بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
في هذا الموضوع البسيط سوف نرد على شبهة أن
الامام العسكري عليه السلام عقيم و ليس له ولد , و نكشف بتر و تدليس الوهابية حول احدى الروايات التي يستدلون بها , طبعا ليس غريب عليهم
الشبهة
و الغيبة - غيبتان - صغرى و كبرى . و قصتهما كالتالي :
لما توفي الحسن العسكري ، و هو الإمام الحادي عشر في سلسلة الإمامية الاثني عشرية ، و كان عقيماً لا عقب له ، أخذ أخوه جعفر جميع تركته على أنه لا ولد له فورث جميع ماله ، و هذا أمر ثابت في كتب الشيعة الإمامية ، ففي كتاب (الكافي) للكليني كتاب الحجة ج1/ 265 - 266 ح رقم 1و فيه : فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضى و لم يخلف ولداً و قسّم ميراثه و أخذه من لا حق له فيه .
و قد روى هذا الحديث عن الكليني ، صاحب كتاب "الغيبة" شيخ الطائفة الطوسي بنفس السند ص 146 - 147 و فيه : فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضى و لم يخلف ولداً و قسّم ميراثه و أخذه من لا حق له .
و من هنا انقطعت سلسلة الإمامة على الإمامية
الـرد
و الان نرد على هذه الشبهة و نضع الرواية كاملة دون بتر و تدليس
طبعا عند مراجعتي للرواية وجدتها في الجزء الاول ص 330
الرواية بدون بتر
محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو رحمه الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني اريد أن أسألك عن شئ و ما أنا بشاك فيما اريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي و ديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة (1) و اغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، فاولئك أشرار من خلق الله عز و جل و هم الذين تقوم عليهم القيامة و لكني أحببت أن أزداد يقينا و إن إبراهيم عليه السلام سأل ربه عز و جل أن يريه كيف يحيي الموتى، قال: أو لم تؤمن قال : بلى و لكن ليطمئن قلبي ، و قد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته و قلت: من اعامل أو عمن آخذ، و قول من أقبل ؟ فقال له: العمري ثقتي , فما ادى إليك عني فعني يؤدي و ما قال لك عني فعني يقول ، فاسمع له و أطع ، فإنه الثقة المأمون ، و أخبرني أبو علي أنه سأل ابا محمد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري و ابنه ثقتان ، فما أديا إليك عني فعني يؤديان و ما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما و أطعمها فإنهما الثقتان المأمونان ، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك . قال : فخر أبو عمرو ساجدا و بكى ثم قال: سل حاجتك فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام ؟ فقال: إي و الله و رقبته مثل ذا - و أومأ بيده - فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات ، قلت : فالاسم ؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، و لا أقول هذا من عندي، فليس لي أن احلل و لا احرم ، و لكن عنه عليه السلام ، فإن الامر عند السلطان ، أن أبا محمد مضى و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له فيه و هو ذا ، عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا ، و إذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله و أمسكوا عن ذلك . قال الكليني رحمه الله: و حدثني شيخ من أصحابنا - ذهب عني اسمه - أن أبا عمرو سأل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.
انتهت الرواية
اقول لنلاحظ ما لونه احمر و تحته خط
( فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام؟ فقال: إي و الله و رقبته مثل ذا - و أومأ بيده - )
فهنا و في الرواية نفسها اثبات ان للامام العسكري ع ولد بل و هو الخلف ع بعده , لكن قبح الله التدليس الذي يجري في دم هذا الوهابي اما الجملة التي وضعها الوهابي و هي
(فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضى و لم يخلف ولداً و قسّم ميراثه و أخذه من لا حق له فيه)
اقول لقد علق الشيخ محمد بن حسين الحر العاملي في وسائل الشيعة ج 6 ص 240
بعد ان ذكر الرواية و قال أقول: هذا أوضح دلالة في ان وجه النهي التقية و الخوف.
و قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بعد ذكر الرواية في كتابه القواعد الفقهية ج1 ص 498
و هذا كالصريح في ان النهى لمكان الخوف عليه (ع) و انه إذا وقع الاسم طلبوه : فنهى عن التسمية بل ابهمت التسمية كى لا يطلع عليه من لا يعلمه و حرم على من يعلمه.
و ايضا لا باس ان ذكر رواية فيها اثبات ان الامام العسكري ع له ولد و هو الامام الحجة عجل الله فرجه
الكافي : المجلد الأول صفحة (328)
بَابُ الاشَارَةِ وَ النَّصِّ إِلَى صَاحِبِ الدَّارِ (عَلَيْهِ السَّلام)
2ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ قُلْتُ لابِي مُحَمَّدٍ (ع) جَلالَتُكَ تَمْنَعُنِي مِنْ مَسْأَلَتِكَ فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْأَلَكَ فَقَالَ سَلْ قُلْتُ يَا سَيِّدِي هَلْ لَكَ وَلَدٌ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَأَيْنَ أَسْأَلُ عَنْهُ قَالَ بِالْمَدِينَة .
صححه العلامة المجلسي في مرآة العقول ج 4 ص2
و هذا الحديث صحيح الاسناد و فيه دلالة على ان الامام العسكري ع له ولد و هو القائم المنتظر ع و بهذا الموضوع البسيط ردينا على الشبهة الركيكة التي يتغنى بها الوهابية في ديارهم
و صل اللهم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
بقلم/المسامح