باسمه تعالى
اللهم صل على محمد و آل محمد
من عجائب و غرائب العامة ، و التي لا تنتهي ، أنه في كل مرة تصدر فتوى تجعل المستفتي و حتى المتلقي العادي في دهشة من أمره ، إذ غالبا ما تكون هذه الفتاوى تحمل تناقضا خاصة إذا لامست أو كانت على علاقة من قريب أو بعيد بالتشيع ، وحتى لا أطيل أترك الأحبة مع هذه الفتوى التي صدرت قبل الأمس عن موقع الدعوة :
كتب بواسطة : موقع الدعوه - 2010-03-07
بسم الله الرحمن الرحيم
الـحـمـدُ لـلـهِ وبـعـد.
نسمع ونقرأ كثيرا عبارة تطلق على ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ألا وهي " كـرمَ الـلـهُ وجـهـهُ ".
فهل إطلاقها صحيح؟
وماذا قال أئمة أهل السنة في خصوص هذه العبارة؟
قال ابن كثير في التفسير (3/517): وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد علي - رضي الله عنه - بأن يقال - عليه السلام - من دون سائر الصحابة أو - كرم الله وجهه - وهذا وإن كان معناه صحيحاً لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك فإن هذا من باب التعظيم والتكريم فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه - رضي الله عنهم - أجمعين. ا. هـ.
وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة (3/289) نصه:
س: لم لقب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه؟
جـ: تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه، ويقال أنه من أجل أنه لم يطلع على عورة أحد أصلاً أو لأنه لم يسجد لصنم قط، وهذا ليس خاصاً به بل يشاركه غيره من الصحابة الذين ولدوا في الإسلام. ا. هـ.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية (ص454):
كرم الله وجهه:
سبق سياق كلام ابن كثير - رحمه الله تعالى - في حرف الصاد، عند قول:- صلى الله عليه وسلم -، علي غير الأنبياء. وقد ساقه السفاريني في غذاء الألباب ثم قال:(قلت: قد ذاع ذلك وشاع، وملأ الطروس والأسماع. قال الأشياخ: وإنما خص علي - رضي الله عنه - بقول: كرم الله وجهه، لأنه ما سجد لصنم قط، وهذا إن شاء الله لا بأس به، والله الموفق) ا.هـ.
قلت: أما وقد اتخذته الرافضة أعداء علي - رضي الله عنه - والعترة الطاهرة ـ فلا منعا لمجاراة أهل البدع. والله أعلم.
ولهم في ذلك تعليلات لا يصح منها شيء ومنها: لأنه لم يطلع على عورة أحد أصلا، ومنها: لأنه لم يسجد لصنم قط. وهذا يشاركه فيه من ولد في الإسلام من الصحابة - رضي الله عنهم - علماً أن القول بأي تعليلات لابد له من ذكر طريق الإثبات.
تنبيه:
في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الراية فهزها ثم قال:" من يأخذها بحقها " فجاء فلان، فقال: أنا، قال:" أمط " ثم جاء رجل. فقال:" أمط " ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:" والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر، هاك يا علي.." الحديث.
وفي مسند سلمة بن الأكوع أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل.
وفي سياق بعض الأحاديث تجد قولهم ـ كرم الله وجه ـ عند ذكر علي - رضي الله عنه – ولا نعرف هذا في شيء من المرفوع، ولا أنه من قول ذلك الصحابي، ولعله من النساخ. والأمر يحتاج إلى الوقوف على النسخ الخطية الأولى. ا. هـ