قناة الفرات
برعاية سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عقد الملتقى الثقافي عصر الاربعاء 21/7/2010 جلسته الاسبوعية في المكتب الخاص لسماحته ببغداد
بحضور جمع غفير من الوجوه الخيرة من السياسيين والمثقفين وأبناء العشائر من الرجال والنساء الذين توافدوا على المكتب من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
وقد أستهل سماحته المحاضرة الدينية بالتواصل مع فقرات عهد امير المؤمنين (ع) للصحابي مالك الاشتر (رض) حيث أشار الى الفقرة التي تختص بالتقوى والايثار قائلا : ان هذه العبادات في مستوى الحياة اليوم تعتبر أحد مفاتيح النجاح في القيادة ، مؤكداً على ان ملازمة الانسان لتقوى الله في كل حركاته وسكناته ومواقفة تجعله يتمتع بالقوة الروحية التي تقوده الى الصلاح والفلاح في حياته ، كما ان هذا الامر من الامور المهمة التي يتقيد بها الانسان ـ أي انسان ـ في حياته اليومية ومن باب أولى ايضا ان يتقيد بها الانسان القائد الذي يشغل المواقع الحساسة في قيادة المجتمع وترتيب شؤونه .
وخلال محاضرته السياسية تطرق سماحته الى عدد من القضايا المطروحة على الساحة العراقية مؤكدا على ان تشكيل الحكومة الجديدة لا زال يمثل هاجساً كبيراً للمواطنين العراقيين بجميع أصنافهم وقومياتهم وشرائحهم ، ولا زال يمثل هاجساً لأصدقاء العراق المساندين للتجربة الجديدة فيه وفي الوطن العربي و العالم الاسلامي و المجتمع الدولي ، مشيرا الى ان كل الحريصين على العراق يشعرون بهذا الهاجس وهذا القلق من جراء التأخير الكبير في تشكيل الحكومة .
كما شدد سماحته في جانب آخر من محاضرته السياسية على أننا نرى ان حفاظنا على الامانة التي أئتمنا عليها من قبل كل اولئك الذين صوتوا لنا هو التمسك والالتزام بالرؤية والبرنامج والمشروع الذي قدمناه لأبناء شعبنا ولا يمكن لنا ان نتخلى عن هذه الرؤية لأي سبب كان .
وفيما يأتي نص المحاضرة السياسية لسماحته : ـ
" ان تشكيل الحكومة الجديدة لا زال يمثل هاجساً كبيراً للمواطنين العراقيين بجميع أصنافهم وقومياتهم وشرائحهم ، ولا زال يمثل هاجساً لأصدقاء العراق المساندين للتجربة الجديدة فيه وفي الوطن العربي و العالم الاسلامي و المجتمع الدولي وكل الحريصين على العراق يشعرون بهذا الهاجس وهذا القلق من جراء التأخير الكبير في تشكيل الحكومة ، ان السر لهذا الاهتمام الكبير من قبل المواطن العراقي ومن قبل المراقبين لتشكيل الحكومة والقلق المتزايد لم يرتبط بقلق حسم موضوع انتخاب الرئاسات الثلاث وانما شعوراً منهم بأن تشكيل الحكومة هو بداية الانطلاق الحقيقي لمعالجة مشاكل الناس وتلبية احتياجاتهم والوقوف عند مصالحهم بعد تعطلها نتيجة الوضع الذي نعيشه مما يؤثر على تعطيل انفاق الميزانيات المرصودة للمشاريع وعدم الحماس من المسؤولين في المواقع المختلفة لأن الكل يفكر اين سيكون موقعه في ظل الحكومة الجديدة مما يجعل القوى الفائزة امام مسؤوليات كبيرة عليهم ان يتحملوها ويعالجوا هذه الازمة بأسرع وقت ممكن .
لقد وصل الحال لدى المواطن العراقي ان يرجع البعض منهم ويقول بعجز الساسة العراقيين عن الوصول الى تشكيل الحكومة ، اننا نعبر عن قمة السخط والضجر الذي يعيشه المواطن العراقي ونعبر ايضاً عن حالة صعبة ومحرجة ومخجلة للنخب السياسية في ان يصل الحال بها الى ما وصلت اليه .
أننا ومن خلال التصلب والتعنت الذي تبدية الاطراف والتشبث بالمواقع أصبحنا نفتقد زخماً متزايداً حصلنا عليه على المستوى الوطني والاقليمي والدولي تجاه العملية السياسية القائمة في العراق ، حينما خرج الناس وادوا مسؤولياتهم بشجاعة كبيرة وشاركوا في الانتخابات بنسبة تصل الى 62% من الناخبين في الانتخابات الاخيرة هذه النسبة التي تحلم بها الكثير من الدول ، أذاً شعبنا حقق ما عليه من واجبات وجزاه الله خير الجزاء فالمشكلة اليوم ليست في الشعب وانما المشكلة في عالية القوم وفيمن وضعت الثقة فيهم في ان يجلسوا ويعالجوا هذه الامور وان يترفعوا عن المصالح الضيقة لصالح المصالح العامة .
من المؤسف ـ وشر البلية ما يضحك ـ ان نتهم نحن بتعطيل تشكيل الحكومة العراقية ونحن الذين أبدينا المرونة الكاملة وأنفتحنا على الخيارات الرحبة والواسعة وقلنا ايها القادة وأيها الساسة أن أردتم وأصررتم على مرشحين فلنأخذ المرشحين الى الساحة الوطنية وكل من يحظى بفرصة أكبر ينسحب الآخرون لصالحه وان أردتم نسحب كل المرشحين ونذهب ونرتب لبدائل اخرى ، وأن أردتم نفكر بمرشح تسوية وان شئتم قدموا بدائل لننظر فيها وندرسها ونتعامل معها بأيجابية ، أي مرونة اكثر من ذلك واي خيارات أوسع من الخيارات التي نطرحها ، ان البعض يرى ان التعطيل انما هو في اننا لم نجري خلف الرجل الواحد وحينما نجري خلف الرجل الواحد نكون قد ساعدنا في ذلك واما ان نتوقف عند ذلك فهو يعني تعطيل في تشكيل الحكومة ولا يسأل الرجل الواحد لماذا لا يتخلى ولا يعطي الفرصة لغيره حينما نجد كل هذه التحفظات الواسعة على شخصه واداءه مع احترامنا للجميع ، أقولها بصراحة ليست لدينا أية مشكلة شخصية مع أي من المرشحين الكرام ونتمسك بعلاقة طيبة مع كل المرشحين بدون أستثناء ولكن لدينا تحفظات واضحة على المنهج وطريقة التفكير وطبيعة إدارة الامور التي تمت في المرحلة السابقة والنظر الى البلد الواسع الحبيب على انه مغنم لجهات محددة يتعاملون معها كيفما يشاؤون هذه مشكلتنا وهذه ملاحظاتنا المنهجية وليس فيها انانيات وليس فيها أشكاليات ذات طابع شخصي على هذا او ذاك ونحن نكن التقدير والاحترام للجميع ونرتبط بعلاقات طيبة مع الجميع ، أننا نرى ان حفاظنا على الامانة التي أئتمنا عليها من قبل كل اولئك الذين صوتوا لنا هو التمسك والالتزام بالرؤية والبرنامج والمشروع الذي قدمناه لأبناء شعبنا ولا يمكن لنا ان نتخلى عن هذه الرؤية لأي سبب كان ولاشك ان بعض التجارب التي عشناها مع شركائنا في السنوات الماضية ترجع الى مثل هذه الرؤية وهذا المشروع وهذا يدعونا الى التحفظات التي نجريها في هذه القضية ، لو كنا نصر على مرشح محدد لكان بامكان ان يتهم من يتهم او يتقول من يتقول على اننا سبب هذه المشكلة ولكن في ظل المرونة الكبيرة التي نبديها لا يمكن ان نكون طرفاً في تعطيل تشكيل الحكومة وانما أنصبت جهودنا خلال الاشهر الماضية على تقريب وجهات النظر ومد الجسور بين الاطراف وحل الاشكاليات للأسراع في تشكيل الحكومة ، ان القريب والبعيد والقاصي والداني يشهد بأننا لم نكن طلاب سلطة خلال السنوات الماضية وكنا جسراً لأيصال الاخرين الى السلطة وسنبقى جسراً لكل الشرفاء والمخلصين بما يحقق مشروعنا ورؤيتنا لمبداً الشراكة الحقيقية بين ابناء الوطن الواحد ، أن بأمكاننا ان نلتزم الصمت والسكوت ونجلس في بيوتنا ونترقب شأننا شان البعض الاخر وبأمكاننا ان نذهب لحسابات المصالح والصفقات ونستجيب للعروض الكبيرة والمهمة التي قدمت لنا من بعض الاطراف من اجل ان نشاركهم في تشكيل الحكومة ولكننا لم نلجأ الى هذه الوسائل والطرق نحن لسنا طلاب سلطة ولسنا طلاب مواقع ولو كنا نرغب في المواقع فقد عرض علينا الكثير والكثير ولا اريد ان أفصح عن هذه الحقائق وعن هذه الاسرار وأرباك الساحة السياسية في هذا الوضع الحساس ، لقد دفعنا ثمناً باهضاً بصدقنا مع أبناء شعبنا وسنبقى ندفع وندفع ونضحي بكل ما أوتينا من قوة لخدمة هذا الشعب الكريم وما يحقق مصالحه ويوفر له فرص الوصول الى العيش الكريم ، أننا نمتلك الشجاعة الكافية لنقف ونعترف بالخطأ ونعتذر فيما لو اخطئنا ونمتلك الشجاعة الكافية في ان نصمد ونثبت على المواقف الصحيحة ونفتخر بها مهما كانت الظروف والاتهامات . يدور الحديث في هذه الايام عن موقع رئيس الوزراء وعن المرشح لرئاسة الوزراء واذا اردنا ان نتصفح الدستور العراقي وهو المرجعية القانونية لنا لا نجد في هذا الدستور من مادته الاولى الى مادته الاخيرة مجالاً واحداً ذكر فيه رئيس الوزراء وهذا الدستور يذكر رئيس مجلس الوزراء ولا يذكر رئيس الوزراء فمن يخوض في هذا المطلب فهو ليس رئيساً للوزراء وانما هو رئيس لمجلس يتخذ الوزراء القرار فيه ولا بد من الالتزام بهذه التعريفات للدستور والصلاحيات التي يحددها الدستور لأي موقع من المواقع .
إننا بحاجة الى النزيه والكفوء والمؤمن بالعمل الجماعي والشراكة الحقيقية بين ابناء الوطن والمقبول من الاطراف الوطنية والملتزم بصلاحياته الدستورية والمعترف بصلاحيات الاخرين الدستورية وحالما توفر مرشح بهذه السمات نقف معه ونسانده وندافع عنه سواءاً كان منا او من غيرنا .
لقد ضاقت الصدور ومل الناس من التأخير والتسويف وعلى جميع السياسيين ان يتحلوا بالواقعية وان يلتزموا بأستحقاقات الديمقراطية ولذلك أخاطب المتصلبين وأطالبهم بسحب ترشيحهم وفسح المجال لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن بما يلبي طموحات المواطنين العراقيين ، ان عدم أستجابة البعض لهذا النداء سيجعل الخيارات مفتوحة لأي خطوة من شانها ان تساعد على الاسراع في تشكيل الحكومة ولا مجال للعتب من أي كان حينما تنفتح الخيارات ولذلك فاننا نستفرغ الوسع في ان نحقق تشكيل حكومة في أقل الاطراف ولايمكن ان يبقى البلد معطلاً والشعب مشدودا لرغبات التشبث بالموقع من قبل هذا او ذاك .
أننا نقترب من انهاء المدة الدستورية بل المدة الاولى لخرق الدستور ( الاسبوعين ) بعد انتهاء المدة الدستورية لتشكيل مجلس النواب وانعقاده لأختيار رئيس لهذا المجلس يليه انتخاب رئيس للجمهورية ، لا مجال لخرق دستوري آخر بعد هذا الخرق الذي حصل بتأخير انعقاد مجلس النواب لمدة أسبوعين ويتحمل الجميع مسؤولياته الكاملة لتكثيف الجهود والاتصالات للوصول الى رؤية واضحة وحاسمة قبل انتهاء هذه المدة والذهاب الى مجلس النواب والتفكير بأي آلية لأبقاء المجلس منعقداً ولو بانتخاب رئيساً مؤقتاً لمجلس النواب لحين البت في المواقع الاخرى وتسوية الامور فوجود مجلس نواب فاعل ومؤثر يقوم بدور تشريعي يمثل ضرورة أساسية أفتقدناها على مدار الاشهر التي تلت الانتخابات .
أن ازمة السكن تمثل واحدة من الازمات التي يمر بها المواطن العراقي اليوم ويتحمل الكثير من المواطنين والعوائل العراقية أعباء الايجار والذي يخصص له جل مداخيلهم ورواتبهم الشهرية حتى يستأجروا اماكناً تؤيهم والوقوف تحت ضغوط المؤجر وأرتفاع الاسعار المستمر والقيود والشروط التي يضعها أصحاب الدور وهناك الكثير من يسمع شكاواهم جراء الضغوط الكبيرة من المؤجرين ان مثل هذه الازمة والضغوط الهائلة التي يتعرض لها المواطن العراقي والعوائل العراقية دفعت البعض الى ان يتجاوز على عقارات الدولة ويبني بيوت الطين والصفيح ليعيش ظروف تفتقد لأدنى مستويات العيش الكريم كل ذلك من أجل تحقيق الحد الممكن في عملية السكن لعائلته .
ان هذه الضغوط يتحملها المواطن العراقي في وقت توزع فيه قطع الاراضي في أرقى المناطق في بغداد والمحافظات للسادة الوزراء وذوي الدرجات الخاصة على ضفاف نهر دجلة وغيرها مما نسمع وتسمعون ونتابع عبر وسائل الاعلام ونستكثر على الفقراء ان يمنحوا قطعة أرض واحدة في صحارى وبراري العراق الواسعة حتى اصبح العراقيون يترحمون على قيادات وزعت الاراضي عليهم وعالجت مشاكلهم في عقود سابقة .
ان بناء المجمعات السكنية لهو من أبسط المشاريع التي تحقق في عالمنا اليوم بناء آلاف الشقق والبيوت في هذا المجمعات في مدد زمنية قصيرة من قبل شركات عملاقة وهناك عروض أستثمارية كبرى ولا تكلف الحكومة شيء تأتي هذه الشركات تبني مجمعات لألوف البيوت والشقق وتبيعها بأسعار متواضعة أي ضير في ان تستجيب الحكومة الى مثل هذه العروض الاستثمارية كل ماهو مطلوب تقديم تسهيلات من قبل الحكومة لهؤلاء المستثمرين لتقديم الاراضي وما الى ذلك وتقديم تسهيلات للمواطن وهذا أقل ما يمكن ان تقدمه الحكومة للمواطن لحل هذه الازمة الخانقة .
تابعنا تكليف أحدى المبدعات العراقيات بوضع تصاميم لبناء البنك المركزي الجديد انها خطوة مهمة تبعث السرور والاعتزاز وما اكثر الطاقات الوطنية المبدعة من أبناء شعبنا في داخل العراق وخارجه متى ننظر اليهم ؟ متى تفتح القلوب والصدور ونمد الايادي ونستعين بهم لأعادة اعمار البلاد؟ ، متى نوفر الفرص الملائمة لنستفيد من هذه الطاقات لخدمة الوطن وبناءه ؟، انها مسؤوليات كبيرة نتحملها وهو توجيه يدعو الى الترحيب والشكر والتقدير من المعنيين بهذا الامر ونتمنى ان نسمع في كل يوم ان مشاريعنا العملاقة أسندت واوكلت الى شخصيات وكفاءات عراقية مبدعة ".