[تشرين ربيعة]

من يستخدم عصا موسى لتحقيق مآرب أخرى في كركوك؟

عامر قره ناز *

عاد التوتر السياسي لمدينة كركوك من جديد مصطحبا بالاحتقان والتوتر نتيجة قيام البعض بأعمال استفزازية بتعليق لوحات الإشارات المرورية مكتوبة باللغة العربية والكردية رغم اتفاق جميع الأطراف على إدراج اللغة التركمانية على جميع اللوحات وقيام بعض المجموعات المسلحة باعتداءات على المواطنين التركمان العزل مدعومين من جهات لم تراع المصلحة العليا للعراق بشكل عام ومدينة كركوك بشكل خاص لأسباب سياسية معلومة بحيث أصبح يشكل هاجسا مزعجا لدى أهالي كركوك خوفا من استمراره وصعوبة استئصاله وإحساس المواطن التركماني بأنه سوف لن يذيق طعم الحرية ما دامت تلك الاستفزازات والاعتداءات جارية على قدم وساق ويعانون من حرب نفسية وبشتى أنواعها ومن دوامة القلق وعدم الآمان على حياتهم ومعيشتهم اليومية.

وعلى الرغم من أن هذه الممارسات ليست بنت يومها ولكن المخيف في القضية هو سكوت الأجهزة الأمنية على تلك الأعمال بل مشاركتهم في ذلك في الوقت الذي التي من أهم واجباتهم هو حماية المواطن دون النظر الى عرقه او لغته أو انتمائه الحزبي وعدم اتخاذهم الإجراءات القانونية ومعاقبة وردع المغذيين الرئيسين لتلك الأعمال الغير المسئولة ومصادرها بالرغم من علم الجهات الأمنية المعروفة منذ 2003 وبدون اتخاذ قرارات حازمة ضدهم او كشفهم للرأي العام.

والمؤسف في الأمر أيضا قيام الأطراف الكردية باتهام الإعلام التركماني بتأجيج المواقف وإشعال النار رغما من أن الداني والقاصي يدرك جيدا ان القائمين على استفزاز التركمان يقومون بذلك مدركين او غير مدركين لعواقب بان ما يقومون بها بين فترة والأخرى ستفرز نتائج سلبية على المدى القريب والبعيد وتحول الشارع الكركوكلي إلى ساحة مفخخة لإثارة الفوضى والفتنة وزعزعة استقرار المدينة وينطبق على متهمي الإعلام التركماني بإثارة الفتنة بالمثل لعام (يقتل القتيل ويمشي في جنازته) أي أنهم هم المخطئون في تصرفاتهم وتجاوزاتهم والبادئون بالعدوان، ولكن وكالعادة يتجنبون من ذكر الحقائق لأنهم لم يجدوا من يضيء لهم الإشارة الحمراء التي تمنعهم من تلك التجاوزات الغير المقبولة.

فيا سادة فقبل ان تلوموا الإعلام التركماني واتهامه بتأجيج الأوضاع ، فعليكم محاسبة الذين يقومون بالأعمال الاستفزازية وممن يغذون الفتنة ويسكبون الزيت على النار لأن هؤلاء هم احد أسباب الرئيسية للازمة وليس الإعلام التركماني، وقولوا لأصحاب القرار ارفعوا أيديكم عن كركوك وأوقفوا المسببات الرئيسية لخلق الأزمات واقطعوا دابر القائمين باستفزاز مشاعر التركمان وأغلقوا أمامهم جميع المنافذ والأبواب التي يستغلونها لنفث سمومهم في جسد مدينة كركوك ضاربين السلم والأمان عرض الحائط.

وحينها ستجدون مدينتنا قد عمتها الأمان والإخاء وستخلو من المشاكل و ستسودها روح المودة والألفة وكل ما نطلبه ابعدوا الأيادي القذرة عن مدينتنا وآنذاك سيخلق أهالي كركوك فيما بينهم وسطاً هادئاً مملوءا بالحب والاحترام وسنكتب عنون لمدينتنا هدفا عنوانها (اختلافنا لا تفسد للود قضية) وأما ان تلقون بالمسؤولية على الإعلام التركماني وتلومونها فتلك تهم واهية وحجج ومبررات غير مقنعة.

ومهما كانت مبررات وأسباب ممن قاموا بالاعتداء على مواطنين التركمان العزل بالضرب والاعتداء في ناحية تازه والصوب الكبير في كركوك فستمثل في جميع أشكالها وحيثياتها جريمة بحق الإنسانية جمعاء وتجاوزا في مديتها الحدود الأخلاقية والشرعية التي يجب أن يتحلى بها الأجهزة الأمنية وتجاوزا في مجال حقوق الإنسان وكل مفاهيم القيم الإنسانية وحقوق الإنسان العامة والخاصة.

وفي هذا السياق تتعرض القومية التركمانية بين آونة وأخرى إلى الاضطهاد والتنكيل وبممارسة أبشع أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان بحقهمومن المفارقات أيضا استخدام ألأجهزة الأمنية الكردية (الاسايش) سياسة "التخويف " لتطلق الرعب والتخويف وباسم " حفظ القانون والديمقراطية لتدعم مبدأ استخدام القوة للتغيير والتهميش وبشكل عنجهي بحجة فرض القانون ولتخلق حالة من الهيمنة منتهكا ابسط حقوق المواطن التركماني بمسميات مختلفة وتشيع الإرهاب وعلى نطاق واسع ولتسفك دماء الأبرياء.

ولا يخفي على احد بان بعض الأطراف والجهات ومنذ نيسان من عام2003 قد شاركت بحرب معلنة وغير معلنة ضد التركمان لغرض تهميشهم من المعادلة السياسية وعليه يتحمل كل طرف منهم قسطا من هذه الانتهاكات والتهميش بما فيهم قوات الاحتلال الأمريكي، وإن كان جميع الأطراف تتبرأ من ذلك ليدفع بحجته الخاصة.

ومما يزيد الطين بلة، أن الحكومة هي الأخرى تبدو من الضعف ودرجة من العجز واللامبالاة في وضع حد لتلك الانتهاكات لتصل لحد إغماض أعيناها والتعتيم على كافة الانتهاكات والخروقات وعما يجرى من تجاوزات وانتهاكات وفي جميع المجالات في المدينة ناهيك من أن البعض من المسئولين غارقين حتى أذنيهم في تلك التجاوزات و الممارسات خوفا على كراسيهم أو وأردتهم ليعطوا الإشارة الخضراء للأطراف المهيمنة على مدينة كركوك باستخدام عصا موسى لتحقيق مآرب أخرى في كركوك
______________________________
* كاتب عراقي تركماني من كركوك