انني اوصي الشعب العزيز، ومن منطلق الحرقة والخدمة : انكم تخلصتم الان - الى حد لافت جدا - من كثير من هذه المصائد، وقد هب الجيل الحاضر المحروم الى الفعالية والابداع، وراينا كثيرا من المعامل والوسائل المتطورة كالطائرات وغيرها، التي لم يكن يظن ان المتخصصين الايرانيين يمكنهم تشغيلها والتعامل معها... وكنا من قبل نمد ايدينا الى الشرق والغرب لياتي خبراؤهم لتشغيلها، راينا كيف ان الحصار الاقتصادي،والحرب المفروضة جعلت شبابنا يصنعون القطع التي دعت الحاجة اليها وبكلفة اقل،وكيف تمت عبر شبابنا تلبية هذه الحاجة، واثبتوا اننا اذا اردنا فاننا قادرون. فيجب ان تراقبوا بوعي ويقظة، كي لا يجركم الساسة المتلاعبون المرتبطون بالغرب والشرق - بوساوسهم الشيطانية - نحو هؤلاء الناهبين الدوليين، وانهضوا بارادة مصممة، وفعالية ومثابرة، لرفع انواع التبعية. واعلموا ان العنصرالاري والعربي، لايقل عن العنصر الاوروبي والامريكي والروسي، واذا وجد (العنصر الاري والعربي ) هويته الذاتية وابعد اليأس عنه، ولم يكن له مطمع بغير نفسه... فانه قادر على المدى البعيد على كل فعل، وصناعة كل شيء...وما وصل اليه الناس المشابهون لهؤلاء، فانتم ستصلون اليه بشرط الاتكال على الله، والاعتماد على النفس، وقطع التبعية للاخرين، وتحمل الصعوبات من اجل الوصول الى الحياة الشريفة والخروج من سلطة الاجانب. ويجب على الحكومات والمسؤولين - في الجيل الحاضر او في الاجيال القادمة - ان يقدروا متخصصيهم ويشجعوهم على العمل بالمساعدة المادية والمعنوية، وان يحولوا دون استيراد البضائع الاستهلاكية المدمرة ويتكيفوا بالموجود عندهم الى ان يصنعوا كل شيء. واطلب من الشباب، البنات والبنين، ان لا يجعلوا الاستقلال والحرية والقيم الانسانية - ولو مع تحمل المشقة والالم - فداء للكماليات والاختلاط وانواع التحلل والحضور في مراكزالفحشاء التي تقدم لكم من قبل الغرب وعملائه،الذين لا وطن لهم، فان هؤلاء- كما اثبتت التجربة - لا يفكرون بغيرافسادكم واغفالكم عن مصير بلدكم، وابتلاع ذخائركم وجركم الى قيد الاستعمار وعار التبعية، وجعل شعبكم وبلدكم مستهلكين. انهم يريدون بهذه الاساليب وامثالها،ابقاءكم متخلفين - وعلى حد تعبيرهم - نصف متوحشين.
مؤامرة افساد الجامعات وحرف الشباب
و- من مؤامراتهم الكبيرة - كما تقدمت الاشارة، وذكرت مرارا - السيطرة على مراكز التعليم والتربية، خصوصا الجامعات، حيث ان مقدرات الدول بايدي علمائها. ويختلف اسلوبهم مع الروحانيين ومدارس العلوم الاسلامية عن اسلوبهم في الجامعات والثانويات. خطتهم ( في الحوزات ) ازاحة الروحانين عن الطريق، وعزلهم اما بالقمع والعنف والاهانة، كما جرى في زمان رضا خان، وكانت له نتيجة عكسية، واما بالدعايات والتهم، والخطط الشيطانية لفصل الطبقة المتعلمة او المتنورة - كما هو المصطلح - وقد جرى ذلك ايضا في زمان رضا خان، مقارنا للضغط والقمع، واستمر في زمان محمد رضا ولكن بدون عنف، انما بطريقة مؤذية. واما في الجامعة، فخطتهم حرف الشباب عن ثقافتهم وادبهم والقيم الذاتية، وجرهم نحو الشرق او الغرب، واختيار رجال الحكم من بينهم،وتحكيمهم بمصائر الدول، لينفذوا عبرهم كل ما يريدون...ويجر هؤلاء البلد الى نكبة الغارة عليه، والانبهار بالغرب، ولايكون بمستطاع شريحة الروحانيين - بسبب الانزواء والكراهية والضغط - ان يحولوا دون ذلك. وهذا افضل طريق لابقاء الدول التي تحت سيطرتهم متخلفة تواجه الغارة عليها لانه يجعل كل شيء يصب في جيوب القوى الكبرى دون عناء ولا كلفة.. ودون اية ضجّة فى المحافل الوطنية. ان من اللازم على الجميع الان - وحيث يجري اصلاح الجامعات والمعاهد التعليمية وتطهيرها - ان نساعد المتصدين لذلك، ونحول - والى الابد - دون انحراف الجامعات، ونعمل - وبسرعة - على رفع كل انحراف نراه،ولا بد ان يتحقق هذا الامرالمهم، في المرحلة الاولى باليد المقتدرة لشباب الجامعات والمعاهد التعليمية، فان نجاة الجامعة من الانحراف نجاة للبلد والشعب. انني اوصي - جميع الفتيان والشبان اولا والآباء والامهات واصدقاءهم ثانيا، وبعد ذلك رجال الدولة والمثقفين المتحرقين على البلد ان يبذلوا الجهد من كل قلبهم وروحهم في هذا الامرالمهم الذي يحفظ بلدهم من الاذى، ويسلّموا امانة حفظ الجامعات الى الجيل القادم واوصي جميع الاجيال المتعاقبة ان يحفظوا الجامعات من الانحراف والانبهار بالغرب والشرق وصونوها نجاة لانفسكم وبلدكم العزيز والاسلام الصانع للانسان، وبعملكم الانساني الاسلامى هذا تقطعون يد القوى الكبرى عن البلد، وييؤسوهم. حفظهم الله واعانهم.