و على طارح الموضوع أن يطرح سؤالا : هل الله يصدر حكما ثم يتراجع عنه ؟؟!!
هل الله يطلق حكم الرضى على أناس ثم يغير حكمه ؟؟
و هل عندما رضي الله عنهم لم يكن يعلم بما سيكون من حال المرضي عنهم بعد ذلك ثم تفاجأ بأمور لم يكن يعلمها فغير حكمه عليهم ؟؟!!
إدعاؤك هذا يعني أنك تفهم الشرع أكثر من الصحابي الجليل عبادة بن الصامت:
أن عبادة بن الصامت كان مع معاوية فأذن يوما ، فقام خطيب يمدح معاوية ويثني عليه . فقام عبادة بتراب في يده ، فحثاه في فم الخطيب فغضب معاوية . فقال له عبادة : إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله بالعقبة إلى قوله وأن نقوم بالحق حيث كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب . النبلاء 2 / 2 ، وتهذيب ابن عساكر 7 / 211 .
وذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبته . فقال له عبادة : أمك هند أعلم منك ، فأتم خطبته ثم صلى أرسل إلى عبادة : فنفذت رجال من الانصار معه فاحتبسهم ودخل عبادة ، فقال معاوية : ألا تتقي الله وتستحي من إمامك ؟ فقال عبادة : أليس قد علمت أني بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة أني لا أخاف في الله لومة لائم ؟ ثم خرج معاوية عند العصر فصلى ، ثم أخذ بقائمة المنبر فقال : أيها الناس ! إني ذكرت لكم حديثا على المنبر ، فدخلت البيت ، فإذا الحديث كما حدثني عبادة فاقتبسوا منه فهو أفقه مني ( 70 ) .
تهذيب ابن عساكر 7 / 213 214 .
فلماذا لم يتقبل عبادة بن الصامت رشاوي معاوية وعلى زعمك أنه رضي عنه بالمطلق, كما تقبلها أبوهريرة وهو لم يبايع تحت الشجرة, فهل ابو هريرة الصحابي أكثر عصمة؟