[تشرين ربيعة]

حكومة كردستان تطلب طبع لغتها على العملة العراقية

السليمانية - بشرتنا احدى الصحف بخبر مثير مفاده ان العملة العراقية الجديدة التي تصدر قريبا ستكون باللغتين العربية والكردية بعد رفع الاصفار عنها!

ما يهمنا هو ليس رفع الاصفار، بل وجود لغة ثانية على وجه العملة الجديدة، وهو امر غريب لم تسبقنا اليه دولة من دول العالم .

فبريطانيا مثلا هي ام الديمقراطيات في العالم، لا تعمل بنظام اللغتين، مع ان من بين مواطنيها اقليات اسكتلندية وويلشية وايرلندية، وكذلك سويسرا التي تتألف اساسا من ثلاث قوميات (الالمانية، الايطالية والفرنسية)، وحتى الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يضم اكثر من عشرين قومية ظلت عملته (الروبل) تقرأ بارقام وحروف روسية!!.

قد يقول قائل ان ما يحصل في العراق هو اصرار زعامات الحزبين في كردستان على تعميم لغتهم (الام) على الدينار العراقي.. فمن يدري ماذا سيطلبون غدا اذا ما اذعنت الحكومة الحالية لكل مطالبهم؟ ربما يطلبون ان يكون رئيس الوزراء الحالي او الجديد لبقاً باللغة الكردية! وربما يصرون بان يتحدث اذا كان حاضرا في مؤتمر وطني او دولي باللغتين معا، اي جملة عربية واخرى بالكردية.!

ليس من حقهم ان يبالغوا في المطاليب ، فالدينار العراقي منذ اصداره قبل اقل من قرن وحتى اليوم يكتب بالعربية والانكليزية، العربية لانها لغة معظم اهل البلاد، والانكليزية باعتبارها لغة عالمية يستطيع الاجنبي ان يفهم قيمة الدينار ومشتقاته...

اما ان تقتصر كتابة العملة على العربية والكردية، فان الاجنبي لايفهمه الا ان يرافق كل دينار مترجممن كردستان ( يرشحه احد الحزبين الحاكمين ) يشرح للزائر قيمة الورقة النقدية!!.

هذا تطرف في المطالب، وتماد في اخذ الحقوق، ولا يجب الانصياع لرغبات طفولية لا معنى لها!.