وردنا ألى هذه ألدنيا صغارا" لانفقه من الامور شيئا" كبرنا
ترعرعنا , ونشأنا يوما" بعد يوم نكبر وتكبر معنا آمآلنـــــا
وتكبر معنا أحلآمنا , يوما" بعد يوم نحلم احلاما" جديـــدة
احلام وردية تعطرت بعطر تلك الآمال والأماني التي نرجوها
سرنا وسارت بنا الايام تجول بنا من مكان الى مكان لانأبــه
للأيام تطول أم تصغر ونحن نرى أنفسنا وقد تزينت لنا ألأمور
فكل شيء أصبح ورديا" أمامنا ألا شيء واحد تلك ألنصـــآئح
ألمغرورة من أولئك ألكبار ألذين يريدون أن ينغصوا عليــــــنا
هذه أللحظات ألجميلة وهذه ألايام ألأيام ألمليحة التي باتــــــت
تداعب مشاعرنا يوما" بعد يوم كبرت ألآمال وأختلفــــــــــــــت
ألتوجهات وألأهتمامات بتنا لا نقبل بما أرتضيناه في أيام ألصبا
كنا نعشق أللعب , نعشق أللهو وألعبث , نعشق المغامرة, ولكن
عشقنا كان نظيفا",طاهرا" , كان عشقا" مشروعا"و ومع ذلك
لم نرض به ولم يعد يشفي غليلنا بتنا ننشد ألى عشق من نوع
آخر عشق يرفعنا على ألآخرين عشقا" يميزنا عن ألآخرين عشقا"
لانرتضي أن يشاركنا فيه ألآخرون... يوما" بعد يوم بتنا نجد بالطلب
للمعشوق الغآئب أين هو ,كيف صفاته , أين تواجده , ماذا يحب
ماذا يكره, هل لنا أمل في أن نراه!!
سارت ألأيام وأختلفت ألنوايا وشغف القلب بذلك ألمعشوق الغآئب
وعلى غير موعد واذا بندآء أيها ألهآئم بي يامن تبحث عني في
كل مكان هاانذا معشوقتك هاأنذا حبيبتك ها أنذا أسقيك حلاوة
ألأيام ورغد العيش ولذة ألأنس أجعلك لا تأنس بغيري ولا تهنــــأ
بالعيش من دوني أنا .. أنا .. أنا
هلم اليّ.. هلم أليّ
أرتجف القلب فرحا" هل أن ماأسمع حقيقة أم أنا في عالم ألأحلام
مرت ألأيام سريعا"سريعا" عشت أجمل لحظات ألعشق مع ألمعشوق
قلت لها يوما" كفابعدا" وجفآء حان وقت الجدهيا نتهيء لليوم المعهود
فأنا قررت أن أقترن بك من دون كل الآخرين لتكوني لي وحدي !!!
أعطتني من نفسها ألقياد وفي يوم ألحصاد يوم أتفقنا أن تزف لي
خلينا سويا" قالت ماترتجي مني
قلت ان اعيش بقية عمري مغرما" في هواكي
قالت : وماذا بعد
قلت ان تعطيني ألقياد من نفسك وتعطيني كل ألأماني
قالت وماذا بعد :
قلت أن تخلصي لي ألود وألشوق ولاتشركي معي أحدا"
قالت وماذا بعد
قلت كانت لي آمالا" كثيرة تمنيت أن تحققيها لي سريعا"
قالت وماذا بعد
قلت ماتفيضين به عليّ فهو زيادة من ألحبيب
قالت عندي لك طلب
قلت هاتي
قالت أشح بوجهك عني قليلا"
قلت هذا يوم الخلوة وأشيح بوجهي عنك ؟
قالت نعم
في اول يوم خلوة كنت أعطي عطاياي لعشاقي
وهل لديك ألكثيرين ؟
نعم فطلابي وعشاقي اكثر من ان يحصون
أولست انا عشيقك الوحيد ؟
هيهات هيهات لقد عشقني الكثيرين وتزوجتهم جميعا" وأهلكتهم جميعا"
ماذا تقولين ؟ أهلكتيهم !!
نعم .. نعم
أنا ألتي قطعت آمال من أملني
أنا ألتي آلمت من احبني وعشقني
أنا ألتي زينت نفسي لمن طلبني
ومن ثم أريته وجهي الحقيقي
أولست انت جميلة كما ارآك ألآن ؟
قلت لك أشح بوجهك عني قليلا" ؟
نعم أن كان هذا مبغاك
والآن هل تريد أن ترى حبيبتك وعشيقتك ؟
ها أنذا أنظر أليّ !!
في لحظة من الزمن لم اكن يوما" أحلم بها
لم يكن يوما" أتوقع أن أصدم بها
ياهول مارأيت ؟؟ !!
ماذا أرى؟
عجوز حمقآء شمطآء مفارقة مابين أسنانها
ناشرة شعرها على اكتافها كريهة المنظر قبيحة الشكل
تشمئز منها ألنفوس وتنفر منها ألطبآئع لفظها القبيح
وطبعها ألغدر والخيانة تقتل كل من احبها وطلبها
هي في واد وألوفآء في واد آخر
قالت هل رأيتني جيدا"
الآن وقد عرفت حقيقتي
أنأأ
أنـــا ألدنيــــا
ألآن وقد نلت منك مانلت سألحقك بطلابي ألآخرين الذين
أفنيتهم أجمعين وكنت أنت منهم على علم ويقين
فأصبح يضرب كفيه ويندب وينعى نفسه
على ما فرط في حق ربه
ولكن مافات قد فات
ولات حين مندم
(( خطبة مولانا امير المؤمنين في ذم طلب ألدنيا ))
ان الدنيا منزل قلعة وليست بدار رجعة , خيرها زهيد وشرها عتيد
وملكها يسلب وعامرها يخرب , أن الدنيا لهي ألعنود ,وألصدود
ألجحود وألحيود ألميو حالها أنتقال وسكونها زلزال وعزها ذل
وجدها هزل وكثرتها قل , وعلوها سفل , أهلها على ساق ولحاق
وفراق , وهي دار حرب وسلب ونهب وعطب , أن الدنيا غرور
حآئل وظل زآئل وسند مآئل تصل ألعطية بالرزية وأقبالها خديعة
وأدبارها فجيعة, ولذاتها فانية وتبعاتها باقية , ألدنيا دار أولها عنآء
وآخرها فنآء في حلالها حساب, وفي حرامها عقاب, من أستغنى
فيها فتن , ومن أفتقر أليها حزن ,....
أن الدنيا تدني ألآجآل وتباعد الآمال وتبيد ألرجال وتغير الأحوال
من غالبها غلبته , ومن صارعها صرعته, ومن عصاها اطاعته
ومن تركها أتته,أن ألدنيا تخلق ألأبدان وتجدد ألآمآل وتقرب ألمنية
وتباعد ألأمنية ,كلما أطمأن بها صاحبهامنها الى سرور أشخصته
ألى محذور, أن ألدنيا خيرها زهيد وشرها عتيد ولذتها قليلة وحسرتها
طويلة, تشوب نعيمها ببؤس وتقترن سعودها بنحوس, وتصل نفعها
بضر , وتمزج حلوها بمر , أن ألدنيا غرارة خدوع , معطية منوع
ملبسة نزوع,لايدوم رخآئها ولاينقضي عنآئها ولايركد بلآئها وأن
ألدنيا كالشبكة تلتف على من رغب فيها وتتحرر عمن أعرض عنها
فلاتمل اليها بقلبك, ولاتقبل عليها بوجهك , فتوقعك في شبكتها..
أن للدنيا مع كل شربة شرقا" ومع كل أكلة غصصا" لاينال منها
نعمة ألا بفراق أخرى ولايستقبل فيها ألمرء يوما" ألا بفراق آخر
من أجله, لايحيا فيها أثر ألا مات لها أثر , أن ألدنيا دار صدق لمن
صدقها ودار عافية لمن فهم عنها , ودار غنى لمن تزود منها ودار
موعظة لمن اتعظ بها و قد أذنت ببينها ونادت بفراقها ونعت نفسها
وأجلها
ومن خطبة له عليه السلام
الدنيا دار ممر وألآخرة دار مقر فخذوا رحمكم الله من ممركم لمقركم
ولاتهتكوا أستاركم على من لايخفى عليه أسراركم وأخرجوا من الدنيا
قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم فللآخرة خلقتم وفي ألدنيا حبستم
ان ألمرء أذا هلك قالت ألملآئكة ماقدم وقال ألناس ماخلّف
فالله آبآئكم قدموا بعضا" يكن لكم ولاتتركوا كلا" يكن عليكم
فأنما مثل ألدنيا مثل السم يأكله من لايعرفه
وقال عيسى على نبينا وآله وعليه ألسلام لأصحابه
ياعباد ألله بحق أقول لكم :
أنكم لاتدركون من ألآخرة ألا بترك ماتشتهون من ألدنيا , دخلتم الى
ألدنيا عراة وستخرجون منها عراة فأصنعوا بين ذلك ماشئتم
وعن بعض ألحكمآء قالوأ
عجبت ممن يشتري ألعبد بماله ولايشتري ألأحرار بفعاله من كانت
همته مايدخل في بطنه كانت قيمته مايخرج منها *
فياطلاب الدنيا وخطابها ألم يحن ألوقت لتطلقوها كما فعل مولانا
أمير المؤمنين عليه السلام حين قال لها أليك عني فقد طلقت
ثلاثا" لارجعت فيها ألى متى ترون صرعى الدنيا ومغرروريها
يتهافتون ويتساقطون ألواحد بعد الآخر ولاترعون ولاتندمون
فانتم من قال فيكم ألقرآن الكريم
(( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر))
فعن قريب انتم زآئريها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
*** ذهب ألشباب فماله من عودة
وأتى ألمشيب فأين ألمـــــــــــهرب
*** ضيف ألمّ أليك لم تحفل بــــــه
فترى له أسفا" ودمعا" يسكـــــــب
*** دع عنك ماقد فات في زمن ألصبا
وأذكر ذنوبك وأبكها يامذنــــــــــــــب