ونحن نعيش في هذه الأيام فترة ما قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في نهاية هذا العام دعونا نقلب صفحات العملية السياسية التي طغت على المشهد العراقي ولنرى ما قدمته الأحزاب السياسية التي وصلت إلى الحكم وتسلطت على رقاب الناس وتحكمت بثرواتهم وممتلكاتهم ... فمنذ الانتخابات الأولى التي ضحى المواطن العراقي بحياته من اجل أن ينتخب من اعتقد أنهم المنقذين له من ويلات وآهات السنوات الغابرة ... ولكن الذي حصل هو خلافات وصراعات من اجل المناصب والكراسي وليس من اجل تقديم الخدمات إلى المواطن المسكين !! لان ولائهم لم يكن إلى العراق بل إلى مصالحهم الحزبية والشخصية والى دول الجوار!! فالبرلمان أصبح مجلس الضحك على الشعب ... فالمواطن يقضي وقته مع خلافات واتهامات وشتائم أعضاء البرلمان ... ولم يشاهد يوماً احد البرلمانيين قدم مشروعاً لحل مشكلة الكهرباء أو الماء و باقي الخدمات ... والمواطن يراقب الأحداث عن كثب... وبسبب تلك الخلافات وتبادل الاتهامات بين من يسمون أنفسهم بـــ(ممثلي الشعب) نتجت الطائفية التي كانت مليشيات سياسية والدليل إن أي خلاف كان يحصل في البرلمان وأي تبادل اتهامات بينهم ينعكس في اليوم الثاني على الشارع من خلال المليشيات السياسية ويكون الضحية الوحيد هم المواطنين الأبرياء ...
يشاهدون كل يوم الآم الناس ...معاناتهم ..جراحاتهم..حاجاتهم فلا يلتفتون لها ولا يكترثون بها ألا بمقدار تحقيق المصلحة...هذا هو المشهد, وهذا هو الواقع...واعتقد أن الكلام واضح ومعروف المقصود...والمعني به!!!!((أصحاب القرار...أصحاب النفوذ ..أصحاب المصالح ..أصحاب الغرض السيئ))كلهم مشتركين في صنع هذا المشهد المؤلم والحزين... لان في ضعف الشعب قوة وهيمنه لهم ...لان في هلاك الشعب سيطرة ونفوذ اكبر ..لان في سكون الشعب وخنوعه عامل سطوه وجبروت لهم...واليوم أيها الشعب العراقي... واليوم أيها الشرفاء ...هل ستتكرر تلك المأساة ؟؟ هذا بيدكم ...انتم من يقرر المصير ... هل ستنتخبون من كان سببا ً في قتلكم ودماركم وسرقة ثرواتكم ونهب خيراتكم ...وهل ستنتخبون من يريد تمزيق وحدتكم بفدرالية الأقاليم ...لا تنخدعوا بتغيير المسميات فالشخوص نفس الشخوص والأحزاب نفس الأحزاب... هل ستنتخبون هؤلاء؟؟
أم تبحثون عن الجهة الوطنية التي لم تشارك هؤلاء بسفك دمائكم ولم تشاركهم بنهب ثرواتكم ...ولم تشاركهم بسرقة خيراتكم...بل كانت الرقيب على أفعالهم وكانت الكاشف لسرقاتهم ومخططاتهم... الجهة الوطنية التي ولائها إلى العراق وشعب العراق فقط وفقط ...