التأريخ هنا لن يعيد نفسه بل مستمر على نهجه الى ان يغير القوم ما في أنفسهم ..
ولم تختلف أيام العراق عن الماضي الأسود بل ازدادت عتمة الظلام وازدادت سوءاً إلى ان وصلنا الى ما نحن عليه الان وما سيأتي بعدها ومصير العراقيين مجهول .. ومن أسباب مآسي الشعب اليوم هو اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب والذي يتصارع عليه الساسة حيث تزداد أيام الأسبوع دموية كلما اقترب موعدها حتى أصبحت كلها تشبه احد دامي واربعاء ادمى وووووووالخ قطرة دم عراقية .....
والحكومة لم توجه سوى بعض الاتهامات لهذا وذاك الغاية منها الهروب من عدم تحمل المسؤولية التي في أعناقهم والتي لأجلها انتخبهم الشعب المظلوم .....
. وإذا بالشعب يصارع الأيام ويواجه الأهوال لوحده دون أي شعور من المسؤولين به . لذلك يبقى العراقي المسكين الذي بدلاً من ان يستفيد ممن انتخبه ويعيش بسلام أصبح هو من يضحي من اجل ان تعيش عوائل المسؤولين في الخارج في سويسرا وامريكا ودبي وعمان وووووو وغيرها ، بينما المواطن العراقي يبحث بين القبور والأنقاض عن أشلاء عائلته التي راحت ضحية أحدى التفجيرات والمفخخات ........
لذا فالعراق بحاجة ماسة لأن يخرج وبشكل كلي من الانقسامات الطائفية والعرقية التي خلفها المحتل واعوانه ومن لف لفيفه ... فهو بحاجة وسيبقى بحاجة لأهل العقل والشرف والغيرة والذمة والمعرفة والخبرة والقدرة والكفاءة والنزاهة واهل الضميرالذين يجمعهم حب العراق .....
ان ما يجري في العراق من حراك سياسي لا يدفع الى التفاؤل بتغيير قناعات وتوجهات السياسيين، فرفع شعار محاربة الطائفية يقابله انغلاق طائفي أخطر من السابق، فالبعض يراهن على تراخي وعرى أغلب وجل ان لم يكن كل الكيانات السياسية بكل ما حملته من مآسي وارهاصات اثقلت كاهل المواطن، الذي بات يلعن كل من يتحدث بالطائفية، فيما السياسييون لا يجدون غير هذا الطريق للبقاء في بروجهم الهزازة لأن الفهم الطائفي عندهم أكثر تجذرا من المشروع الوطني، رغم ان الجميع يعرف ان هذه التخندقات سببها المباشر عدم امتلاك قاعدة جماهيرية حقيقية.
ورغم ما يطلق من بالونات سياسية سريعة الانفجار، مثلما هو حال كل اللقاءات الحالية التي تسير بطريق مسدود، لأن أصحابها باتوا خارج مديات بوصلة وأهتمام المواطن العراقي الذي ما عادت تنطلي عليه هذه التفاهات واللعب وتخدير الاعصاب ...
والان ونحن نمر بهذه الغربلة السياسية في العراق وليس هناك من أمل في انقشاع غيومها الكالحة السواد، لأن المستفيدين منها تعمدوا فعل كل شيء لمنع بروز تيار وطني لم يلد من رحم الاحتلال غايته وهدفه انقاذ ما يمكن انقاذه وتغيير الحال الى حيث الامن والامان ، لذلك فان الحاجة ملحة جدا لتوحيد وتضافر جهود الوطنيين القلائل لدخول العملية السياسية الحالية، فيما يمثلون الأغلبية المطلقة في الشارع العراقي، لاسقاط المشروع الطائفي ودفنه مبكرا ......
وعلى الشعب ان يعي مسؤوليته من أجل ان نبقى ويمضون ..وإلا فسيبقون ونمضي
واختيار الاصلح هو من يبقينا لحياة امنه..... والسلام على شعب السلام