أجرى عمار الحكيم؛ زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، في أربيل مباحثات مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وممثلي نحو ٥٠ حزبا وجماعة سياسية، لتشكيل «جبهة وطنية عريضة جديدة،
تضم قوى كبرى في الساحة» السياسية العراقية، بعد الانتخابات النيابية المقبلة، فيما أكد نائب عن الحركة الوطنية العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، أن أزمة النائب صالح المطلك، مع اللجنة العليا المستقلة للمساءلة والعدالة، في طريقها إلى الحل قريبا.
ونسبت وكالة (السومرية نيوز) إلى الحكيم القول «تداولنا مع القيادة السياسية لإقليم كردستان، فكرة تشكيل الجبهة الوطنية العريضة التي ستساعد على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والانتعاش الاقتصادي، وعلى بناء تجربتنا السياسية للمرحلة المقبلة».
وأوضح الحكيم، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في أربيل أمس، أن «الأطراف والقوى الكبيرة في البلاد، ستشارك في الجبهة الجديدة»، مشيرا إلى أن «التحالف الكردستاني يمثل مركز ثقل حقيقيا في الساحة الوطنية، وهناك قوائم أخرى نتمنى الوصول إلى رؤية سياسية واضحة وشاملة معها، بما يحقق تماسكا واستقرارا سياسيا وأمنيا، وتنمية اقتصادية في البلاد».
وكان الحكيم وصل إلى أربيل ظهر أول من أمس، في زيارة وصفها مسؤولون كرد بـ«المهمة»، لأنها جاءت في وقت لم تعد العلاقات بين الائتلاف الوطني العراقي بقيادة المجلس الأعلى، والتحالف الكردستاني «وثيقة»، وباتت بحاجة إلى مراجعة، على حد تعبير بعض المراقبين.
وأضاف الحكيم «نريد أن نستخلص العبر من الأخطاء التي وقعنا فيها في المرحلة الماضية، وأيضا العمل على وضع الآفاق المستقبلية لمشروعنا الوطني»، مؤكدا أن «أطراف الجبهة سيجلسون ويحددون أولوياتهم، وما يمكن أن يقدموه للشعب العراقي».
وأشار الزعيم الشيعي إلى أن «مشروع الجبهة الوطنية العريضة مطروح منذ أشهر، وهناك مفاوضات مستمرة ومستفيضة خلال الأشهر الأخيرة، وحققنا تقدما مهما في المشاورات مع التحالف الكردستاني، ومع أطراف سياسية مهمة على الساحة العراقية».
وبشأن مشاكل إقليم كردستان مع الحكومة العراقية، قال الحكيم إنه «لمس مرونة من قيادة إقليم كردستان لحل تلك المشاكل»، مضيفا «نعتقد أن اعتماد الدستور والصلاحيات الدستورية من ناحية، والمرونة في التعاطي مع مثل هذه الملفات، سيساعد في الوصول إلى نتائج مقنعة للطرفين».
وزاد «حينما تحصل مشكلة، ليس بالضرورة أن نحمل طرفا واحدا المسؤولية الكاملة. أحيانا تُطلَب المرونة من جميع الأطراف، وهذا ما نتمناه، ووجدنا الروح التسامحية والمرونة والرغبة بالحل لدى قيادة إقليم كردستان، ما يجعلنا نتفاءل بحلول مناسبة للمشاكل».
وبشأن تداعيات قرار هيئة المساءلة والعدالة بحجب مشاركة بعض الكيانات السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وبينها السياسي صالح المطلك، قال الحكيم «أعتقد أن السياقات الدستورية والالتزام بالقانون، هو الأساس في بلد نريد له أن يكون دولة مؤسسات»، مستدركا «لكن المناخ السياسي العام يجب أن يلحَظ».
وتابع «نتطلع إلى توسيع الشراكة، وأن تكون العملية السياسية قادرة على أن تحتوي وتحتضن كل الفعاليات السياسية الراغبة بالممارسة السياسية، شرط أن تعبر عن براءة واضحة من حزب البعث والفكر البعثي، أما سوى ذلك فالكل سواسية في أن يمارسوا دورا إيجابيا في بناء التجربة الديمقراطية».
في غضون ذلك، أكد برلماني عن الحركة العراقية الوطنية، أن قضية استبعاد النائب المطلك وقائمته، بقرار من هيئة المساءلة والعدالة، عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في طريقها إلى الحل، ولاسيما «بعد تدخل أطراف كثيرة، كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأطراف سياسية عراقية وخارجية».
وقال النائب حسام العزاوي، في تصريح لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز)، إن «استبعاد المطلك و14 كيانا آخر، سيؤثر على مسيرة العملية السياسية وبنائها، وهذا سيشكل عائقا كبيرا نحو استقرار العراق»، مشيرا إلى أن «الوضع الحالي للعراق لا يسمح بمثل تلك القرارات، لذلك لا بد من مشاركة الجميع في الانتخابات المقبلة، وبناء العملية السياسية والعراق الجديد، بالارتكاز على العوامل الأساسية لبناء دولة القانون والمؤسسات».
يشار إلى أن لجنة المساءلة، البديلة للجنة اجتثاث البعث، قررت مؤخرا استبعاد 15 كيانا من خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أبرزها قائمتا صالح المطلك ونهرو عبد الكريم الكسنزاني، على خلفية دعاوى بانتماء قادة هذه القوائم إلى حزب البعث المحظور.
من جانبه، كشف الناطق باسم الحركة العراقية النائب حيدر الملا، عن عقد اجتماع لمختلف الكيانات السياسية قريبا، لبحث قضية استبعاد المطلك من الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضاف أن «كيانات سياسية مختلفة، ستعقد اجتماعا مهما مع الكتلة العراقية، لبحث قضية استبعاد النائب صالح المطلك من المشاركة والترشيح في الانتخابات البرلمانية المقبلة».
وأوضح أن «كتلا سياسية كبيرة؛ من بينها الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني، سيعقدون اجتماعا مهما مع قادة كتلة العراقية، لبحث الآثار الخطرة لقرار إبعاد المطلك من الترشيح للانتخابات المقبلة».
ولم يكشف الملا عن تاريخ عقد الاجتماع، مكتفيا بالقول إنه «سيعقد في القريب العاجل».
في ختام زيارته لأقليم كردستان سماحة السيد عمار الحكيم يعود الى بغداد
موقع رئاسة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي:
كما عاد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عصر الخميس 14/1/2010 الى بغداد قادماً من محافظة السليمانية في ختام زيارته لأقليم كردستان أستغرقت ثلاثة ايام .وقد تناولت الزيارة بحث ومناقشة العديد من القضايا المطروحة في الساحة السياسية العراقية والاوضاع في البلاد والتأكيد على تشكيل الجبهة الوطنية الواسعة التي تضم القوى السياسية والاساسية والمهمة في البلاد لانجاح العملية الديمقراطية .
هذا وكان في توديع سماحته في مطار السليمانية فخامة الاستاذ جلال الطالباني رئيس الجمهورية والدكتور برهم صالح رئيس وزراء أقليم كردستان وعدد من المسؤولين في الاقليم .