السيستاني للسياسيين العراقيين: لا تجعلوني واجهة لعملكم.. بل تحملوا المسؤولية
بتاريخ : 15-09-2009 الساعة : 11:20 AM
المرجع الشيعي الأعلى يلتقي صحافيين بينهم مراسل «الشرق الأوسط» .. ويؤكد: على اطلاع كامل بما يجري في أفغانستان وباكستان وإيران
النجف : قاسم الكعبي
عند منتصف شارع الرسول الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن مرقد الأمام علي بن أبي طالب في مدينة النجف، وما بين الدهاليز الضيقة والقديمة، يقع منزل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم، آية الله علي السيستاني.
دعا السيستاني عددا من الصحافيين، من بينهم مراسل «الشرق الأوسط» في مدينة النجف، لمقابلته، وربما تأتي الدعوة لنفي تقارير عن تردي صحته وسفره إلى لندن لتلقي العلاج.
واعتاد المسؤولون العراقيون وغير العراقيين زيارة السيستاني الذي لعب دورا كبيرا في السياسة العراقية منذ سقوط النظام العراقي السابق في 2003.
ودخل الصحافيون منزل السيستاني المتواضع بأثاثه البسيط من دون أي تفتيش من قبل حراسه. ووقف السيستاني ليستقبل الوفد الإعلامي وصافحهم واحدا بعد الآخر، وقد تحلقوا حوله على شكل دائرة للاستماع إليه.
وجلس المرجع الأعلى مفترشا الأرض في غرفة مستطيلة الشكل، متخذا من زاويتها اليسرى مكانا له، ويوجد إلى جانبه صندوق من الخشب صغير وضعت عليه بعض الكتب، أما إلى جانبه الأيمن فهناك كيس يحتوي على ما يهديه لزائريه تبركا. والهدية عبارة عن قطعة فضية بحجم الدرهم منقوش على أحد وجهيها «يا أمير المؤمنين»، أول أئمة الشيعة الإثنى عشر، وعلى الوجه الآخر «يا صاحب الزمان»، آخر أئمة الشيعة.
الرجل السبعيني بدا في صحة جيدة، فقد تكلم بهدوء وصوت منخفض وباللغة العربية الفصحى لأكثر من عشر دقائق متناولا شؤون الإعلام والسياسية والمجتمع وتاريخ العراق الحديث من العصر الملكي وحتى الآن من دون أن تبدو عليه علامات التعب أو المرض والإعياء.
ويتختم السيستاني بالعقيق اليماني، ويرتدي الزي التقليدي لرجال الدين الشيعة.
وقال السيستاني، مخاطبا الصحافيين، إن «صحتي بخير والحمد الله، وعلى وسائل الإعلام نقل الحقائق بدقة»، وأضاف السيستاني: «أنا على اطلاع كامل بما يجري على المسلمين في أفغانستان وباكستان وإيران، وأتألم جدا للتفجيرات التي تحصل، وتألمت جدا للتفجيرات الأخيرة التي حدثت في العراق»، مضيفا أن «في لقاءاتي مع الجهات السياسية أقول لهم لا تجعلوا المرجعية واجهة لعملكم، بل أنتم انتخبكم الشعب حتى تتحملوا المسؤولية، وأنتم من يدير البلد».
مؤكد أن في «أغلب لقاءاتي مع السياسيين أوصيهم بعدم جعل لقائي دعاية انتخابية لهم، بل هم تصدوا للمسؤولية وعليهم تحملها». مشير إلى أنه «محب» لكل العراقيين، وبكل أطيافهم، وأنه ليس لديه تمييز بينهم.
وقال السيستاني: «أنتم صحافيون شباب مسؤوليتكم، كسلطة رابعة، كما يعبر عنها، نقل الخبر الواقعي بنزاهة من دون ميل إلى طائفة أو جهة معينة ولا محاباة، وعملكم مستقل، وأنتم من ينقل الإحداث التي تقع هنا وهناك، وعليكم بالحياد».
وتابع السيستاني بقوله: «منذ ستين عاما في العراق، وقد عاصرت الحكم الملكي وفترة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف وزمن حكومة البعث التي رفعت شعار الوحدة والحرية والاشتراكية، التي هي فارغة من محتواها»، مضيفا أن «الحرية تعني حرية الدين والمعتقد، ولكن الواقع كان خلاف ذلك».
وكان حامد الخفاف الناطق باسم المرجع الديني الأعلى علي السيستاني نفى لـ«الشرق الأوسط» ما تناقلته بعض الفضائيات بشأن سفر السيستاني إلى الخارج للعلاج. وأكد الخفاف أن «الخبر عار من الصحة»، موضحا أن «المرجع الديني موجود في مكتبه بالنجف ويزاول أعماله اليومية بشكل طبيعي».