يا أبناء الشعب العراقي الصابر ...
مع اقتراب الموعد المقرر لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة ، وبعد أن أصبحتم على وشك إحداث تغيير جوهري على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في بلدكم من خلال تصحيح المسيرة للعملية السياسية باختيار الشخصيات الوطنية المؤهلة التي ستمثل إرادتكم المستقلة بشكل واضح ومحدد ، تسعى الكثير من الجهات السياسية إلى تغييب إرادتكم وتطلعاتكم وتعطيل مسيرتكم وهي تحاول يائسة البقاء في مواقع المسؤولية من خلال دفع الأحداث والوقائع باتجاه اعتماد القائمة المغلقة التي رفضتموها لتسببها في معاناتكم المستمرة ، وها أنتم ترون المماطلة والتسويف لتضييع الوقت وتفويت الفرصة بالتأجيل تارة وبتحويل القانون إلى المجلس السياسي تارة أخرى والذي لن يقدم على اتخاذ أي قرار إلا بعد أن يصبح توافق الإرادات السياسية لجميع الإطراف أمرا مؤكدا ومحسوما لإقرار القانون القديم ، وكل ذلك يجري بانتهاج سياسة ماكرة تهدف إلى رمي الكرة في ساحة مفوضية الانتخابات ليجري إلصاق كل التبعات المترتبة عن تأخير إصدار القانون بالمفوضية التي ستجد نفسها ملزمة بتطبيق قانون القائمة المغلقة لنفاذ الوقت اللازم لتطبيق الإجراءات الفنية المطلوبة في القائمة المفتوحة ....
يا أبناء الشعب العراقي الحبيب..
أن ترحيل مناقشات قانون الانتخابات من قاعة البرلمان إلى المجلس السياسي مع فقدانه للشرعية الدستورية ما هو إلا التفاف على إرادة الجماهير ومؤامرة كبرى لتمرير قانون القائمة المغلقة ومحاولة فاشلة من البرلمانيين للهروب من مسؤولياتهم في تمثيل إرادة الشعب التي أظهرت كل الدلائل والمؤشرات رغبته الشديدة في تبني نظام القائمة المفتوحة ، والتي ستتيح له الاختيار الواعي لممثليه في الدورة الانتخابية القادمة في حال اعتمادها ، والاستمرار في ممارسة السياسات الضيقة التي لا تخدم إلا أولئك البرلمانيين وكتلهم السياسية على الرغم من السيل الجارف للتصريحات الإعلامية التي يظهرون بها توافق سياساتهم مع رغبة أبناء الشعب والتي لم تعدو عن كونها وسيلة من وسائل الخداع والمماطلة بعد أن أحسوا بالخطر لأن كل التوقعات تشير إلى أنكم من سيقلب المعادلة وسيحولها لصالح الوطنيين الأكفاّء .
يا أبناء الشعب العراقي ....
لقد أصبحتم اليوم أكثر من أي وقت مضى قدرة على فهم الواقع وتحليل مضامينه إذ لم تعد تلك الشعارات الزائفة والسياسات المبطنة والتصريحات المستهلكة قادرة على خداعكم أو سرقة أمنياتكم وأنتم اليوم مطالبون بمواجهة الانحراف وإزالة مسبباته باختياركم للقوائم التي اصطفت فيها القوى الوطنية العراقية المخلصة ونبذ القوائم التي أضرت بمصالح بلدكم العليا أو تلك التي نفذ من خلالها السراق والقتلة على الرغم من محاولات تجميل صورتها القبيحة بتغيير مسمياتها وإضفاء صفة الوطنية عليها ، فصوت الوطن يناديكم لتبني الخيار الوطني كبديل وحيد لكل ما مطروح على الساحة العراقية المضطربة ليحمل معاناتكم ويعمل من أجل التغيير الحقيقي الذي طالما انتظرتموه ليأخذ كل ذي حق حقه ...
ونحن في الوقت الذي نستنكر فيه هذا التأخير الحاصل في إقرار قانون الانتخابات القادمة فإننا نطالب بالإسراع في إقرار القانون وفق ما يتناسب ورغبة أبناء شعبنا الذي طالب أكثر من مرة باعتماد مبدأ القائمة المفتوحة بدلا من القائمة المغلقة.
المؤامرة الكبرى لتمرير قانون القائمة المغلقة
العرض الشجري