دبابيس
الدبوس الأول
إلى سياسيينا الأشاوس
يبدو ومن خلال ومجريات الأوضاع في العراق قرر قلمي المتواضع الرجوع إلى الدبابيس التي قررت في فترة إن أتركها لعدم ممازجة بعض الأعضاء في منتدانا مع ما أكتبه في هذه الدبابيس من مواضيع مع أرائهم ولكن ليعذرني قراء دبابيسي في إن رجعت إليها لأن الأوضاع تستوجب منا ذلك إن نكتب هذه الوخزات عسى من الله إن يقراها أحد من مسئولينا لكي توخز ولو بقدر ضئيل وطنيته وعراقيته التي طالما زايدوا بها قادتنا واعتبروها أكثر عراقية من أي مواطن عراقي بسيط وأنهم يعملون لخدمة بلدهم وشعبهم ولكن العكس هو الصحيح فكل مواطن عراقي بسيط هو الوطني الصحيح والذي أقف له احتراماً له وإجلالاً وهو الذي يجب إن نضعه في حدقات عيوننا وهو الذي تحمل ما تحمل من عهود النظام البائد ولحد الآن يكتوي بسياسات المراهقين والطائفيين وأصحاب النزوات مما أضحوا هم من يهدد عراقنا الحبيب بالتقسيم وضياع هوية العراق الأصلية وما أكثرهم في بلدنا وفي ساحتنا السياسية.
يقول الأمام الاوزاعي وهو من أئمة العامة وله قول جميل حبذا لو نسمعه وهو يقول (إذا الله أبتلى قوماُ بسوء منع عليهم العمل وأعطاهم الجدل)وهذا ما نحن عليه الان في كثرة الجدل بين قادتنا وهذا يصرح عن قرب التوصل إلى تسمية رئيس الوزراء وهذا يقلب الموازين علينا فيصرح بأنه لا زال الطريق طويل لتسمية رئيس الوزراء وهكذا دواليك في تصريحات ما أنزل الله بها من سلطان حتى أخر التصريحات لأحدهم إن البرلمان لن ينعقد حتى يتم تسمية رئيس الوزراء والتوافق على اسم رئيس الوزراء وكأن البلد متوقف على هذا الكرسي(مصيبة المصائب) ولا توجد أمور أخرى مهمة مثل خدمة الشعب والوقوف على القضايا المصيرية الخاصة بالبلد منها التعامل مع الكويت والتي بدأت تمس السيادة العراقية وغيرها من الأمور.
ولكن النائب المحترم من حقه يقول ذلك لأن بدخول الذي من كتلته إلى كرسي رئيس الوزراء سوف يضمن بوصوله إلى ما يريده من الحصول على كرسي ومصالح نفعية ضيقة على حساب شعبه الذي أنتخبه.
وكل يوم يتم تأخير نتائج الانتخابات لأن كل يوم يخرج من يطعن في الانتخابات وأخرها أنه سوف يتم تأخير المصادقة عليها لمدة عشرة أيام لتقديم اثنين من النواب الفائزين الأشاوس طعون في استبعادهم وعلى هالرنة طحينج ناعم.
فأين لنا سياسيين يمتلكون قلب الملك فيصل الأول ووطنية عبد الكريم قاسم والحنكة السياسة لنوري السعيد.
الدبوس الثاني
الأخت العاقة الكويت
الكويت دولة تسكن جنوب جارها الكبير العراق وهي معروفة لدى الجميع ولكن هذه الأخت العاقة كانت وحسب اعتقادي المتواضع قد شربت من حليب الاصطناعي ولذلك عقت عن أخواتها التي رضعن من ثدي أمهنَّ فلذلك كانت وطوال عهدها منذ استقلالها من عام 1963 عن العراق بعد استقلالها كانت قضاء تابع إلى لواء البصرة تشعر بعقدة النقص تجاه العراق وعملت بكل مافيها من قوة على النيل من العراق وشعبه وكانت تعاقب الشعب في كل مجريات الأمور فهي التي كانت المحور الأساسي في استشهاد الزعيم الراحل عبد الكريم وإطفاء شعلة ثورة 14 تموز التي كانت تمثل حلم المعدمين والفقراء وهي التي أتت بالطائفي عبد السلام عارف إلى السلطة وبدا مسلسل الطائفية وقهر الشيعة منذ ذلك الوقت ثم وفي عهد صدام هي التي دفعت بالصنم إلى محاربة الجارة إيران ودفعت هذه الحرب بملايين من الشباب إلى الموت وترمل العوائل وتيتتم الأطفال في حرب لا ناقة لها فيها العراق ولا جمل إلا كان العراق يحارب نيابة عن دول الخليج والكويت والذين كانوا بكل وسائل الدعم اللوجستي والمادي والتي أصبحت الآن ديون تطوق كاهل الشعب العراقي والتي يحرص الكويتيون على المطالبة بها وإبقاء العراق تحت البند السابع لمعاقبة الشعب العراقي نتيجة سياسات لدكتاتور اكتوى به شعبنا أكثر من الكويت لو كانوا يعرفون أي معنى للفهم ووصل الأمر إلى اعتقال صيادينا العراقيين وضربهم وسبهم بل والأكثر من ذلك الطلب من السفن التي ترسو في ميناء خور عبد الله برفع العلم الكويتي في محاولة لانتقاص السيادة العراقية وحادثة الخطوط الجوية العراقية معروفة للجميع ويعرف العراقيون كلهم دور الكويت في ما بعد السقوط وما تلاها من فوضى من حرق لمؤسسات الدولة كان الكويتيون لهم ضلع كبير فيها ولكن تغاضى عنها شعبنا بحجة أنهم لهم ثار عندنا وإن الدكتاتور الصنم فقد فعل بهم أكثر من ذلك وكل هذا يجري والحكومة لا تحرك ساكن لأن سياسيينا مشغولون بما هو أهم من سيادتنا العراقية وكرامتنا وهو التسابق على كراسي الحكم التي هي من أولويات قادتنا في العراق أما البقية فهي ثانوية ولاتأخذ بالحسبان.
ولسوق لكم حادثة عن نوري السعيد في كيفية التصرف السياسي المحنك لديه في الثلاثينات جاء البريطانيون على نوري باشا وقالوا يجب إن تعترف بالكويت وفي حالة امتناعك فإن وزراتك وحياتك السياسية تكون مهددة عندها وبذكاءه السياسي قال إن الأمر ليس بيده بل بيد البرلمان فإذا وافق فسوف أعترف بها فوافقوا على المقترح عند ذلك اتصل بأعضاء حزبه الدستوري وقال لهم سوف أرفع إلى البرلمان مقترح الاعتراف بالكويت وأنتم عارضوا هذا المقترح وادعوا الخروج من الحزب وسقطوا الوزارة وقولوا هذا بيع للوطن وخيانة له وفعلاً حصل ما أراد نوري باشا وسقطت وزارته التي كان يرأسها وتشكلت وزارة برئاسة العمري المعارضة التي رفضت القرار جملةً وتفصيلاً.
وسألوه بعد ذلك عن كيف تترك المنصب من خلال هذا العمل قال لهم (رحمه الله) :أنا سياسي صحيح ورجل بريطانيا لكني لا أخون العراق وإني إن خنته سوف انتحر ولا أريد إن انتحر ويقال عني خان بلده.
فهذا هو معيار الوطنية لدى السياسي الذي يقود العراق ويا أيها الأخت العاقة الكويت لا تبني حساباتك على ضعف العراق فكم ما أصاب العراق وشعبه من ضعف وبؤس وشقاء ولكنه نهض من جديد فهو شعب حضارات وشعب حي والتاريخ يشهد على حيوية العراق وتأصله وعمقه في تكوين وإنجاب الرجال ذوو السفر العظيم والخالد فهو بلد الأمام علي والحسين والعباس والأئمة الأربعة من صلب الحسين ويأتي اليوم الذي يقف العراق على قدميه انشاءالله وعند ذلك اليوم يكون لكل حادث حديث ويبقى العراق جاركم الكبير ولا تستطيعوا إن تغيروا جغرافية الأرض أو تزيلوه لأن هذا هو من المحالات والتي لا تستطيعون أنتم ولا عشر دول من أمثالكم الصغيرة إن تحركوا من هذه الجغرافية أو من العراق.
الدبوس الثالث
الأخوة الأكراد
نحن نكثر من العتب على الأخوة الأكراد لأنهم أحبابنا وكما يقول المثل((المحب يعتب)) ولهذا نلاحظ إن كثير من الإرهاصات الكردية هي لا تدخل في مصلحة العراق وشعبه فنلاحظ وفي خضم المخاض العسير لولادة الحكومة والتجاذبات السياسية نلاحظ إن الأخوة الأكراد في واد والعراق في واد أخر ولا يهمهم ما يعانيه الشعب من محن وماسي فنلاحظ هم يصرحون بتصريحات لا تمس الواقع العراقي الحالي فهم قد ركزوا ومن خلال كل اجتماعاتهم على تشكيل الوفد الكردي لمناقشة وحل المشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة المركزية وأهمها تقف بالطبع المادة(140) من الدستور التي صيغت ومع كل الأسف من قبل هوى الأكراد وتم تمريرها على الذين صاغوا بالدستور وببلادة هؤلاء المشرعين تم أقرارها مع العلم إن الناحية القانونية قد أنهى العمل ولكن هم في شغل دائم لهذه المادة وكذلك المناطق المتنازع عليها وهم كما من قبل في مسألة المحاصصة يطالبون بوزارتين سيادية هم النفط والمالية وقرروا ترك الخارجية لأنهم أخذوا واستفادوا ما استفادوا من عمل وزيرهم الكردي في فتح قنصليات في كل البلدان التي أقاموا علاقات معهم بها والآن جاء دور هذه الوزارتين لما تمثل من منجم للأموال التي يحسبون ويبنون عليها في تطوير إقليمهم ولو شاهدنا كل النقاط التي يركزون فهي مسائل بحتة خاصة بهم لا تشكل همٌّ عراقي أو محنة من محنهم ولكنها هموم يمكن حلها بالتحاور والنقاش بعد تشكيل الحكومة واستقرار الأوضاع ولكن يبدو من خلال استقرائي للوضع والتي يعرفها كل العراقيين إن الله أبتلى شعب العراق بالوقوع بين فكي كماشتين واحدة في الجنوب الكويت والأخرى في الشمال الذين لا يألون ذخراً في سحب البساط من تحت أقدامنا لكي يحققوا بهذا السحب كل مصالحهم الداخلية وبغض النظر عن مدى ما يعانيه شعبهم العراقي في الوسط والجنوب من محن وبؤس ومضرة لشعبهم الذين هم يقولون هم عراقيين ولكن من خلال الواقع هم عراقيين بالاسم فقط أما الفعل فهم لهم دولتهم وكيانهم الذين مستعدين إن يفعلوا أي شيء ولو على حساب الشعب العراقي والبلد في سبيل تحقيق غاياتهم التي هي ابعد ما تكون في تصوري المتواضع والبسيط تحقيقها وهم عندما تعتدي دول الجوار يتنادون بأن الحدود والسماء والأرض عراقية ولكن الواقع هو عكس ذلك وكما يقول المثل (اسمع أخبارك أتعجب أشوف أحوالك أتعجب أكثر).
فلا داعي إن نعيد ونكرر ما قلناه سابقاً ولا تعتبروا لدولة المحتل هي ضمانة لكم وعندما تم فتح قنصلية لأمريكا في أربيل هو نصر كبير يوازي الانتصارات الكبرى وكما صرح بذلك ممثلكم قباد الطالباني أبن مام جلال والمتزوج من يهودية أمريكية أبوها واحد من رجال الأعمال الكبار واحد النشطاء الفاعلين في اللوبي الصهيوني والداعم الكبير لإسرائيل فإن مرجعكم إلى العراق لأنه هذه هويتكم وإن علاقتكم مع كل الدول هي علاقة مصالح تنتهي بنهاية مصالح الدول وهذا معروف عن أمريكا التي سرعان ما تبيع أصدقائها وعملائها عند انتهاء صلاحيتهم وحتى الدولة المصطنعة في وطننا العربي ونحن نذكركم بذلك لأنه يقول في محكم كتابه((فذكر عسى عن تنفع الذكرى))وكونوا سنداً لشعبنا ومذهبنا بالذات الذي لم يبخل عليكم في يوم في الأيام في دعمكم وإسنادكم في أحلك ظروفكم وبالطبع يعرف رئيسكم البارزاني ماذا كان يقدم أية الله السيد محسن الحكيم (قدس سره) من دعم وإسناد لأبيه مصطفى وما هي الفتاوي التي أصدرها في دعمكم وإسنادكم.
وإن لا يصرح رئيسكم البارزاني والطالباني عن أحقية القائمة العراقية في تشكيل الحكومة المقبلة في سياسة معروفة هي سياسة لوي الأذرع والحصول على المكاسب الضيقة من خلال التصريحات والتي أطلب من قادتنا السياسيين من مذهبنا الوعي والتنبه لهذه الأفعال التي تعد لم تنطلي على احد.
وتذكروا إن شعبكم بحاجة لكل إسناد من قبل الكل لكي تكون له حسنة تذكره بها على مدى الزمان ولا يتذكر الخناجر التي كانت تزرع في خاصرته وتكونون أنتم العون على ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.