أوضح مصدر حكومي ل''الخبر'' أن السلطات تأخذ على محمل الجد تقارير تفيد بتنامي ظاهرة التشيّع في بعض المناطق، وأنها بصدد التأكد من هوية المشرفين على الدعاية له والكشف عن الأماكن التي يمارس فيها التشيّع وتقام الحسينيات· وتحفّظ المصدر عن ذكر أسماء الأشخاص الذين تحوم حولهم شبهة الدعاية للتشيّع، لكنه أوضح بأنهم متأثرون بكتابات أعلام في الشيعة· ونفى أن تكون لهم نشاطات في المساجد· وأكد في المقابل أن السلطات ''تحرص على الحيلولة دون وصول المتشيّعين إلى المنابر الدينية''·
وعلمت ''الخبر'' من مصادر مهتمة بالقضية، أن مصالح الأمن تحقق في نشاط وفود دينية أجنبية زارت الجزائر العام الماضي، في إطار المشاركة في منتديات واجتماعات علمية وثقافية· وأوضحت المصادر أن التحري انطلق بناء على معلومات تتحدث عن تنسيق جرى بين أعضاء من هذه الوفود وأشخاص متشيّعين في الجزائر· ولم تكشف المصادر جنسيات الوفود ولا الجهة أو الجهات المحلية التي وجهت لها دعوة المشاركة في الملتقيات، واكتفت بالقول: ''إن السلطات تتابع هذا الملف باهتمام، ومن الأفضل عدم التشويش على العمل الذي تنجزه في الميدان''·
وفي نفس الإطار سألت ''الخبر'' عبد الرحمن سعيدي، نائب رئيس حمس، من موقعه مهتما بالملف وله كتابات عن التشيّع، حول معلوماته عن المسألة، فقال: ''أتابع نشاط المتشيّعين وجاءتني معلومات مؤكدة عن انتشار متشيّعين بكثافة في ولاية عين تيموشنت، ويوجد متشيّع على رأس قائمة مرشحي أحد الأحزاب للانتخابات التشريعية في نفس الولاية، ومعلومات أخرى عن أستاذ في قطاع التربية''· وأوضح الداعية سعيدي أن التشيّع منتشر أكثر في الغرب قياسا إلى مناطق أخرى، وأن أفكار أعلام الشيعة عرفت رواجا في أوساط طلبة جامعات وهران وبلعباس وتلمسان· مشيرا إلى وجود ''نشاط ترويجي لعناصر في الغرب منذ الثمانينات، لهم سوابق في جماعة الدعوة والتبليغ وجماعة الهجرة والتكفير''·
وتحدث نفس المصدر عن متشيّعين حركيين في ولاية معسكر، ينشطون تحت غطاء جمعيات ثقافية وعن أحد رؤوسهم في برج بوعريريج، كان يدرس بلبنان ومتشيّعين آخرين بمنطقة الحناية بولاية تلمسان، وفي وهران، وآخرين ينشرون كتب الشيعة جنوبي العاصمة· وقال بشأنهم: ''مصادر عليمة تؤكد أنهم يقيمون الحسينيات ويمارسون طقوس الشيعة في احتفالات عاشوراء، كاللجوء إلى اللطم، وسمعنا عن تواجد متشيّعين في حي النخيل وبئر خادم بالعاصمة''· وكشف عن توزيع كتابات تدعو إلى التشيّع، مثل رسائل المرجع الشيعي علي شريعاتي والدكتور الموسوي والصدر، ومؤلفات مثقفين لبنانيين· وهوّن سعيدي من احتمال تأثر الجزائريين بأفكارهم، على أساس أنهم متحصنون بالمذهب السني·
وتابع نفس المصدر: ''اللافت أن الظاهرة بقيت بعيدة عن المساجد بحكم تمسك الجزائريين بالمذهب السني، ونبذه مظاهر اللطم وجلد الذات، لهذا السبب لجأ دعاة التشيّع إلى اعتماد الترويج السياسي والفكري للتشيّع بدل الفقهي والعقائدي، وكانت المقاومة الشيعية في لبنان من العوامل التي ساعدت على كسب التأييد لنهج التشيّع السياسي''· ويعتقد نفس المصدر أن ''الخطورة'' التي ينطوي عليها التشيّع ''تكمن في اعتماده على فكرة توحيد الطوائف باسم التقارب، وارتكازه على البعد القومي عند طرح المقاومة كبرنامج سياسي ودروها في استرجاع دور الأمة، وأحسن النماذج المسوقة في هذا الإطار هو حزب الله·· وأنا أعجب أن توظف فكرة الدولة الفاطمية في هذه المرحلة وتتزامن مع سعي بعض الأوساط في بلدان شرق أوسطية لإحياء أوقاف الفاطميين''· وكان الزعيم الليبي اقترح في خطاب ألقاه بالنيجر بمناسبة المولد النبوي الشريف، إحياء دولة الفاطميين الشيعية لحل مشكلة الطائفية