صراخات امٍ كانت تصارع الموت... لتخرجني من احشائها , كلمات اسمعها كلما طلقت بي حتى ابصرت الدنيا,اسمعت اذني بصوت عالي (ياعلي) ...الكلمة التي اتذكرها منذ ولادتي
,نعم اتذكرها ,كانت تناجي بها رب العالمين لتخرجني بسهولة.كيف كانت تتلفظها بيسر على الرغم من عسر الولادة.
وها انا ذا مازلت ارجع بذاكرتي عندما اجمعتُ قواي لأقف اول وقفه بحياتي بعد حبو استمرة حين من الاشهر.
كانت تزداد قوتي عندما اسمع امي تقول (علي) تقولها حتى تقوي عزيمتي على النهوض.
نهضت... ومشيت... وكالعادة عند كل خطوة كلمت (علي) لم تفارق لسان امي.
توالت كِبرت السنين وكلمت (علي)تكبر اكبر فاكبر.
عند سني الرابعة والخامسة حينها كان يوم لم ننم ليلته ليس لقصف امريكي او عدوان او اي شيء من هذا القبيل ,الذي تعود عليه .
كان قصف روحي على قلبي يملئهُ بالفرح والغبطة وكأنها ليلة العيد,لأن صباح هذا اليوم قادتنا سيارة والدي حيث ارض السلام والقبة ُ الذهبية ,فعندها خطت قدماي حيث الضريح المطهر,الاف الايادي تعانق الشباك وعيون تخترق البصر,بل انك ستذهل حين تسمع اصوات النفوس تتعالى لاتعرف ماذا تطلب ولماذا تستغيث,فقط الكامرا الداخلية تستطيع ان تلتقط الصورة وتفهم ما يحدث.
منذُ سني السادسة والسابعة ولم ازل اتذكر تلك الايام .
عند الثامنة.....................
اما في التاسعة كان في عقلي استنتاج لم ياخذ مني تفكيرٌ طويل,كيف بي اتذكر تلك الايام!!... وانا لم ازل صغيرة القوام!! ... قليلة العرفان!!.
حينها عرفتُ انها ليست من نسج الخيال,وانما واقعي الذي شاهدتهُ عند اخوتي الصغار ,وكيف كانت والدتي تناغمهم بهذا الكلام وسمعتها في بيت جيراني و في بيت العمام والخوال,
حينها علمتُ ذاكرتِ قد نسجت واقعا وليس خيال.
سنتي العاشرة.......................
كانت تكثر هذه الزيارات حتى تزيد دمِ عشقاً ,فلا تمر سنة الا ونحن نعيش عشرات الليالي نشم فيها عطر (علي)سيد الاطهار.زيارة لتطهير الذنوب الساذجة واخرى لتحاور اخطاء ذاتك .
نعم ...كانت تلك في سنتي الحادية عشر والثانية عشر.
استوقفت ذاكرتي عند الثالثة والرابعة عشر حينها ازدت عشقاً بعدما ايقنتُ ان هذا العشق ورثتهُ من امي وايقنتهُ في عقلِ .
لم لا والنظر الى(علي) عبادة,والوقوف معه عبادة,وموالاته سعادة,وولايته سبب النجاة وطاعته معرفت الحياة وعدتٌ للمات,وهو منار للمهتدين وسبيل السالكين ونجاة المحسنين ,وشفاعة المذنبين......
اما عند الخامسة والسادسة عشر كانت هي الكلمة تترنم على لساني هي نفسها التي اتذكرها ترتسم على شفت امي.
اتذكرها في كل مكان ,في قاعة الامتحان ,عند نزول البلوى والهوان, وفي كل حين وأوان.
تعود ذاكرتي الى السابعه والثامن عشر ,كنت اسمع احاديث من هنا وهناك , تقول ان معظم القرآن منزلٌ في علي عليه السلام, تغيرت قرائتي للقرآن ,فأستغربت كيف كنت اقرأءهُ في ذلك الزمان ؟!
قالى تعالى(وكان سعيهم مشكورا),(ويوفون بالنذر),وقالى تعالى(وجزاهم بما صبروا),(انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا),(واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) و و و معظم القرآن.
واستلقت ذاكرتي عند التاسع عشر والعشرون كانت مثيلةٌ بقبلها فقط ازدادت حباً وعشقاً وزيارة الاطهار.
دخلت الحاديه والعشرين والثانيه والعشرين وها انا ذا في الثالثة والعشرين تغير كل شيء بالحياة,فلا زلت اشكو الفراق وانحب اللقاء واشتاق شوق الضمئان للماء,شوق الغريق للهواء,وشوق الشمس للضياء ,شوق الغريب للوطن.
اختلفت الامور فالزيارة منذ هذي الثلاث سنين الخوالي ليس لسبب اعرفهُ او بالاحرى كلمت والدي الذي يقول (لا يوجد امان) اوليس الموت على حب (علي) شهادة ووصله امان.
لكن لاتزال تراودني تلك الافكار خوف ابي علينا ,يبدو لاننا بنات والسنت الناس لا ترحم البنات ,فأذا ذهبنا ونالنا الارهاب فالسنت العتاب لا تقول شهداء بل لماذا تركتهم يذهبون في هذه الاوضاع....
آه آه آه من الارهاب الذي فرق الوصال.
فيا ترى هل كان ابي على صواب ؟؟؟؟؟؟
واشكر الارهاب لانه قد زاد بالحب والاشواق لسيدي مولاي .
اوليس من حقي ان اشتاق او انه مغالات,
لكن قبل ان تحكموا تذكروا الاحباب واعرفوا مدى الاشتياق ,حينها فاليحكم القضاة
.هل هو عشقٌ ام غُلات.
تاركتاً امري الى ربِ ربَ الارباب.