بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحبر السائل
اقتباس :
بالنسبة لي عندما بحثت في الموضوع ، لم أجد حديثا صحيح الإسناد يثبت أن المسيح يعاصر المهدي ، فهل تتكرم بذكر الحديث الصحيح الذي يقول ذلك ؟؟!!
لأن الحديث الصحيح في صلاة المسيح ، ذكر أن إمامهم منهم ، و لم تذكر شخصية الإمام و لا يشترط أن يكون هو المهدي نفسه ...!!!
هذا الموضوع عنوانه أسئلة للسنه عن المهدي المنتظر, و أنت تعلم يقينا بأننا نتحدث عن المهدي المنتظر و ليس عن غيره, و عليه كان استشهادك بالحديث الصحيح في صلاة المسيح خلف المهدي و هذا كان رأيك و استنتاجك في مشاركه سابقه لك:
اقتباس :
كون أن المسيح عليه السلام يصلي مؤموما فهو يصلي بإرادته هو ، فحسب الرواية يتأخر الإمام في الصلاة ليؤمهم كلمة الله و لكنه لمّا رأى أن الصلاة قد أقيمت أشار إليهم أن يؤمهم إمامهم .. و هذا تشريف لنا أكثر من كون أن الإمام أعظم من المسيح او ما شابه .. و هذا فعله الرسول صلى الله عليه و سلم من قبل ، فقد حضر صلاة كان يؤمها عبد الرحمن بن عوف و صلى الرسول مؤموما .. و لا يعني هذا أفضلية من أمّه في الصلاة عليه ...!!
تقول الآن بأن الحديث الصحيح في صلاة المسيح فقط ذكر امامهم منهم و انه لا يشترط ان يكون هو المهدي نفسه,
لماذا استشهدت به اذن في مشارتك السابقه اذا علمت بأن موضوعنا عن المهدي المنتظر؟!
سأعتبر هذا تراجعا منك, او خلط و سوء استدلال ينم فقط عن ضعف في معلوماتك.
لكني أميل الى الرأي الاول اي هو تراجع منك,
لأني اعلم و انت تعلم جيدا مغزى ان يصلي المسيح عليه السلام خلف الامام المهدي المنتظر.
سأتكرم عليك و اضع بعض اقوال علمائك في صلاة المسيح خلف الامام المهدي المنتظر:
أورد البخاري في باب نزول عيسى بن مريم هذا الحديث عن ابي هريره قال: "قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم, و إمامكم منك؟ "
و روى مسلم في صحيحه هذا الحديث عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا تزال طائفه من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامه. قال فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول: لا ان بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الامه"
لقد علّق على هذين الحديثين الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد و هو سلفي, في كتابه "عقيدة أهل السنة و الأثر في المهدي المنتظر" اذ قال:
" فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين تدل على أمرين:
أحدهما: أنه عند نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من السماء يكون المتولي لأمرة المسلمين رجل منهم،
والثاني: أن حضور أميرهم للصلاة وصلاته بالمسلمين وطلبه من عيسى عليه الصلاة والسلام عند نزوله أن يتقدم ليصلي لهم يدل على صلاح في هذا الأمير وهدى، وهي وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي إلا أنها تدل على صفات رجل صالح يؤم المسلمين في ذلك الوقت وقد جاءت الأحاديث في السنن و المسانيد وغيرها مفسرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين ودالة على أن ذلك الرجل الصالح يسمى محمد ابن عبد الله من ولد الحسن بن علي ويقال له
المهدي والسنة يفسر بعضها بعضا ومن الأحاديث الدالة على ذلك الحديث الذي رواه الحارث ابن أبي أسامة الذي في مسنده بسنده عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا فيقول: لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة" وهذا الحديث قال فيه ابن القيم في المنار المنيف إسناده جيد. انتهى"
هذا رابط كتاب المنار المنيف و فيه رأي ابن القيم الجوزيه بصحة اسناد هذا الحديث
ثم يقول الشيخ السلفي عبدالمحسن العباد في نفس الكتاب بعد ان استعرض جمله من الاحاديث الصحيحه الوارده في المهدي: " أقول بل الذي لاشك فيه أنه يستنبط من الأحاديث الصحيحة في شأن المهدي حصول الإخبار من الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بوجود إمام للمسلمين عند نزول عيسى بن مريم يوافق اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبي الرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل بيته ويقال له المهدي والواجب على كل مسلم أن يصدق أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم"
سئل بن باز عن صحة الاخبار الوارده في المهدي المنتظر فقال: " المهدي المنتظر صحيح ، وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال ، وهو نزول عيسى عند اختلاف بين الناس, عند موت خليفة فيخرج المهدي، ويبايع، ويقيم العدل في الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينـزل في وقته عيسى بن مريم - عليه السلام- هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة"
قال ابن حجر المكي الهيثمي في كتابه "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر" :
"قد تواترت الاخبار و استفاضت بكثرة رواياتها عن المصطفى صلى الله عليه و سلم بمجيء المهدي, و انه من أهل بيته, وأنه يملك سبع سنين, و انه يملأ الارض عدلا, و انه يخرج مع عيسى عليه الصلاة و السلام, فيساعده على قتل الدجال (بباب) لد في أرض فلسطين, و انه يؤم المسلمين, و عيسى يصلي خلفه"
وقال السيوطيفي كتابه "العرف الوردي في اخبار المهدي" وفي "شرح المواهب" نقلاً عن أبي الحسين الآبري في (مناقب الشافعي)قال: "تواترت الأخبار أن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه"
وفي الصواعق لابن حجر الهيثمي قال ما نصه:
قال (أبو الحسين الآبري): "قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بخروج المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلاً وأنه يخرج مع عيسى صلى اللّه على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه"
وقال ابن حجر ايضا في نفس الكتاب: "الذي يتعين اعتقاده ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر الذي يخرج الدجال وعيسى في زمانه ويصلي عيسى خلفه"
وقد صدّر ابن خلدون الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي بقوله:
" اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره أن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتل ويأتم بالمهدي في صلاته ويحتجون في الشأن بأحاديث خرجها الأئمة وتكلم فيها المنكرون لذلك وربما عارضوها ببعض الأخبار"
قال يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي السلمي في مقدمة كتابه "عقد الدرر في اخبار المنتظر":
" وجمعت ما تيسر وحضر، من الأحاديث الواردة في حق الإمام المهدي المنتظر، منبئة باسمه وكنيته وحليته وسيرته مبينة أن عيسى ابن مريم عليه السلام يصلي خلفه ويتابعه ونزل في نصرته، مفصحة بما خصه الله تعالى من أنواع الكرامة والفضل، موضحة لما يمحو الله تعالى به من الظلم والجور، ويظهر به من البركة والعدل، مما نقلت الأمة بروايتهم المسندة، وأودعته الأئمة في كتبهم المعتمدة، محذوفة أسانيد أحاديثه طلبا للأيجاز و التخفيف"
ولقد أفرد الشافعي السلمي فصلا كاملا لاثبات صلاة عيسى عليه السلام خلف المهدي المنتظر.
و ذكر هذه الأحاديث:
عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى ابن مريم، كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول عيسى: أما أقيمت الصلاة لك. فيصلي خلف رجل من ولدي" أخرجه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، في معجمه، وأخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه ".أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المهدي منا، يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام.
أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق، حتى ينزل عيسى ابن مريم عند طلوع الفجر، ببيت المقدسي ينزل على المهدي، فيقال: تقدم يا نبي الله، فصل بنا. فيقول: هذه الأمة أمر بعضهم على بعض ".
أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري في سننه
هل تريد المزيد؟
اقتباس :
و أما بالنسبة للقائمة التي وضعتها ، فليس عندي ملاحظات عليها إلا اثنتين :
اقتباس :
الأولى : أن الحسن بن علي رضي الله عنه ، يدخل ضمن الخلفاء الراشدين و إن كانت مدة خلافته لا تتعدى الشهرين و ذلك أنه أتمّ الثلاثين سنة التي أخبر عنها الرسول بأنها زمن الخلافة الراشدة الأولى و التي بعدها يأتي النظام الملكي ثم تعود الخلافة من جديد في آخر الزمن .. و كثير من الناس يقولون أن عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء الراشدين نظرا إلى أن الحسن بن علي لم يحكم إلا مدّة لا تذكر .. و لكن في رأيي أنه يدخل لأنه متمم الثلاثين السنة الواردة في الحديث المشار إليه .
هل تريد ان تحذف اسم عمر بن عبدالعزيز و تضع الحسن بن علي؟ ام تضيف الاثنان معا؟
اقتباس :
الثانية : المهدي محمد بن عبد الله ، ليس من الثابت أنه سيكون الأخير .. قد يكون الأخير و قد لا يكون الأخير ، لكن قطعا هو ضمن الخلفاء الراشدين .
لكنك قلت في مشاركه سابقه لك:
اقتباس :
إن كان المهدي سيعاصر المسيح عليه السلام فسيكون هو آخر المقصودين في الحديث المشار إليه ..
لقد استعرضنا رأي علمائك و ما تواتر لديكم بأن المهدي المنتظر سيعاصر المسيح عيسى و ان المسيح سيصلي خلفه.
هل تقر بأن الامام المهدي آخر الخلفاء الاثنى عشر الآن و توافق علمائك؟ ام لك رأي آخر يخالف هذه الآراء؟؟
اقتباس :
و الأمر الآخر ،،
اقتباس :
من الروايات التي تذكر المهدي هذا الحديث الذي نصه :-
"يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته بين الركن والمقام فيجهز إليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام وينشأ رجل بالشام أخواله من كلب فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله فتكون الدائرة عليهم فذلك يوم كلب الخائب من خاب من غنيمة كلب فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيعيشون بذلك سبع سنين أو قال تسع "
الراوي: أم سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/318
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
فالمهدي يظهر بعد موت خليفة ،، و هذا معناه أن هناك خلفاء قبل المهدي ... و نادرا ما يستخدم الرسول كلمة " خليفة " إلا و يقصد الخلفاء لأنه بإمكانه أن يقول : عند موت حاكم ... و عليه ، فلا عجب أن يكون هناك خلفاء قبل المهدي و ربما كان هناك خليفة راشد قبله ..!
و هذا من ضمن الأمور التي لفتت إنتباهي عند قراءتي للأحاديث التي تتكلم عن المهدي ، و جدت أنه يظهر بعد موت خليفة ، و يحدث إختلاف بين الناس عند موت ذلك الخليفة ، فجعلني أتساءل : هل معنى هذا أن الخلافة سترجع قبل المهدي ، حتى يسمي الرسول الحاكم "خليفة " ؟؟!! في حين كان بمقدوره أن يقول : " يكون اختلاف عند موت ملك " أو " يكون اختلاف عند موت حاكم " ..!!!
و أخبرتك سابقا أن الروايات التي تتحدث عن الغيبيات المستقبلية كثيرة و غالبها ضعيف ، فمن استعجل المستقبل قبل أوانه سيجد صعوبة في الجزم بالمستقبل ، إلاّ أن يتمكّن من جمع جميع الروايات الصحيحة و الربط بينها ، وهذا اجتهاد لا أرى منه جدوى و هناك ما هو أهم ..!!
عفوا أخي استدلالك واهٍ وضعيف من عدة وجوه:
اولا: كلمة خليفة في الفكر السني ليس لها اي دلالات مثل ما تريد ان ترمي اليه. معاويه و يزيد كان يطلق عليهما "خليفه المسلمين" و "أمير المؤمنين" و أحيانا "أمام المسلمين". بدليل اغلب علمائكم اعتبر يزيد و معاويه و مروان بن الحكم من الخلفاء الاثنى عشر الذين يعز بهم الله الدين كما ورد في صحيح مسلم.
ثانيا: كلمة "حاكم" لم تكن تستعمل في صدر التاريخ الاسلامي الاول.
ثالثا و الأهم: خروج المهدي المنتظر يكون في زمن ظلم و جور و فساد في الارض, اذن الخليفة الذي تتحدث عنه سيكون حتما خليفة جور و ظلم.