المقصود هنا بأن لا يركن كل من شملته هذة الآية ويتقاعص عن عمل الصالحات وبذل كل جهد في ارضاء الله سبحانه وتعالى . وهي عادة الصحابة الكرام بأن يحقروا أعمالهم مهما عظمت كقول ابو بكر الصديق والله لو أن قدماً في الجنة وقدماً خارج الجنة لما امنت مكر الله وأرى والله من السذاجه أن يحتج الطرف الآخر بمثل هذه الأقوال على أن قائلها يعترف بأنه فاسق ضال فهل من الحكمة أن نستعظم أفعالنا مهما بلغت؟؟
سامحك الله ... لم التضليل و التحريف في القول ... عندما ذكرت البراء بن عازب ... قلت : رضي الله عنه ... فأنا لم أقل أنّه فاسق ضال !!! لكني نقلت رأيه الأكثر من واضح بل هو واضح وضوح الشمس ... في شرط الرضى لمن بايعوا تحت الشجرة ... لنعيد الحديث لمن يعي و يسمع :
حدثني أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت
طوبى لك صحبت النبي صلىالله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة فقاليا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده
ابن الأخ يقول : طوبى لك ... فقد بايعت تحت الشجرة ... لكن جاء رد البراء واضحا لإزالة هذه الشبهة ... فقال : انك لا تدري ما أحدثنا بعده !!! أي أنّ المبدلين بعد الرسول لا يشملهم الرضى المطلق الذي يزعم به البعض ...
ثمّ ما قولك في أبو الغادية ؟؟؟ فهو قد بايع تحت الشجرة ... و هو قاتل عمّار بن ياسر !!!
الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 544 )
114 - أبو الغادية الصحابي : من مزينة . و قيل : من جهينة . من وجوه العرب ، و فرسان أهل الشام . يقال : شهدالحديبية. و له أحاديث مسنده . وروى له الامامأحمد في المسند . حدث عنه : ابنه سعد ، وكلثوم بن جبر ، وحيان بن حجر ، وخالد بنمعدان ، والقاسم أبو عبد الرحمن . قال البخاري ، وغيره : له صحبة .
الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 425 )
- حدثنا ربيعة بنكلثوم ، حدثنا أبي قال : كنت بواسط ،فجاء أبو الغادية عليهمقطعات ، وهو طوال ، فلما قعد ، قال : كنا نعد عمارا من خيارنا ، فإني لفي مسجدقباء إذ هو يقول وذكر كلمة لو وجدت عليه أعوانا لوطئته ، فلما كان يوم صفين ، أقبليمشي أول الكتيبة ، فطعنه رجل فانكشف المغفر عنه فأضربه ، فإذا رأس عمار . قال : يقول مولى لنا : لم أر أبين ضلالة منه .
إبنكثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 345 )
و حدثنا يحيى ثناعمرو بن عون أنا هشيم عن العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة قال : أتيت أهلالشام فلقيت خالد بن الوليد فحدثني قال : كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام في شئفشكاني إلى رسول الله (ص) فقال : يا خالد ! لا تؤذ عمارا فإنه من يبغض عمارا يبغضهالله ، ومن يعاد عمارا يعاده الله قال : فعرضت له بعد ذلك فسللت ما في نفسه . ولهأحاديث كثيرة في فضائله ( ر ) قتل بصفين عن إحدى وقيل ثلاث وقيل أربع وتسعين سنةطعنة أبو الغادية فسقط ثم أكب عليهرجل فاحتز رأسه ، ثم اختصما إلى معاوية أيهما قتله فقال لهما عمرو بن العاص : اندرافو الله إنكما لتختصمان في النار.
هذا ممن بايعوا تحت الشجرة ... و ها هو يقتل صحابيا جليلا بايع أيضا تحت الشجرة !!! فأن تقول أن كلاهما بالجنة هو لأعجب العجاب !!! و خصوصا و قد ركّز الرسول الأكرم على قاتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه ...