|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
عيـــــــــــد الغــــــديـــــــــر
بتاريخ : 02-12-2009 الساعة : 07:51 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
[ صلة المسلمين بعيد الغدير ]
إن الذي يتجلى للباحث حول تلك الصفة أمران : الأول : أنه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب ، وإن كانت لهم به علاقة خاصة ، وإنما اشترك معهم في التعيد به غيرهم من فرق المسلمين : فقد عده البيروني في الآثار الباقية في القرون الخالية : 334 : مما استعمله أهل الإسلام من الأعياد .
وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي : 53 : يوم غدير خم ، ذكره ( أمير المؤمنين ) في شعره ( 1 ) ، وصار ذلك اليوم عيدا
وموسما ، لكونه كان وقتا نصه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بهذه المنزلة العلية ، وشرفه بها دون الناس كلهم .
وقال ص 56 : وكل معنى أمكن إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد جعله لعلى ، وهي مرتبة سامية ، ومنزلة سامقة ، ودرجة علية ، ومكانة رفيعة ، خصصه بها دون غيره ، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه . انتهى .
تفيدنا هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيد بذلك اليوم ، سواء رجع الضمير في ( أوليائه ) إلى النبي أو الوصي صلى الله عليهما وآلهما . أما على الأول : فواضح . وأما على الثاني : فكل المسلمين يوالون أمير المؤمنين عليا شرع ، سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل ،
ومن يراه رابع الخلفاء ، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء ، إلا شذاذ من الخوارج مرقوا عن الدين الحنيف .
وتقرئنا كتب التاريخ دروسا من هذا العيد ، وتسالم الأمة الإسلامية عليه في الشرق والغرب ، واعتناء المصريين والمغاربة والعراقيين بشأنه في القرون المتقادمة ، وكونه عندهم يوما مشهودا للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فصل في المعاجم .
ويظهر من غير مورد من الوفيات لا بن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيدا : ففي ترجمة المستعلي ابن المستنصر 1 : 60 : فبويع في يوم عيد غدير خم ، وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة 487 ( 1 ) .
وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2 : 223 :وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه الله تعالى . قلت : وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير ، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو غدير خم -
بضم الخاء وتشديد الميم - ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة ، وهذا المكان بين مكة والمدينة ، وفيه غدير ماء ويقال : إنه غيضة هناك ، ولما رجع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى علي بن أبي
طالب ( رضي الله عنه ) قال : على مني كهارون من موسى ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وللشيعة به تعلق كبير . وقال الحازمي : وهو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة [ به ] غدير عنده خطب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحر . انتهى ( 1 ) .
وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والإشراف : 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله : وولد على ( رضي الله عنه ) وشيعته يعظمون هذا اليوم .
ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب - بعد أن عد ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الأمة - بقوله ص 511 : وهي الليلة التي خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في غدها بغدير خم على أقتاب الإبل ، فقال في خطبته : من كنت مولاه
فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فالشيعة يعظمون هذه الليلة ويحيونها قياما . انتهى ( 2 ) .
وذلك [ ل ] اعتقادهم وقوع النص على الخلافة بلا فصل فيه ، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة ، لكنهم لم يبرحوا مشاطرين مع الأمة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي
المضافة المشهورة ، وليست شهرة هذه الإضافة إلا لاعتقاد خطر عظيم ، وفضيلة بارزة في صبيحتها ، ذلك الذي جعله يوما مشهودا أو عيدا مباركا .
ومن جراء هذا الاعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة .
قال تميم بن المعز صاحب الديار المصرية المتوفى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر : 38 :
تروح علينا بأحداقها حسان حكتهن من نشر هنه
نواعم لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثقل أردافهنه
حسن كحسن ليالي الغدير وجئن ببهجة أيامهنه ( 1 )
ومما يدل على ذلك : التهنئة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) من الشيخين وأمهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كما ستقف على ذلك مفصلا إن شاء الله ، والتهنئة من خواص الأعياد والأفراح .
|
|
|
|
|