــقرأَ !

بل أَصنعُ للحــــياةِ ألوانـــــاً منَ الإيمـــانِ والأمــــلِ ..

مما راق لي