قادة صحوة الأنبار يختلفون في التحالفات ويتفقون على تولي الطالباني الرئاسة
بتاريخ : 16-03-2010 الساعة : 11:35 PM
السومرية نيوز/ الانبار
اتفقت وجهات نظر قيادات صحوة الأنبار، على عدم الممانعة في تولي سياسي كردي لرئاسة العراق، وهو اتفاق ياتي بعد ان افترقت تلك القيادات على مستوى تحالفاتهها وتوجهاتها في الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق في السابع من اذار الجاري.
وكان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أدلى بتصريحات إعلامية مؤخراً، ذكر فيها أن هوية العراق عربية ويجب أن يتولى لذلك شخص عربي القومية ذلك المنصب، واعتبر انه قادر ومؤهل لتولي الموقع، الأمر الذي دفع رئاسة إقليم كردستان العراق، إلى تمسكها بترشيح الرئيس الحالي جلال الطالباني لدورة ثانية، واعتبرت أن ذلك حقاً يكفله الدستور لجميع العراقيين بغض النظر عن دينهم وقوميتهم.
فيما دعا رئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري، في تصريح لجريدة الحياة اللندنية إلى أن "يكون رئيس الجمهورية المقبل عربياً سنّياً مع الانفتاح على جميع المكونات الأخرى".
ابو ريشة: ليس لدينا تحفظ على الطالباني
ويقول رئيس صحوة العراق أحمد أبو ريشة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "صحوة العراق ليس لديها أي تحفظ بخصوص تولي الرئيس المنتهية ولايته جلال الطالباني منصب رئاسة الجمهورية لولاية أخرى، في حال كان توليه فيه خدمة العراق".
ويؤكد أبو ريشة أن "الأكراد عراقيون لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ونحن شركاء في الوطن"، حسب قوله.
من جهته، وصف زعيم مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس الدعوات التي أطلقها بعض السياسيين بأن يكون الرئيس العراقي عربيا وليس كرديا بـ"الاستهتار بحق الطالباني".
ويشدد الهايس في حديث لـ"السومرية نيوز"، على أن "الرئيس الطالباني شخصية وطنية عراقية، وهو يملك الجنسية العراقية، وقد قارع النظام السابق، ومن حقه أن يكون بأي منصب يختاره العراقيون له".
وأضاف الهايس أنه يؤمن "بالوطنية العراقية قبل إيمانه بالقومية العربية، التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم من تشظ"، مشددا على ان العراقيين "ليس لديهم استعداد لأن يكونوا حراس البوابة الشرقية للوطن العربي كما يريد العرب الآخرون"، بحسب قوله.
وكان رئيس مجلس إنقاذ الانبار حميد الهايس قد وصف، امس الجمعة، شيوخ المحافظة بأنهم "تابعون" لمن يدفع لهم أكثر، فيما اعتبر زعيم صحوة العراق هذه التصريحات بأنها جاءت بسبب عدم تصويت أهالي الأنبار للهايس، في حين حذر أمير عشائر الدليم الشيخ علي الحاتم أنه لن يسمح لمن اسماهم بـ"المأجورين" بمحاولة المساس بشيوخ المحافظة.
أمير الدليم: قد لا يصلح الطالباني لإدارة مدرسة ولكن لا نمانع
من جانبه اعتبر أمير قبائل الدليم في العراق الشيخ علي الحاتم أن "إثارة هذا الموضوع، من قبل السياسيين كانت بسبب التنافس على المناصب".
ويرى الحاتم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "تنافس السياسيين العراقيين على الحصول على مكتسبات انتخابية دفعهم إلى طرق موضوع من سيشغل منصب رئاسة الجمهورية"، مؤكدا أن "الرئيس المقبل يجب أن يكون عراقيا قبل كل شيء".
ويستدرك أمير قبائل الدليم قائلا "بغض النظر عن شخص الطالباني، الذي لا يصلح أن يكون مدير مدرسة صغيرة، نحن مع رئيس عراقي سواء كان سنيا أو شيعيا أو كرديا، إذا كان وفقا لمطلب جماهيري للعراقيين وليس ضمن محاصصات".
تعليق :
والله الاخ سياسي ؟!
وينتقد الحاتم الطالباني "لعدم التقائه بأي رئيس دولة عربية خلال الفترة الماضية"، متسائلا عما إذا كان الأخير "يستنكف من لقاء العرب"، حسب تعبيره.
وكان حميد الهايس وعلي الحاتم من بين أربعين شخصية عشائرية في الانبار أشرفت على تشكيل مجالس الصحوة لقتال تنظيم القاعدة وطرده من الانبار بقيادة زعيمها الراحل عبد الستار أبو ريشة الذي اغتيل في ايلول سبتمبر 2007 على يد تنظيم القاعدة خلال عملية انتحارية استهدفته قرب منزله شمال الرمادي.
غير ان الصحوة سرعان ما تفككت بعد اعتراض عدد من قياداتها على ما وصفوه وصية زعيمها ومؤسسها أبو ريشة بعهدة القيادة من بعده إلى شقيقه الأكبر احمد أبو ريشة، الذي يتهمه الهايس والحاتم بأنه كان مقيما في عمان خلال الحرب على القاعدة ولم يقاتل خلال تلك الفترة وليس من حقه هذا المنصب.
وأسفرت تلك الخلافات عن انفصال الشيخ حميد الهايس عن الصحوة الأم وتشكيله مجلس إنقاذ الانبار وانفصال علي الحاتم وتشكيله لكيان سياسي جديد عرف باسم بيارق أهل العراق.
يذكر أن مفوضية الانتخابات أعلنت أن 62 بالمائة من 19 مليون شخص عراقي يحق لهم التصويت العام، شاركوا، الأحد، في ثاني انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ إقرار الدستور، والثالثة من نوعها بعد العام 2003، حيث صوت الناخبون عبر القائمة المفتوحة على اختيار 325 عضوا للدورة الجديدة لمجلس النواب المرتقب والتي تستمر مدة أربع سنوات مقبلة.