كثرت في الاوانة الاخيرة التساؤلات حول قضية السيدة الزهراء عليها السلام وانكار مظلوميتها متبعين اتباع النعيق والنهيق من ابناء الوهابية وتسرب هذه الفكرة الى اذهان بعض العوام الذي ليس لهم اطلاع كافي على القضايا العقائدية
لذا سنطرح قضية الزهراء من منظار شيعي بعدما طرحناها مرار وتكرار من منظار سني
مصادر التي تتعرض لحدوث واقعة الاحراق :
1 - كتاب سليم بن قيس المتوفى حدود سنة 76 هفقد جاء فيه : ( ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، فأحرق الباب ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : يا أبتاه يا رسول الله ) (1) .
2 - الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي المتوفى سنة 334 ه، فقد جاء فيه وجمع الحطب الجزل على النار لاحراق أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب ورقية وأم كلثوم وفضة وإضرامهم النار على الباب . . . وأخذ النار في خشب الباب) (2) .
3 - إثبات الوصية لعلي بن الحسن المسعودي المتوفى سنة 346 هكما مر عليك آنفا عند التعرض لمسألة الدخول لبيت الزهراء عليها السلام .
4 - الشافي في الإمامة علي بن الحسين الموسوي ( السيد المرتضى ) المتوفى سنة 436 ه، فقد جاء فيه : ( قال - أي القاضي عبد الجبار الصمداني المعتزلي - : ( فأما ما ذكروه من حديث عمر في باب الاحراق فلو صح لم يكن طعنا على عمر لان له أن يهدد من امتنع عن المبايعة إرادة للخلاف على المسلمين لكنه غير ثابت لان أمير المؤمنين قد بايع وكذلك الزبير والمقداد والجماعة ، وقد بينا القول في ذلك فيما تقدم وان التمسك بما تواتر به الخبر من بيعتهم أولى من هذه الروايات شاذة ) . . . فأما قوله : ( إن حديث الاحراق ما صح ، ولو صح لم يكن طعنا لان له أن يهدد من امتنع من المبايعة إرادة للخلاف على المسلمين ) فقد بينا أن خبر الاحراق قد رواه غير الشبعة ممن لا يتهم على القوم ، وإن دفع الروايات بغير حجة أكثر من نفس المذاهب المختلف فيها لا يجدي شيئا ، والذي اعتذر به من حديث الاحراق إذا صح طريف ، وأي عذر لمن أراد أن يحرف على أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام منزلهما ؟ وهل يكون في مثل ذلك علة يصغى إليها أو تسمع وإنما يكون مخالفا على المسلمين وخارقا لاجماعهم ، إذا كان الاجماع قد تقرر وثبت ، وإنما يصح لهم الاجماع متى كان أمير المؤمنين عليه السلام ومن قعد عن البيعة ممن انحاز إلى بيت فاطمة عليها السلام داخلا فيه وغير خارج عنه ، وأي إجماع يصح مع خلاف أمير المؤمنين عليه السلام وحده فضلا عن أن يتابعه على ذلك غيره ، وهذه زلة من صاحب الكتاب وممن حكى احتجاج ) (3) .
5 - تلخيص الشافي للشيخ محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 هفيما نقله عن أحمد بن يحيى البلاذري المتوفى ما بين أعوام 274 - 279 هفي تاريخه فيما رواه عن المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التميمي ، عن أبي عون : ( أن أبا بكر أرسل عمر إلى علي يريده على البيعة فلم يبايع ومعه قبس ، فتلقته فاطمة عليها السلام على الباب فقالت : يا ابن الخطاب ، أتراك محرقا علي بابي ؟ قال : نعم ، وكذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء علي فبايع ) . ثم عقب الشيخ الطوسي ( قدس سره ) على الخبر قائلا : ( وهذا الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة ، وإنما الطريق أن يرويه شيوخ محدثي العامة ، لكنهم كانوا يروون ما سمعوا بالسلامة ، وربما تنبهوا على ما في بعض ما يروونه عليهم فكفوا منه ، وأي اختيار لمن يحرق عليه بابه حتى يبايع ؟ وروى إبراهيم بن سعيد الثقفي ، قال : حدثني أحمد بن عمرو البجلي ، قال : حدثنا أحمد بن حبيب العامري ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال : والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته ) (4) .
والملاحظ أن الشيخ الطوسي ( رضوان الله عليه ) يريد أن يؤسس أصلا في مجال المطاعن والمثالب وهو أن الخصم يسعى دوما إلى ستر وكتمان ما بعد شنارا وعارا عليه ، ولا يظهر أمرا إلا لعدم قدرته على إنكاره ، فهو من إظهاره يبرز أقل مقدار يمكن كشفه ويخفي أمورا أخرى ، والخبير الحاذق هو من يستطيع أن يستكشف ما يخفيه الخصم وينتقل من المظهر إلى المخفي ، وهذا ما فعله الشيخ الطوسي حيث انتقل من رواية البلاذري بإحضار النار والتهديد بإحراق الباب وربه بما روي عن الامام الصادق عليه السلام من تحقق الاحراق وحصوله بالفعل ، وسنذكر لاحقا بعض الشواهد التي تؤيد هذا الأصل .
6 - شرح نهج البلاغة لأبي حامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني المعتزلي المتوفى سنة 656 ه، حيث قال : ( فأما حديث التحريق وما جرى مجراه من الأمور الفظيعة ، وقول من قال إنهم أخذوا عليا عليه السلام يقاد بعمامته والناس حوله ، فأمر بعيد ، والشيعة تنفرد به ، على أن جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه وسنذكر ذلك ) (5)
7 - الطرف لعلي بن موسى بن طاووس المتوفى سنة 664 هنقل حديثا عن الامام الكاظم ، عن أبيه الامام الصادق عليهما السلام ، إنه كان من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام : ( يا علي ويل لمن ظلمها ، وويل لمن ابتز حقها ، وويل لمن انتهك حرمتها ، وويل لمن أحرق بابها ) (6) .
8 - تجريد الاعتقاد للشيخ أبي جعفر محمد بن محمد بن الحسن المعروف ب( نصير الدين الطوسي ) المتوفى سنة 672 ه، فقد استدل لاثبات عدم صلاحية أبي بكر بأمور منها أنه ( بعث إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام - لما امتنع عن البيعة - فأضرم فيه النار ) (7) . تجدر الإشارة إلى أن النصوص التي تحدثت عن الهجوم على بيت الزهراء تذكر أن ( عمر أقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهما الدار ) بالإضافة إلى ما صاحب ذلك من تجميع حطب لتكتمل عملية الاحراق (8) .
*******////\\\\\*******
(1) كتاب سليم بن قيس : ص 250 ط دار الفنون ، ج 2 ، ص 864 ط نشر الهادي . (2) الهداية الكبرى : ص 407 ، وكذلك في الصفحات : 179 ، 402 . (3) الشافي في الإمامة : ج 4 ، ص 112 و 119 . (4) تلخيص الشافي : ج 3 ، ص 76 . (5) شرح نهج البلاغة : ج 2 ، ص 21 . (6) عنه عوالم سيدة النساء : ص 400 ، وكذلك عن مصباح الأنوار ( مخطوط ) : ص 268 . (7) تجريد الاعتقاد : ص 250 . (8) راجع العقد الفريد ، لابن عبد ربه : ج 5 ، ص 13 ، والإمامة والسياسة ، لابن قتيبة ، ص 30 تحقيق علي شيري ، وتاريخ أبي الفداء : ج 1 ، ص 164