قال الله سبحانهُ وتعالى
" اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربك الأكرم ، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم "
صدق الله العلي العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حُب القراءة والإستطلاع من الصفات الجميلة والخصال الحسنة التي يجب على كل إنسان ان يتّصف بها , فالقراءة هي الإستئناس الحقيقي لقضاء اليوم بفوائد ٍ جمة ,
فالقرآن الكريم مُجرّد قرائته المُتَدبرة هي عظيمة الأجر عند الله سبحانه وتعالى ففي القرائم ماظهر ومابطن ومايخفى وما استغاب عن الناس في أمورهم الدينية والدنيوة , واستكمالاً بكتب الحديث الشريف المروي عن عِدلِ القرآن الكريم وهم العترة الطاهرة عليهم السلام وكذلك الدعاء كلها من القراءات التي هي عظيمة عند الله والقلب يخشع لمجرد ملامسة هذه الحروف الطاهرة ,
بعد كتاب الله سبحانه وتعالى ,
يجيءُ لنا الكتب المعرفية من العلوم الدينية والإنسانية والعلمية فقرائتها توسع الأفق وتوقد العقلانيّة في الطرح والمنهجيّة العلمية
ثم المجلات والصحف الإخبارية والمجلات التثقيفية,
فلو أننا استثمرنا الموارد المذكورة مُسبقاً وعززنا أنفسنا في محبتها لأصبحنا روافداً تنمي مجتمعها تنمية ً حقيقية وأصبحنا نعي ماحولنا ونفهم مفهوم ثقافة الإختلاف والوصول إلى أفضل الحلول بأرقى استراتيجية بعيدة عن التشنج والتعصب الفكري , فكلما زاد إطلاعنا المعرفي من جميع جوانبه زادت أساليبنا منهجيّة ومُنصفة ومُحببة في قلوب الناس,
لكن هناك قضية تؤرقنا في الولوج في المعالم المعرفية وهو الضجر والملل وعدم محبة القرائة والإستطلاع , فكل هذه السلبيات هي سبب أننا لم ننمي أنفسنا منذ البداية على القرائة وأخذنا القراءة سلبية مُملة بسبب ما حصلناهُ في المدارس والزامنا بالقراءة والحفظ للحصول على أفضل الدرجات والوصول الى المراحل المتقدمة , فجو القرائة يتطلب هدوء وحُب حقيقي وميول ذاتي , وكلما كانت هذه المتطلبات موجودة كلما استوعبنا أكثر وأكثر وأحببنا القرائة شيئاً فشيئا
فالإنسان بطبيعته لايحب الإلزام والسطيرة والتّجبر , ولذا كلما كان ميول الإنسان وذاتيته هي التي تذهب به ِ الى المبتغى كلما كان الحُب لهذا الشيء يزيد ويزيد الى أبعد الحدود , وهذا ماكان ينقصنا في الأيام الدراسية السابقة والسبب في تأخرنا وعدم حصولنا على أرقى المراحل والدرجات في تحصيلنا الدراسي , ولذا التجئنا الى الغش والمحاولات التي تستصعب لنا المحبة الحقيقية للقراءة
ومن ذكرياتي
وسبب تعلقي بالقراءة هي أن والدي كان كثيراً مايحظر لي مجلة ماجد
وكنت شغوفاً في كل يوم اثنين على حسب ما أتذكر لأحصل على اصدار جديد من مجلة ماجد والتي تروي لنا قصصاً فكاهية وبعض القصص التي فيها التوعية بشكل غير مباشر كما كانت تفعل شخصية (بي بي) وكذلك الهدوء والتقدم في شخصية (زكية الذكية) , وكانت مجلة ماجد لديها اسلوب جميل جداً لكي تتصفح كافة المجلة بلا ملل وبلا كلل وتقرء جميع مايجول بهذه المجلة حيثُ كانت شخصية (فضولي) التي تختفي بين احدى زوايا صفحات المجلة , وكذلك شخصية (كسلان جداً) والذي يحاول قدر الإمكان النجاح ولكن غالباً تكون الوعارة في أساليبه هي ماتودي بهِ الى الكسل والتخلف والضجر , مجلة جميلة جداً
وحتى مع الأيام زاد تولعي بالقراءة وبالأخص في
الكتب الدينية
التي كان يقرأها والدي وكان من أشد الكتب التي شدتني
هو كتاب ( علل الشرائع ) أحاديث شريفة
وكتب الشيخ مغنيّه التي تتحدث عن الشيعة وأصولها وفرقها
وكتاب ( القصص العجيبة ) للسيد دستغب
وكتاب ( التوحيد ) للشيخ حسين منتظري
وكتابات السيد الفيلسوف كمال الحيدري
وكتاب ( قصص و خواطر ) للشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني
وكتاب ( شجرة طوبى )
وكتاب ( الأعلام ) للزركلي
---
ولا أنسى مجلة العربي
ولعل أول إصدار قرأته كان يُتحدث به عن شخصيّة ( الإمام روح الله الخميني الموسوي ) رحمة الله عليه , وأحسست ان هذه المجلة لا تضع في صفحاتها الطائفية حيثُ ان وضع سيرة ومسيرة الإمام الخميني في مجلة عربية تصدر من دولة خليجية كالكويت بهذا الكم الهائل من الحيادية , زاد ولعي بقرائتها
,
ولا أنكر أنني ممن يقرئون مجلات ٍ عديدة ولكني شخصياً لا احب جلبها لأني شخصياً حينما اقرىء احب ان أرى الشمولية في الطرح وليست فقط التعلق بحياة معيّنة كحياة الفنانين كمجلة زهرة الخليج الإماراتية والتي زادت سوءاً الكثير من المجلات التي تخصصت فقط في حياة الفنانين والفضائح والجرائم , أنا لا أقول اني لم اكن ملماً بها بعض الشيء ولكن التكرار يوجب الملل , وإنني لاحظت ان عدم الشمولية في الطرح من السلبيات التي تصدر في بعض المجلات مما يجعلني ابتعد عنها , لما لا يوجد بها من الاستنتاجية العلمية الأصيلة
ذكريات القراءة في الدراسة
لم اكن شخصياً جيداً في الدراسة ولا التحصيل العلمي بل كنت اذهب واقرىء في ما ادرسه مما يهمني او مايضطرني لحفظه , ولكني اعترف انني كنت احب المواد الدينية والتي تحتوي على القصص , والتي بطبيعة الإنسان يحب القصص والتي فيها الغموض والتجربة فلذا كنت احبها ولكني كنت اقرئها لأنني احب مايجول عنّا وما يُقال فكنت أجيب عنها بجدارة لأني قرأت مايطرحه الآخرون عنّا وبالأخص في مادة التاريخ والوطنية والجغرافيا , ولكني كنت لا أطيق الرياضيات علماً ان المادة تحتوي على حسابات جيّدة تنمي العقلية في الحسابات الفكرية , ولكني لا أطيقا لستُ لأنني لا احب ماهية المادة بل لأنني مجبر على حفظ قوانين تتعلق بها وبدون القوانين فلن أنجح وأجيب بشكل مميز ولذا كنت أنجح في الرياضيات ( بالدّف) كما يقال ,
ولذا هنا أقول ان الإنسان كلما كان مجبراً على الشيء يفقده محبته بل كرهه ولذا نصيحتي للوالدين عليكم ان تحببوا الدراسة في أبنائكم وعدم اجبارهم على المذاكرة بدون جلب ومحبة , فالقراءة بدون محبة وذاتية سيكون السلبية وعدم استيعاب المادة هو الحاصل , ولذا لا نجد في أنفسنا الحصول على الدرجات العليا ,
الروايات القصصيّة
وهي العالم الفريد برأيي والفائدة الجميلة جداً خصوصاً قبل النوم فهي ماتجلب ليَ النوم لأننا اغوصُ فيها حتى أنام وأكملها باليوم التالي , ولعلّ أشد اعجابي هو بالروايات الأجنبية,
ولعلّ من الروايات التي اهوتني هي كتابات الروائية الرائعة (اكاثا كريستي)
والكاتب الرائع (داون بروان) في عدّة روايات جميلة ومنها رواية
الحصن الرقمي
ورواية ملائكة وشياطين
وبالنسبة للكتّاب العرب فلم اقرىء الا للكاتب الروائي (عبده خال) في رواية (فسوق) وبعض اللمحات من روايات الشاعر (غازي القصيبي)
الكتب الأدبية
وما أجملها والذها وأطيبها فهي العسل الفكري بالنسبة ِ لي ومن أجمل ما قرأت للشعراء والذي لم ازل اقرىء قصائدها مراراً وتكراراً لولعي بها وبفنّها وتصويرها
فمن القدماء
الإمام علي عليه السلام
-
ثم الفرزدق وأبي فراس الحمداني و عمر بن أبي ربيعة
وبعض الجاهليين كإمرؤ القيس وعنتر بن شداد العبسي
فمن المعاصرين
ديوان ( أعشاش الملائكة ) للشاعر الأحسائي جاسم الصحيّح
وديوان ( عبدالحسين الأزري التميمي) الشاعر العراقي الكبير
وديوان (بشارة الخوري) الشاعر اللبناني
وديوان (الشوقيات) لأحمد شوقي الشاعر المصري الكبير الكردي الأصل
وديوان (ايليا أبوماضي) شاعر لبنان والمَهجر
وديوان (الأعمال الكاملة) للشاعر نزار قباني
وكتب جبران خليل جبران
والكثير من الدواوين والكتب الأدبية ككتاب ( الأدب الفاطمي في الأحساء ) للشاعر المطر
وكتاب ( العنقود ) للشاعر ناجي الحرز
وعدة كتب أدبيّة مازلت شغوفاً في قراءتها وتولعي بها لما تحملها من التصاوير الفنيّة الجميلة وحلاوة اللغة ومعانيها
,,,
والكثير الكثير من الذكريات الفنيّة في القراءة وكيف كان ولعي بها , لأنني أميل اليها ولستُ مجبراً كالمواد الدراسية ولكن الحمدالله على كل شيء , فتخصصي التربية الخاصة بها من المعلومات الشمولية والعلم نفسيّة للأطفال العاديين والمعوقين
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
ومعذرة على الإطالة
تقبلوا تحياتي
وجه الصباح
التعديل الأخير تم بواسطة مريم محمد ; 12-03-2010 الساعة 10:22 AM.
سبب آخر: تكبير الخط