ماذا عن من يذبح لمحمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وذريتيهما ؟؟
بكل مرة يطلع الشق أكبر من الرقعة
الأمير سلمان استقبل أحفاده وأثنى على نهج الوفاء وحب الوطن من المواطنين المخلصين
أحفاد عبدالرزاق الجويعي يواصلون تنفيذ وصية جدهم منذ 128سنة بذبح أضحيتين سنوياً للإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب
أثنى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على ما جاء بوصية المغفورة له بإذن الله عبدالرزاق بن محمد الجويعي رحمه الله ودعا له بالمغفرة وطلب من أحفاده أن يتمسكوا بتنفيذ الوصية حيث ضرب أحد المواطنين من محافظة الزلفي منذ ما يقارب المئة وثلاثين سنة مثلاً طيباً في الوفاء وحب بناة هذا الوطن الشامخ (المملكة العربية السعودية) والإقرار بفضلهم في التمسك بالدين والوحدة والترابط والقوة التي أصبحت بفضل الله سمات هذا الكيان الكبير.
جاء ذلك في الوصية التي كتبها عبدالرزاق بن محمد الجويعي - رحمه الله - في غرة شهر شوال سنة 1299ه "1881م" والتي تضمنت أن يتم - سنوياً - ذبح أضحيتين للإمامين المصلحين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - وذريتيهما ماداموا على الدين. وفي الأسطر القادمة نلقي الضوء على تلك الوصية التي تعد وثيقة تاريخية نادرة من خلال اللقاء مع حفيد الموصي المواطن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبدالرزاق الجويعي الذي قال في البداية: ان ما تضمنته تلك الوصية يبين ما كان يحمله الموصي رحمه الله من مودة للإمامين العلمين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - وتقدير لما ترتب على عملهما من خير للأمة عامة ولهذا الوطن خاصة، حيث التقى هذان المصلحان على كل ما فيه عز وخير هذه الدولة ومواطنيها فكان الاتفاق التاريخي الذي يعد النواة الأولى في بناء صرح هذه المملكة وعلو شأنها.. حيث كتب رحمه الله هذه الوصية بتجرد ومصداقية باعثها الحب المتأصل في نفسه لهما ولذريتهما من بعدهما، وعبّر في وقته عما يخالج نفسه نحوهما في وصيته، فهو عندما قرر بأن تكون هناك أضحيتان لهذين العلمين البارزين لم يكن ينتظر ثناء أو مقابلاً من أحد بل كان محتسباً الأجر والمثوبة من الله عز وجل، إذ أدرك بثاقب نظرته الواعية آنذاك مدى الدور العظيم والجهاد الكبير الذي قام به هذان الإمامان المصلحان في سبيل قيام هذا الكيان الشامخ الذي لا نزال - ولله الحمد والمنة - ننعم في خيره وأمنه، وسار على النهج قادة هذه البلاد فواصلوا المسيرة الخيرة والرائدة التي قوامها الإيمان بالله والتلاحم والوفاء ولن تحيد عنه بإذن الله. وعن حياة عبدالرزاق الجويعي قال الأستاذ سليمان: الذي نعرفه عنه أنه كان من التجار المعروفين بالزلفي حيث كان له دكان في السوق القديم - الذي يسمى الآن السوق الشمالي -، ولعل مما يدل على حسن نيته رحمه الله أن تم نزع ملكية هذا الدكان لتوسعة السوق فتم شراء دكان آخر ليكون بديلاً له وتم نزع ملكيته هو الآخر وأدخل ضمن توسعة الجامع الذي يسمى الآن جامع الملك عبدالعزيز، والمشهور عنه كذلك انه كان يحب الخير وأهله ولعل أقرب مثال على ذلك وصيته التي تضمنت أن تكون مزرعته ثلثا له وجاء فيها ما نصه: (أوصى بثلث ماله جميع ما ترك في ثمان ضحايا كل سنة وحدة للشيخ محمد بن عبدالوهاب ومن تسلسل منه ما بقوا على دينه ووحدة منهن لمحمد بن سعود وابنه عبدالعزيز ومن تسلسل من ذريته ما كانوا على هذا الدين) وكان رحمه الله يحب الإنفاق في وجوه الخير والإحسان حيث يقول في نفس الوصية (ومن ثلثه قادم ستين وزنة تمر لمسجد الجامع المذكور "الجامع القديم" ومنهن أربعين للإمام وعشرين لمؤذنه وريال ونص للسراج وريال لمسجد الجامع المذكور ونص ريال بين مسجد العتيق والعليوية.. الخ) فهو لم ينس إمام الجامع والمؤذن حتى سراج المسجد والمساجد الأخرى أوصى لها بشيء من ثلثه.
وفي سؤال عن من تولى تنفيذ الوصية يقول الأستاذ الجويعي: لم يكن للجد عبدالرزاق رحمه الله من الأبناء الذكور إلا ابنه (جدي) سليمان فقط وهو الذي قام على شؤونها وبعد وفاته رحمه الله آلت الوصية لابنه صالح ثم أخيه محمد (والدي) وبعد وفاة أبي رحمه الله توليتها وبحمد الله لم ينقطع تنفيذ هذه الوصية طوال هذه المدة ولن ينقطع بإذن الله.
وفيما يخص المزرعة التي أوصى عبدالرزاق أن تكون ثلثه يقول الأستاذ سليمان: تقع هذه المزرعة ب(الأثلة) إحدى العقل في شمال الزلفي وهي قائمة حالياً وقد اهتممت بها وقمت على إصلاحها بصورة أفضل، ويتدخل الأستاذ خالد ابن الضيف حيث يقول: تزايد إنتاج المزرعة نتيجة هذا الاهتمام الكبير من قبل والدي إذ يبلغ إنتاج التمور منها حالياً حوالي 3.5طن ويوزع على الفقراء والمساكين داخل المملكة ووصل خارجها عبر الجهات الخيرية والإغاثية. الأمير سلمان بن عبدالعزيز يثني على الموصي
يقول الأستاذ سليمان الجويعي: قبل عدة سنوات سمع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالوصية وتشرفت بمقابلته وسألني عن الوصية وأطلعته - حفظه الله - عليها وسمعت منه ثناءً طيباً ودعاءً للموصي، وسألني سموه عن المزرعة واطمأن على تنفيذ الوصية والاستمرار عليها.
جوانب من اللقاء
- أصل الوصية لا زال موجوداً عند الضيف وقد تم تدوينها مرة أخرى لدى المحكمة الشرعية بمحافظة الزلفي.
- يحتفظ الضيف ببندقية جده صاحب الوصية ويقول ان عمرها يزيد على المئة وخمسين سنة واسمها (ساقة).
- عند الاتصال بالضيف لإجراء اللقاء رحب كثيراً وقال إنني أحتفظ لجريدة "الرياض" بكثير من الود حيث انني ومنذ أكثر من ثلاثين سنة كنت أحد المشتركين بها واستمر ذلك سنوات طويلة إلى أن انتقلت من مدينة الرياض للإقامة بمحافظة الزلفي.
*******