العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي دمـــاء بين غـــزة و كـــربـــلاء
قديم بتاريخ : 13-11-2009 الساعة : 05:42 AM


... وحيد فتى يافع من فتيان غزة المكلومة ، أصيب في قصف صهيوني ، بشظايا قنبلة أمريكية الصنع عربية التوجيه ، فقد معها بعض يده و بقي البعض الآخر ينزف دماً ، قد حار الأطباء في وجود دواء له . . . . .
عزم ذات ليلة و هو نائم ، أن يذهب في حلمه إلى مدينة كربلاء للاستشفاء و التوسل بقبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، لعله يشفى من جرح يده و لم يكن باستطاعة وحيد أن يفعل أكثر ، فهو كباقي أطفال غزة كلهم محاصرون . . . منازلهم ، مدارسهم ، أقلامهم ، ألعابهم ، أقبيتهم ، خيامهم ، حتى أحلامهم محاصرة وهوائهم مُحاصر ... ، فقد كانت أغلبها كوابيس لا تظهر فيها إلا الجدران العازلة و لا يسمع فيها إلا صوت الرصاص و صفير سيارات الإسعاف . . !!

و عزم وحيد في هذه الليلة أن يذهب إلى كربلاء ، عزم أن يكسر الحصار رغم مخاطر الطريق و دروبه الوعرة و مسالكه الموحشة .
أما لماذا اختار وحيد كربلاء و ليس مكانا آخر ؟
هو لا يدري ، هو الآن لا يستطيع أن يدري !
المهم أن يفك الحصار .
ما إن اقترب وحيد من سور الحرم الحسيني ، حتى دخلته وحشة و شوق و حب ممتزج بالهيبة لم يعهدها طوال حياته ، فبدأ يتمتم بهذه الكلمات . . . .
عفوك يا سيدي يا أبا عبد الله ، إن كنت أقلقت راحتك في هذه الليلة الحالكة ، و أقبلت عليك دون إذن ، عذرا يا مولاي إن كنت قد سمحت لنفسي أن اقترب من سور جنتك الحمراء .
أخذ وحيد يشرئب بعنقه عسى عين الحسين ترمقه فيؤذن له بالدخول .
فوحيد قد سمع و قرأ كثيرا عن الحسين إنه من أهل بيت النبوة المصطفين ، يكرم اليتيم ، و يطعم المسكين ، و يقري الضيف ، و يجير الخائف المستجير … .


فيسمع الحسين همهمات من خارج الحرم ، نادى خادمه : انظر من بالباب لعله جائع أو طالب حاجة أو مجاهد يحتاج زادا …، أسرع إنني أشم من قبل الباب رائحة و كأني أعرفها … .
وحيد يدخل صحن الحرم ، ينظر إلى الحسين تتسمر رجلاه في الأرض ، فلا يستطيع حراكا ، يشخص ببصره نحو الحسين لقد أدهشه منظره الرائع و هيبته الكبيرة و هو يرتدي حلة خضراء لم يشاهدها قط في حياته ، أما وجهه فقد كان مثل فلقة البدر و هو منهمك تارة بالعبادة ، و تارة يسلم على الضيوف و طلاب الحوائج ، و تارة أخرى كان يستقبل شموعا بيضاء و خضراء و حمراء ، بعضها كبير و بعضها الاخر صغير ، صغير جدا . . .
كان الحسين يعتني بها و يضع كل واحدة من هذه الشموع في مكان خاص …
أضاءت تلك الشموع صحن الحرم في تناسق صامت بهيج .
في هذه الأثناء انتبه الحسين إلى وحيد ، ناداه بصوت هادئ : اقترب بني … اقترب يا فتى . . لا تخف .
يقترب وحيد …
تضيء الشموع بعضا من جسمه النحيل ، و هو يرتعد من البرد ، و رجلاه لا تقويان على حمله من شدة الجوع و بُعد السفر .
إندهش الحسين لمنظره : ما هذه الثياب الممزقة يا بني ؟ ما هذه الدماء النازفة ؟
أرني يدك ، تناول الحسين شيئا من دم وحيد تأمل فيه مليا ، شمهُ ، ثم رفع رأسه للسماء و بكى طويلا و نادى خادمه ألم أقل لك أني أعرف هذه الرائحة !؟
هذا الدم بعض من دمي …، أنه دم شهيد أو بعض شهيد ...
يبكي وحيد و تتناثر دموعه على خديه كأنها فضض جمان … ثم ينطلق لسانه قائلا :
عذرا يا ابن رسول الله ، لقد أتيت إليك أشكو مصابي و لأخبرك ما جرى علينا من المحن و أتوسل بك إلى الله ، عساني استيقظ يوما من حلمي الطويل لأرى الحصار و قد فك عني ، و أرى الشمس و قد عادت لتشرق من جديد على أطراف بيتنا المهترئ و سقفه الذي أنهكه القصف ، و صدّع جدرانه صوت القذائف و القنابل ، و كسر زجاج نوافذه صوت الطائرات النفاثة ...، وخذلان قوم كنا نحسبهم أيقاظاً ...

لكن يا مولاي أتسمح لي أن أخبرك عن طفنا ؟
عن كتب أهل الكوفة عندنا و وعدهم لنا بالنصر ؟ سأخبرك يا سيدي حتى لا تخرج مرة أخرى فتلقى الخيانة و الخديعة و المكر ممن كانوا قلوبهم معك وسيوفهم عليك أذناب بني الطلقاء ومواليهم ....

أتعلم يا مولاي ؟ أن شريحا ذاك الذي خان الأمانة ذات مرة ، و باع دينه بدنياه و أفتى بسفك دمك و قتلك بسيف جدك و الله يا مولاي إنه لم يمت ، لقد رأيته يصافح بيريز و يهدي له النصح و الابتسامة و أعطى له صكا مجانيا بنحرنا على مذبح المنبر !
فخذ حذرك و انظر من حولك . . .

أما سمعت يا مولاي عن عودة جيش ابن زياد لحصارنا من جديد ، إني تركتهم الليلة و هم يحاصرون الشيوخ و الصبيان و النساء و يمنعون عنهم الماء و الدواء وحتى الهواء ، هذا ماؤنا ، نفطنا ، و غازنا قد ولغت فيه خنازير البيت الأسود و الأحمر و منع منه أبناؤك و حرائرك و أحفادك فإلى أين المسير يا مولاي ؟!! إلى أين ؟

يا مولاي أتحسب أن عمر بن سعد قد تخلى عن ملك الري ؟ لا والله فهذا ابن عمنا قد أولغ في حصارنا نستجديه المعونة فلا يجيب نطلب منه بحق النبي و الأجداد و التاريخ و الجغرافيا أن يسمعنا فلا يأبه بنا ، نتأوه أمامه و نذكره بالآخرة ، بيوم الحساب ، عساه يرق لحالنا فلا يرد علينا ، نناديه فقط أن يكون حرا في دنياه فلا يتكلم إلا بسبنا و سبك و سب أبيك ...

فارجع يا مولاي نفسي لك الوقا و روحي لك الفدى
لقد صرخنا يا مولاي : هل من مغيث يغيثنا ؟
هل من ناصر ينصرنا ؟
هل من مسلم يتقي الله فينا ؟
لكن أمتك يا مولاي لا تسمع و لا تجيب ، فهذي حالي يا مولاي ، و هذي شكواي قد بثثتها بين يديك فانظر ماذا ترى .

جئتك يا مولاي و على الرغم من جراحاتي لأجدد لك الولاء و أقول لك : إنني على العهد ، عهد المقاومة و الصمود و إن كنت لم يجبك ببدني حين استغاثتك فقد أجبتك بقلبي و روحي و مقاومتي ، إن لم يكن بك عتب علي فلا أبالي ابدا أوقعت على الموت أم وقع الموت علي ...

و لست أبالي حين اُقتَل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
و ذاك في ذات الإله و إن يشأ
يبارك علـى أوصال شلو ممـزع


الحسين ( عليه السلام ) : و هو يبكي من الوجد آه يا ولدي آه لقد جددت جراحات قلبي و زدني كربا إلى كربي ... وذكرتني بحرمي وأطفالي وشيعتي وأصحابي
وا قلة ناصراه . . . وا قلة ناصراه .

عد يا ولدي إلى بيتك عد و قاوم ببقية يدك فلسوف تشرق عليك يوما شمس الحرية و النصر و لسوف ينتصر دمك على سيف البغي و إن طالت الأيام ، فما أيام صهيون إلا عدد و ما جمعهم إلا بدد .
آه لقوم خانوك
بعدا لقوم حاصروك
سحقا لقوم ظلموك . . .
يا بني هوّن علينا ما أصابنا و أصابكم أنه بعين الله عد يا بني و قاوم . . عد و قاوم .

----------------------------
منقول بتصرف بسيط
"قِصةٌ قَصِيرة تَحكي حَالَ أعرابٍ ذليلةٍ خائنةٍ حقيرة"
بقلم المهندس الاستاذ احمد الشريف من الجزائر





توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دمـــاء بين غـــزة و كـــربـــلاء


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:53 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية