هوس منع الإختلاط وصل إلى الدعوة لمقابر خاصة بالنساء
بتاريخ : 31-03-2010 الساعة : 03:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
عجبي أن يصل حجم مشكلة الأختلاط مداها وتصل حتى الأموات .. كل يوم نقرأ ويتحفنا المتخلفون بأفكار جهنمية ليبعدوا هذا المخلوق المسمى المرأة عن الرجل الذي يصورونه كمن لا حول له ولا قوة أمامها !! .. فهناك من المخابيل من أصبح همه منع الأختلاط في كل مكان بل أصبح شغلهم الشاغل حتى وصل الأمر بهم أن يفكروا ويدعوا بعزل المقابر وتخصيصها واحدة للرجال وأخرى للنساء !!.. وصلني ايميل عن هذا الموضوع وبحثت عنه فوجدته في صحيفة عكاظ الألكترونية
والموضوع في ذمة صحيفة عكاظ
لأنه منقول منها
يا أمان الخائفين رحمتك عبده خال
أحيانا تكون فنتازيا الفن ما هي إلا تقريب لواقع سريالي.
وما قدمه مسلسل طاش ما طاش في إحدى حلقاته عن الموقف من المرأة بتحديد شوارع للنساء وشوارع للرجال كي يتم القضاء على الاختلاط إلا قفزة في الهواء للتندر على الواقع المعاش وما يعانيه هذا الواقع من افتراق حاد وابتعاد عن روح العصر المنشغل بالاختراعات وتقدم خطوات نحو رفاهية الإنسان وتأمين سبل حياتية متقدمة وآمنة من خلال ابتكار الوسائل الانتاجية سواء على المستوى المعرفي أو المادي.
بينما انشغل مجتمعنا بمسك الحبل والشد في اتجاهات مختلفة، واختاروا أن يكون حبلهم هو المرأة، هذا الكائن الذي قامت حوله معارك لم تنته إلى الآن وربما سندخل منتصف الألفية الثالثة ونحن نشد الحبل.
مرة نشده لنغلق الطرقات على قيادة المرأة للسيارة، ومرة على منع دخولها سوق العمل ومرة على صيانتها من ذئاب البشر ومرة بمنعها من ممارسة أعمال خاصة بالرجال ومرة منعها من مزاولة الرياضة ومرة اعتبار حضورها حضورا شيطانيا.
وفي هذه الفترة ارتفعت راية الحرب على الاختلاط حتى بلغ الأمر المناداة بإعادة النظر في الاختلاط الحادث في الحرمين الشريفين وأعتقد أن المسألة لن تنتهي هنا، فأمامنا أيام الحج وهذا يعني أن الدعوة ربما تصل إلى تحديد مواقيت للنساء ومواقيت للرجال لمزاولة شعائر الحج، كأن يقف الرجال نصف يوم عرفة والنصف الآخر للنساء أو العكس وأن لا يبيت النساء في منى أو أن تقسم منى إلى نصفين وأن لا ينفر الرجال والنساء سويا.
ليس هذا من باب التكهن لما يمكن أن يتفوه به أحد بل لأن ما يحدث يفوق أي تصور يمكن أن يخطر ببال عاقل، فبعد قضية الاختلاط المثارة حاليا انبرت فئة تناصر الشيخ (الذي ألصقت به دعوة هدم الحرم) بتجريم الاختلاط بأي صورة كانت..
ومن عجائب وغرائب هؤلاء المناصرين دعوة أخذت تجوب منتديات الشبكة العنكبوتية يطالب أصحابها بتخصيص مقابر خاصة بالنساء كي لا يحدث اختلاط بين الموتى!!
إيه والله، هذه هي الدعوة الجديدة، وهذه هي موقعة الاختلاط الجديدة، فأحد هؤلاء المناصرين اكتشف أن الموتى يختلطون في مقابرهم من غير تنبه العلماء والمشايخ لهذا الاختلاط المحرم، فانبرى لمنع فعل محرم بين الموتى يقول صاحب الدعوة (مع ملاحظة إبقاء أسلوبه وأخطائه كما هي):
(من خلال زيارتي للمقابر لزيارة الموتى والدعاء لهم اكتشفت شىء لم يتطرق الية كثير من المشائخ والعلماء وهو في نظري من الضروريات فوجدت ان جميع المقابر يدفن بها الموتى من الرجال والنساء معآ !
في الحقيقة ان اعتبر هذا نوع من انواع الاختلاط ، فكيف تدفن امرأة اجنبيه بجانب رجل؟؟)
وقد ساق حججا واهية بأن حرمة الميت كحرمة الحي (وهو استدلال ليس في مكانه) وأنهى دعوته بقوله:
(اننى حقيقتآ اعتب على جميع العلماء والمشائخ الذين لم ينكرو على المسلمين مثل هذه الافعال وفي نفس الوقت اطالب وزارة الشئون الاسلامية بوضع مقابر خاصة بالرجال ومقابر خاصة بالنساء)
هذه هي عظمتنا فيما نقدمه للعالم من احتراب على أمور عبرتها الأمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آخر صحابي عاش لم يلتفت إليها إلا نحن الذين نرى أننا نصلح الكون أكثر وأدق من الأولين.
وأنا أقترح على أنصار الشيخ رفع شعار وأد كل امرأة كي لا يبقى شيطان على الأرض.