بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد والعن اعدائهم
قال الذهبي في كتابه " سير أعلام النبلاء " :
هو سمرة بن جندب بن هلال الفزاري .
(( عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعشرة _ في بيت _ من أصحابه : آخركم موتاً في النار، فيهم سمرة بن جندب .
قال أبو نظرة : فكان سمرة آخرهم موتاً .
عن أنس بن حكيم قال : كنت أمرّ بالمدينة، فألقى أبا هريـرة، فلا يبدأ بشيء حتى يسألني عن سمرة، فإذا أخبرته بحياته فرح فقال : إنا كنا عشرة في بيت فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوهنا ثم قال :
آخركم موتاً في النار ، فقد مات ثمانية ، فليس شيء أحب إليّ من الموت .
عن ابن طاووس ... قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة وسمرة بن جندب وآخر: آخركم موتاً في النار، فمات الرجل قبلهما، فكان إذا أراد الرجل أن يغيظ أبا هريرة يقول : مات سمرة فَيُغشى عليه ويُصْعق ، فمات قبل سمرة )) . ج 3 ، ص 183- 185 ، ترجمة رقم 35 .
ويقول ابن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة وفي ترجمة المذكور :
(( وتوفي سمرة ... وسقط في قدر مملوءة ماء حاراً ،كان يتعالج بالقعود عليه من كُزاز شديد أصابه ، فسقط فمات فيها )) .ج 2 ، ص 555 ، ترجمة رقم 2242
و الكزاز : داء يأخذ من شدة البرد و تعتري منه رِعدة، انظر : لسان العرب لابن منظور
لقد قرأت أخي الكريم قبل قليل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لهؤلاء الصحابة ومنهم سمرة : آخركم موتاً في النار .
وقرأت أيضاً أن سمرة سقط في قدر فاحترق .
ولكن البخاري و ابن حجر، ومن على شاكلتهم ونهجهم أرادوا أن يخرجوا سمرة من وحل التاريخ، فقالوا : آخركـم موتاً في النـار ( يعني نار الدنيا ) أي سقوطه في القدر المملوءة بالماء الحار! وقصدوا من ذلك أنه من أهل الجنة، والنبي الاكرم كان يعني نار الدنيا! ولكن هذا التاريخ بين أيدينا فلنتصفحه ولنقرأ ما فيـه، وهل أن هؤلاء صدقوا في ادّعائهم ذلك .
رجاء البيهقي .. يؤكد لنا أن سمرة في النار !
قال ابن عبدالبر القرطبي في كتابه الاستيعاب :
(( سمرة بن جندب ... سكن البصرة ، وكان زياد يستخلفه عليها ستة أشهر، وعلى الكوفة ستة أشهر، فلما مات زياد استخلفه على البصرة فأقرّه معاوية عليها )) .ج 2 ، ص 213 - 214 ، ترجمة رقم 1068 .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : (( وقتل سمرة بشراً كثيراً ! ... ما في الأرض بقعـة نَشِفت من الدم ما نشفت هذه – يعنون دار الإمارة – قتل بها سبعون ألفاً ...، قيل : من فعل ذلك ؟ قال : زياد وابنه وسمرة .
قال أبو بكر البيهقي : نرجو له بصحبته )) !! ج 3 ، ص ، 185 ترجمة رقم 35 .
أقول :
إن البيهقي يرجو لسمرة النجاة من النار بصحبته للرسول الأكرم !
وهل الصحبة مع كل تلك الجرائم التي ستمر عليك تُدخل الصحابي الجنة ؟ !
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة :
(( وكان سمرة بن جندب من شرطة زياد )) .ج 4 ، ص 77 ، فصل في ذكر المنحرفين عن علي ، طبعة دار إحياء الكتب العربية
ويقول :
(( جاء رجل من أهل خراسان إلى البصرة ، فترك مالاً كان معه في بيت المال ، وأخذ براءة ، ثم دخل المسجد فصلى ركعتين ، فأخذه سمرة بن جندب ، واتّهمه برأي الخوارج فقدّمه فضرب عنقه ، وهو يومئذ على شرطة زياد ، فنظروا فيما معه فإذا البراءة بخط بيت المال !
فقال أبو بكرة :
يا سمرة ! أما سمعت الله تعالى يقول : { قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى } الأعلى – 14-15 .
فقال : أخوك أمرني بذلك .))
ويقول ابن أبي الحديد أيضاً :
(( قدم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فأتيناه فإذا هو سمرة بن جندب ! وإذا عند إحدى رجليه خمر ، وعند الأخرى ثلج !
فقلنا : ما هذا ؟ قالوا : به النّقْرس ، وإذا قوم قد أتوه فقالوا : يا سمرة ما تقول لربك غداً ؟ تؤتى بالرجل فيقال لك هو من الخوارج فتأمر بقتله! ثم تؤتى بآخر فيقال لك ليس الذي قتلته بخارجي ! ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته فشبّه علينا ، وإنّما الخارجي هذا ، فتأمر بقتل الثاني !!
فقال سمرة : وأي بأس في ذلك، إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة ! وإن كان من أهل النار مضى إلى النار .)) نفس المصدر السابق ص 77-78 .
عناد و جرائم سمـرة :
ويقول أيضا ابن ابي الحديد : (( كان لسمرة بن جندب نخل في بستان رجل من الأنصار ، فكان يؤذيه ، فشكى الأنصاري ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فبعث إلى سمرة فدعاه فقال له : بع نخلك من هذا وخذ ثمنـه .
قال : لا أفعل !
قال : فخذ نخلاً مكان نخلك .
قال : لا أفعل !
قال : فاشتر منه بستانه .
قال : لا أفعل ! .
قال : فاترك لي هذا النخل ولك الجنة . قال : لا أفعل !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصاري : اذهب فاقطع نخله فإنه لا حق له فيه .
- و قيل - : كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسين عليه السلام إلى الكوفة، على شرطة عبيدالله بن زياد، وكان يحرّض الناس على الخروج إلى الحسين عليه السلام وقتاله )) .
وجاء في شرح النهج أيضا :
(( أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي عليه السلام، { ومن الناس من يُعْجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشْهد الله على ما في قلبه وهو أَلَدّ الخصام وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفْسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد } البقرة / 204-205 .
وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجـم ، وهي قوله تعالى : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله } البقرة / 207 .
فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف ، فقبل وروى ذلك )) .ج 1 ، ص 361 ، في أن جماعة من البغداديين ذكروا أسماء بعض المنحرفين عنه ، طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت .
و ذكر الطبري في تاريخه في أوائل أحداث سنة خمسين :
(( ... محمد بن سليم قال : سألت أنس بن سيرين هل كان سمرة قتل أحداً ؟ قال : وهل يُحْصى من قتل سمرة بن جندب !!
استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس ، فقال له : هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً ؟
قال : لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت ! )) المجلد 3 ، ج 5 ، ص 120 - 121 ، الطبعة الثانية 1407 هـ بيروت
وفيه أيضاً : عن أبي سوار العدوي قال : قتل سمـرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً قد جمع القرآن )) .
هذه نبذة يسيرة ذكرناها عن هذا الصحابي العدل !! الذي لا يجوز الطعن فيه !! ويجب عدم ذكر اسمه كما فعل البخاري في صحيحه وقام بإخفاء اسمه !!