نشرت قناة أهل البيت الفضائية تحت قسم الأخبار الدينية والثقافية خبراً مفاده إن محللون ومراقبون إسرائيليون ينظرون بقلق بالغ إزاء المسيرة المليونية الأربعينية والتي زحفت صوب أبي الأحرار سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) والتي تدلل على ((الوعي والالتزام الديني بهذه المناسبة)) والتي بلغ تعدادها (14)مليون زائر.
ومن هذا الخبر أحببت إن بدأ مقالتي التي من خلالها لكي نلاحظ مدى اهتمام إسرائيل والغرب المسيحي التبشيري والذي ينضوي تحت عباءة الصهاينة والمتركزين أكثرهم في أميركا والذين يؤمنون بإقامة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات والذين يراقبون كل المسائل التي تحدث في العالم العربي والإسلامي ويحسبونها إلف حساب ومهما كان صغيراً ولا يغفلون ولو كان قيد أنملة ومن هنا نظروا إلى المسيرة المليونية في أربعينية الحسين (ع) والتي علقوا عنها ((بوعي والتزام ديني)) والذي يعني توحد للعرب والمسلمين والذين يعتبرون محلليهم وسياسييهم أحد الخطوط الحمراء التي لا يمكن الإغفال عنها أو تجاوزها لأنه توحد المسلمين يعني الخطر الداهم عليهم والذي تخبرهم به كل نبؤاتهم وكتبهم.
ولكن على أرض الواقع ماذا نلاحظ أي تشرذم وأي تمزق يصيب أئمتنا العربية والإسلامية فالحال وكما يقول المثل (لا يسر عدو ولا صديق)وهو لديكم معروف لكل الأخوة من الأعضاء.
وفي مقالتي هذه سوف أخذ الساحة العراقية لأنني عراقي وهي تمثل عينة لكل حال دولنا العربية والإسلامية والتي حالها أتعس في ابتلائها بأنظمة دكتاتورية فرضتها عليهم دول استعمارية ومنذ زمن طويل ولا تريد التخلي عن كراسيها بأي شكل من الأشكال ودول هي جمهورية أصبحت وبقدرة قادر ملكية في تولي الابن خلفاً للرئيس المغفور له والكلام طويل عن هذا الموضوع والمهم كلنا يعرف بواطن الأمور والسلام.
نأتي على العراق ماذا نلاحظ وجود أحزاب وكتل وكيانات وتسميات كثيرة وجدت بعد سقوط الصنم وهي بالمئات حيث وصل عدد الأحزاب في فترة إلى (167) حزب وكيان فما هذه الديمقراطية التي عندنا والتي في فترة قصيرة وجدت هذا الكم الهائل من الأحزاب والكتل والكيانات ونفس الشيء تم خلق عدد لا نهائي من الصحف والفضائيات والذي كل سياسي لديه مالية جيدة يقوم بفتح فضائية خاصة به لكي يجعلها البوق الخاص به لنشر برامجه السياسية والتي هي مكتوبة على الورق فقط ولم يشعر أي مواطن عراقي ومن الذين انتخبوه بالذات بتحقيق أي وعد من وعوده والذي بدوري أتساءل من أين هذه الأموال والصرف في فتح فضائيات وتأسيس صحف والتي له القدرة على هذا الصرف المهول؟ والذي جاءت أكيد بهبة من السماء بعد أن كان يعاني من شظف العيش قبل صعوده إلى الحكم وخصوصاً الذين كانوا في الخارج وهذا الأعلام الذي خلقه السياسيون كان من المفروض إن يخدم العراق من ناحية الأعلام وتطويره وكذلك المساعدة في نشر الديمقراطية والتوعية بها لشعبنا لكنها جاءت بالعكس فهي خلقت فضائيات وصحف هابطة ونشر جملة من الأكاذيب لاهم لها إلا في الكلام فقط ووصل بها الأمر إن بدأت تنشر الأخبار الكاذبة والتي تخص معاناة وطموحات المواطن العراقي ولا هم سوى زيادة عدد مطبوعاتها بالنسبة للصحف وتحقيق أكبر عدد من الاتصالات الهاتفية بالنسبة للمواطنين وسحب الأموال منهم وحتى لو كان الخبر ليس أي أساس من الصحة. وفي خضم أشتداد الصراع السياسي بين هؤلاء الحفنة من السياسيين ووصل الأمر إلى المهاترات داخل المجلس وعلى الأعلام في تصريحات متناقضة واحد يكذب الأخر وواحد يتهجم على الثاني في مشهد يثير السخرية المرة بكل معانيه وتبين مدى سطحية وعدم فهم أولئك السياسيين الذين يديرون العملية في العراق والتي تعني أنهم في واد والشعب العراقي الصابر الجريح في واد أخر وأنهم أصلاً غير مؤهلين في قيادة البلد وبناءه والوصول بالبلد إلى شاطئ البر والأمان ووصل الأمر الى التخندق الطائفي والذي تجلى بأعتم صوره بعد تفجير قبة العسكريين(ع) والأحداث التي رافقتها من عام 2006 و2007 لينسحب مرارة هذا الوضع على الشعب الجريح وليزيد من أرقام شهداءه وضحاياه غير التي فقدها في زمن الصنم ومابعده وليذهب أعزاء على أهاليهم وليفقدوا في صراع سياسي وطائفي لاهم فيه ناقة ولا جمل والذي يقف فيه سياسيون هم أصلاً طارئين على العراق وهم حفنة من الذين تلطخت أياديهم بدماء شعبنا ومن كل المذاهب وهم الآن يعيشون في العراق وقد خرجوا من العراق وبعلم السلطات والآن يعيشون في الخارج ولحد الآن يستلمون رواتبهم قسم من الدولة العراقية والذين لديهم كم هائل من القضايا التي تثبت تورطهم فيها وقد خرجوا بحجة سياسة التوافق وعقد الصفقات المشبوهة وإرضاء لهذا الطرف أو ذاك لكي أيضاً هو يمرر له صفقاته المشبوهة والسكوت عن تصرفاته أو تصرفات حزبه أو حاشيته. ووصل الأمر إن نوابنا الأعزاء لا يحضرون جلسات البرلمان وهم في الخارج يستلمون رواتبهم الضخمة ولايتم محاسبتهم تبعاً لسياسة الديمقراطية التوافقية التي أطلق مصطلحها الجديد أكبر مسئول في الدولة وبقوا النواب محصنين في المنطقة الخضراء(سيئة الصيت)ولا يتكلفون بمتابعة هموم ومشاكل ناخبيهم ولكن عند أول قانون أو قرار يخص مصالحهم وزيادة مزاياهم تجدهم يجتمعون بالكامل ويتم الموافقة على قراراتهم الخاصة بهم بالإجماع وبسرعة مذهلة وما قرار زيادة حماياتهم الخاصة إلا خير دليل على ذلك.
ولهذا بينت مرجعيتنا الرشيدة(دام ظلها الشريف) في هذه الانتخابات توخي الدقة الكاملة في اختيار المرشحين وعدم الانجرار وراء الوعود الكاذبة التي شبع منها المواطن وعرف كل خباياها وأضرب لكم مثل عن ناخب إحدى القوائم التي يرأسها رجل دين علماني والذي أضحكني بوعوده حيث قال وبالحرف الواحد وعلى أحدى القنوات الفضائية في لقاء مع مجموعة من المواطنين(انتخبوني وسوف أجعل العراق اليابان)فتصوروا مقدار الكذب الذي يتمتع هذا المرشح وسطحيته في أن المواطن سوف يصدق هذا الوعد!!!
واني من خلال كتابة مقالتي هذه لاحظت إن الصراع السياسي قد أنسحب أيضاً على المواطن العراقي من خلال ملاحظاتي مدى التراشق والتقاذف بين أبناء المذهب الواحد وكأننا لا يجمعنا في أن ربنا واحد نبينا واحد وأمامنا وولايتنا واحدة وهمنا الأكبر هو بناء بلدنا في ضوء التجربة الجديدة من حكم الشيعة لأنفسهم والتي يراهن الكثير من الدول المجاورة ودول أخرى كثيرة على إفشالها والتي بدأت دول مجاورة وعديدة تمد سياسيين معروفين لديكم بملايين الدولارات لاهم لهم إلا تلقي الأوامر من هذه الدول بإفشال العملية السياسية في العراق وكذلك عودة البعث إلى سدة الحكم لضمان بقاءهم في كراسيهم وعودة شعبنا المقهور إلى سابق عهده والذي بقناعاتي الكاملة أن أحلامهم الخائبة لن تتحقق مهما عملوا ويكيدون من مكائد.
فيا أخواني وأخواتي الفضلاء والأعزاء لا داعي لهذا التهجم والتراشق بهذا العنف والذي لاحظته ليس في منتدانا هذا فقط بل في كل المنتديات بل في بعض المنتديات وصل الأمر إلى السباب والشتم فلا أدري لماذا التباعد والجفاء بيننا وهذا التباغض والذي سيدي مولاي أمير المؤمنين نهى صحابته عن السباب وقال ((لا تكونوا سبابين)) وهذا صحيح عندما تتهجم على الطرف المقابل فالطرف الأخر سوف يبادر ويعمل نفس الشيء في الهجوم أيضاً عليك وهذا مصداق للقانون الفيزيائي(لكل فعل له رد فعل مساوٍ له المقدار ومعاكس له في الاتجاه).
وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتسع من يقرأ مقالتي هذه صدره لتقبل كل طروحاتي والتي حتماً تكون فيها بعض الشذوذ أو الانحراف عن جادة الصواب لأن كلنا خطاءون وخير الخطاءون التوابون كما يقول نبينا الأكرم محمد(ص)في حديثه القدسي الشريف((كل عبادي خطاءون وخير الخطاءون التوابون))
ولأن المقالة أصبحت طويلة ارتأيت أن أكملها في جزء أخر أنشاء الله إن كان لنا في العمر بقية.