تلك التي نجدها مصادفة..دون ان نبحث عنها..
تلك التي تصادفنا..ونحن نبحث عن شيء اخر..لا يشبهها..
تلك..التي تجعلنا نرحل اليها..رغم ان خطواتنا لم تكن متوجهة نحوها..
اجمل الاشياء..
تلك التي تأتي الينا..بطريقة إلهية..
يمنحنا اياها ..الله..والقدر..
ويجعلنا نعترف كم نحن..محظوظون.
الحب..معناه..
احساس الإنتماء الى قلبٍ اخر..
الى حضن اخر..
الى انسان اخر..
حين ننكره ..داخلنا..
فهذا يعني..اننا لا نستحقه..
ولا نقدر قيمته..في اعماقنا..
حين نكتبه..
يكون لأنه اعمق من ان يبقى حبيسا في القلب..
واكبر ..من ان يبقى كاتم الصوت..والكلمات..
وحدها القلوب الصادقة..قادرة ان تعترف بالحب..بكل علانية..
وبدون خجل..او تراجع..
فقط..لأنها قلوب..تعرف قيمة هذا الحب..
..
..
كثيرا..ما نكتب..
وعن نفسي..اعترف..
بأني كثيرا جدا..ما اكتب..
كل يوم..وكل وقت..وفي اي وقت..
حتى حين لا اكتب على الورق..
اكتب في ذاكرتي..
واكتب وانا نائمة..
واكتب وانا اقرأ للأخرين..
واكتب وانا ابكي..وانا اضحك..وانا عصبية..وانا هادئة..
بكل حالاتي اكتب..
وكل حالاتي..تكتبني..وتشبهني..وتصنع مني..هذا القلم..وهذا الورق..
لكن..
وحدها الاحداث التي تصيبني في قلبي..تجعلني حين اكتب..ابكي..
تجعلني..لا انزف الكلمات الا ويسبقها دمعا كثيفا من عيني..
والما لا نهاية له من داخلي..
وحدها الاشياء..التي تصفعني ..على قلبي..
تجعلني..لا ادخل الكتابة إلا بعد موت عميق يحتل..كل اطرافي..
ولا اخرج منها..إلا صامتة حد دهشتي..
..
..
لـِ قلبي..والكتابة..
نقاط ترابط..وتلاحم..
وحدة حال..ومصير واحد..
ولهذا..احب المحبرة التي تصادقني..حين كل انهزام..
وحين كل انكسار يحتل مسامات قلبي من الداخل.
..
هل الحب..له وقت معين؟
زمن معين؟
هل يرتبط..بفصل معين؟
بعصر معين؟
هل يولد ببيئة معينة..؟
بظروف معينة؟
هل هو مرحلة نقضيها..مثل اجازة الصيفية..
ومن ثم..تنتهي..
لنعود الى رتابة اوراقنا وكتبنا ..ويوميات اعمالنا واشغالنا؟
هل هو..رحلة سياحية..
نرحل فيها..لنلهو قليلا..
ونسكن ابعد قليلا من اماكننا المعهودة..ومقاعدنا القديمة..وزوايانا العتيقة؟
هل هو..فترة..لها وقت محدد..
تاريخ محدد..نهاية محددة..
ولا يمكن ان نحصل على رزنامة اخرى..تصنع لنا موعدا اخر لنهاية ..جديدة؟
..
..
الحب..
هذا الإحساس ..الملموس..واللاملموس..
هذا الشعور المحسوس..واللامحسوس..
هذا..الذي يجبرنا..
ان نكتب به.. كل شيء..
ولا نعرف..ان نكتب عنه.. اي شيئ..
فوحده..يملك كل الاجابات التي نعجز عن ايجادها..بأنفسنا..
نعيش..العلاقات كلها..بمشاعرنا..
نعيش..كل مشاعرنا..داخل العلاقات..
وكثيرا جدا..ما نصل في نهاية الامر..الى نهاية واحدة..
ان ما كنا نعيشه..
لم يكن اكثر من مجرد مرحلة..عابرة..وتوقفت..
علاقاتنا التي تحكم حياتنا..
ترافق ايامنا..
تسيطر لوقت طويل على افكارنا..
تأخذ منا ..كثير من الوقت..وكثير من اللحظات..
ونعطيها ..كل ما نملك..من كل شيء..
صداقاتنا..مع اصحابنا..
روابطنا مع اهلنا..
ارتباطنا مع زملاءنا..
كل انواع علاقاتنا..لها نهاية ..قد نصل اليها..بعد وقت..طويل..
لكننا بالنهاية..
سوف نحصل على نهاية..غير ما كنا نحلم به..عنها.
..
..
خيبة قلب..وصفعة قلب..
حين نصل الى منتصف الحياة..
ولا نجد الكثير من العلاقات..الى جوارنا..
رغم محاولاتنا الطويلة..ان نبنيها لترافقنا حتى اخر العمر..
كثرت..كل وسائل الإتصال..
وقل الوصال..
وقل اللقاء..
لكي نكتب عن الظلم..
يجب ان نعيشه قبلها..
يجب ان نشعر به..
ان نعرف معناه..
ان نتذوق طعمه..في اجسادنا ..وقلوبنا..وحتى ارواحنا..
حين ..نعيش بعيدا ..عن الظلم..
وبعيدا عن التعب..
وبعيدا عن الموت..
لن نعرف مطلقا..معنى ان يموت انسانا..بدون وجه حق..
وان يجوع طفلا..دون ذنب..
وان يُقتل وطن..دون سبب..
لن نعرف ابدا..
معنى ان تبكي الارض..اولادها..
وتصرخ السماء..بعدد الشهداء فيها..
وتندب الام..بيتها وزوجها وابناءها..
ابدا..لن نعرف..ان نكتب اي شيء..عن الظلم..
دون ان نسكنه..
او على الاقل..
ان نحاول مساكنته..في قلوب واوطان الاخرين.
نرجس