بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
الأخت الكريمه على بركة الله سوف أبدأ بذكر فضائل الآية الكريمه بحق ابي بكر الصديق رضي الله عنه .
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ
كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
صدق الله العظيم .
قبل أن أبدأ بذكر الفضائل أود أن أقول أن الجهد العظيم الذي يبذله بعض علماء الشيعة والبحوث الطويلة على ذلك لهي أكبر دليل على فضل هذه الآية في أبي بكر رضي الله عنه والا لوجدنا علماء الشيعة يجعمون الأدلة في إثبات صحبة ابي بكر لرسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. كيف لا وهي ستكون هدية من السماء لإثبات التأنيب والزجر من الله ورسوله لمن يعتبره أهل السنة والجماعة خيرالناس بعد الرسل ؟ ولكن لأن سياق الآية هي المدح والثناء فنجد هم وجهد من كثير من الأخوة الشيعة لإخراج أبو بكر منها.
هل نفهم بأنّ البحوث الطويلة التي جاهد بعض علماء السنة في نفي معنى الولاية حول آية الولاية و حول حديث الغدير لهي أكبر دليل على ولاية علي ابن أبي طالب عليهما السلام ؟؟؟!!!
يا كريم ... إنما علماء الشيعة أعزهم الله ما قاموا به من بحوث إلّا لدراسة الآية الكريمة التي يعوّل عليها أهل السنة في أهم فضيلة لأبي بكر !!! و عجبي أين الفضيلة !!!
أمّا قولك الذي أنكره و بشدة قولك :
والا لوجدنا علماء الشيعة يجعمون الأدلة في إثبات صحبة ابي بكر لرسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
و من قال لك بأنّ علماء الشيعة ينهجون نهج علماء السنة في إثبات معتقدهم ؟؟؟!!! هل تعتقد بأنهم سيلجأون للتحريف و اصطناع الأدلة كما نرى عند علماء السنة ؟؟!!!
إنما هم بيّنوا التناقض في كون أبي بكر كان في الغار بأمانة ما وصلوا إليه ... و لم يصطنعوا أمرا ...
كما أنهم فسّروا و بيّنوا مفهوم الآية ... كما تكون لكل ذي عقل لبيب ...
رجاءا حتى لا تسمع ما لا تحب ... أن تنتقى جملك بعناية أكبر !!!
شيء أخر وددت ايصاله لكل الأخوة أن هذه الآية لو نزلت في علي رضي الله عنه لوجدنا كل كتب الشيعه مليئة بهذا الفضل العظيم, بل لوجدناهم يستدلون بهذه الآية الكريمة لإثبات ولاية علي كرم الله وجهه ورضي عنه وأرضاه ولكن فقط لأنها نزلت بأبي بكر الصديق إنقلب معناها رأساً على عقب وأصبحت مذمة لأبي بكر الصديق.
أخي الكريم ... الآية بحد ذاتها لا تمدح صاحبها !!! و عندها لو صحّ فرضك كنّا سننظر في الروايات الصحيحة حول ظروف الصحبة ...
أسال ضمير كل شيعي وسني بل وحتى غير المسلم لو أن اي أنسان قرأ هذه الآية الكريمة من دون أن يعرف فيمن نزلت وقصة نزولها فهل سيستنج أن ما في الآية مدح وثناء لصاحب رسول الله أم ذم وزجر له؟؟؟؟ كل منكم يجيب نفسه باخلاص وبدون تحيز لاي طرف .
ليتك تسأل هذا الضمير و تستفيقه في مظالم أهل البيت عليهم السلام !!!
على كلّ أخي الكريم ... ليس كل المعاني تكون بما تظهر عليه ... لذا وجد علم التفسير ... و إلّا لما احتجنا لتفسير القرآن !!! أرجو أن تكون أكثر موضوعية ...
وأبدأ بإذن الله تحليلي لهذه الآيات .. يبدأ المدح في أول كمله من هذه الايات حين يقول الله عز وجل ( إلا تنصروه فقد نصره الله ثاني إثنين إذ هما في الغار..) في الآية الكريمة عتاب من الله لم تخاذل عن نصرة رسوله وإستثنى صاحب رسول الله من العتاب إذ انه من خرج معه بمعنى أن خروج رسول الله مع صاحبه أبي بكر كانت أولى خطوات نصر الله له.. بالله عليكم هل هناك فضل أكبر من أن يكون أبو بكر ثاني إثنين حبيب الله ورسوله أولهما؟؟ ومن يصفه بهذا الوصف ؟؟ إنه رب العالمين من فوق سبع سماوات. كذلك يذكر أن الذين أخرجوه هم الذين كفروا وهنا أسأل هل أبو بكر كان ممن أخرجه أم خرج معه؟؟ شتان بين الحالتين.
يا كريم ... هل تقصد بأنّ كل من بقيَ في مكة كان ممن أخرجه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ؟؟؟!!!
هل تقصد أنّ كل من بقي خذله و لم ينصره ؟؟؟!!!
أنت بقولك هذا تحاول قول أنهم جميعا قد خذلوه باستثناء من خرج معه !!!!!! و سبحان الله في تحريف المعاني !!!!
الآية هنا تخبر عن قوم خذلوه ... و تخبر بأنّه لا حاجة له ( صلى الله عليه و آله ) بنصرهم ... فقد نصره الله تعالى ...
فما موقع هذا الصاحب في هذا الجزء من الآية و هل له مديح فيها ؟؟؟
( إلا تنصروه فقد نصره الله ثاني إثنين إذ هما في الغار..)
الآية هنا تخبر عن نصر الله لرسوله ( و جاء النصر بصيغة المفرد ) و تذكر بأنهم قد خرجوا اثنين ... و نحن لا نختلف بأنهم كانوا اثنين ... فهل من فضل ؟؟؟
فقول اثنين دلالة على العدد ليس إلا ...
و لاحظ النصرة هنا جاءت للرسول الكريم وحده !!! مع أنهما اثنين !!! لماذا لم يقل جلّ و علا : ( فقد نصرهما الله ) لو جاءت بهذه الصيغة لقلت لك هذه فضيلة ... لكن الله لم يذكر نصرته للصاحب !!!
و قال جلّ و علا في محكم آياته :
"وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" الروم الآية 47 .
ثم يقول الله عز وجل (إذ يقول لصاحبه ...) سوف أوفر على الأخت الكريمه عناء الرد بأن الصحبه قد تكون بين مؤمن وكافر وبين كافر وكافر وحتى بين حيوان وإنسان وبذلك لا يكون هناك فضل للصحبه.. فأقول بعد التوكل على الله أن كلمة صاحب لا تطلق على غير المخلص لمن معه سواء كان كافر مع مؤمن أم مؤمن مع مؤمن أو حتى حيوان مع إنسان فالكلب في قصة اهل الكهف كان مخلصاً للفتية وإلا لما كان معهم وأصحاب يوسف عليه السلام في السجن كانوا مخلصين له والكثير الكثير من الىيات التي تدل على ذلك ولو وسع المجال لذكرتها جميعا وهنا أطلب من الأخت الكريمه أن تأتيني بآية واحده من القران الكريم ولن اطلب اكثر من ذلك فيها لفظ الصاحب يدل على الغدر والخيانه والنفاق ... اكرر أيه واحده فقط.
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الأعراف : 184]
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف : 39]
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً [الكهف : 34]
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف : 37]
قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ... [سبأ : 46]
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم : 2]
فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر : 29]
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ [التكوير : 22]
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ... و هل تمعّنت أنت يا كريم في ما جئت به من آيات ؟؟؟!!!
نعم الصحبة تكون بين المؤمن و المؤمن و بين المؤمن و الكافر و بين أي اثنين يشتركان في أمر معا و إنا كانا مختلفين ...
قبل أن أتطرّق لبعض ما جئت به من آيات ...
أقول لك انظر لصيغة الحوار في المنتديات ...
سترى المسلم عندما يحاور نصرانيا أو العكس يتجنّب قول أخي ( فالأخوة بين لمؤمنين فقط ) فيخاطبه بـ ( يا صاحبي ) !!!
و أعجب من كلامك في هذا ...
رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يجيبك بلغة أشرف العرب و أفقههم في لغة القرآن الكريم فيقول :
صحيح مسلم - صفات المنافقين وأحكامهم - باب - رقم الحديث : ( 4983 )
- حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : أسود بن عامر ، حدثنا : شعبة بن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس قال : قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئاًً عهده إليكم رسول الله (ص) فقال : ما عهد إلينا رسول الله (ص) شيئاًً لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني : ، عن النبي (ص) قال : قال النبي (ص) في أصحابي إثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ، و أربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.
الرابط :
!!!!
طلبت مني آية واحدة ... لن آتيك بآيات جديدة بل من الآيات التي استشهدت بها دون أن تتعمّق في معناها :
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الأعراف : 184]
من الذين كانوا يظنون أن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) به جنّة ؟؟؟
هل هم المؤمنين أم المنافقين و الكفّار ؟؟؟
فهل تقصد بأنّ المنافقين و الكفّار كانوا مخلصين للرسول الأكرم ( صلى الله عليه آله ) ؟؟؟
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً [الكهف : 34]
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُأَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف : 37]
هذه الآيات أشهر من أن تستشهد بها ...
هل تقصد بأنّ الصاحبين هنا مؤمنين مخلصين لبعضهما ؟؟!!!
و ها هو الصاحب يخاطب صاحبه : أكفرت !!!
قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ... [سبأ : 46]
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم : 2]
فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر : 29]
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ [التكوير : 22]
!!!!
أين الصحبة التي تعنيها في هذه الآيات !!!
على كلّ حديث رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ينسف ما تؤوّله من مفهوم الصحبة !!! فهو يقول في أصحابي 12 منافقا ... فهاهو أشرف الخلق أجمعين و أفصحهم يصف المنافقين بالصحبة !!!
|