اليورانيوم الأمريكي يقصف أعمار ثلاثة أجيال من أطفال العراق
بتاريخ : 29-07-2010 الساعة : 01:57 PM
أكد خبراء عراقيون أنه يستحيل أن يولد إنسان متكامل الصفات في العراق حتى بعد ثلاثة أجيال بسبب تأثيرات إشعاعات اليورانيوم المخصب الذي خلفته حربا 1991 و2003، وذلك في ضوء تقارير متزايدة تؤشر إلى ارتفاع مهول في انتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية للمواليد خصوصا في مدينة الفلوجة ومناطق أخرى بجنوب العراق، حيث شهدت أعنف قصف بالأسلحة المحرمة.وصرح الدكتور منجد عبد الباقي النائب الخبير في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية لموقع "الجزيرة نت" بوجود حوالي مائة موقع ملوث هو عبارة عن خردة أسلحة ومخلفات في جنوبي العراق، وهو ما دفع ببعض الخبراء إلى التلويح بإصدار توصيات مشدّدة على تحريم السكن ببعض هذه المناطق الموبوءة.
وفي خضم هذا الجدل أصدرت وزارة البيئة تقريرا مطلع الشهر الحالي جاء في بعض فقراته "تخلو التربة والمياه والمحاصيل الزراعية من الإشعاعات باستثناء أماكن محددة".
وحدد التقرير تلك المواقع بمنطقة التويثة، جنوبي بغداد، وهو موقع المفاعل النووي العراقي المدمر من قبل الطائرات الصهيونية عام 1981 ومعمل الحديد والصلب في البصرة، جنوبي البلاد.
وأشار إلى أن "التحليل المختبري لنماذج من المواد الغذائية والمياه الثقيلة والأهوار والهباب الذري أظهر صلاحيتها وخلوها تماما من الإشعاع".
وحذر عبدالباقي من أن الإصابات السرطانية في مناطق جنوبي العراق ربما تنتقل بعد ذلك إلى الوسط والشمال خلال سنوات قريبة.
وقال إن بريطانيا والولايات المتحدة استخدمتا في الحربين أسلحة مصنعة من مادة اليورانيوم المخصب بكميات هائلة لم يسبق أن استخدمت في أي حرب سابقة في العالم.
وكانت دراسة علمية قد أعدتها وزارة العلوم والتكنولوجيا في العراق قد أفادت بأن 84 ألف طن من القنابل ألقيت على مساحة 4000 ميل مربع من جنوبي العراق، وأضافت أن 7 مليارات غالون من الوقود العسكري استخدمت في حرب عام 1991 و900 مليون غالون للطائرات وحدها في تلك الحرب ناهيك عن حرب عام 2003 .
وأدى احتراق هذه الكميات من الوقود - حسب الدراسة - في حرب عام 1991 إلى إنتاج 65 مليون طن من ثاني أكسيد الكاربون وستة آلاف و370 طناً من جسيمات المواد المعدنية و38 ألفاً و597 طناً من أكسيد الكاربون و98 ألفاً و36 طناً من أكسيد النتروجين و254 طناً من ثاني أكسيد الكبريت .
وكانت دراسة طبية أعدها فريق بحثي في جامعة الستر قد كشفت أن معدل وفيات الرضع وإصابة أهالي مدينة الفلوجة العراقية بالسرطان بعد القصف الأمريكي للمدينة عام 2004 يفوق ما سجل بين سكان مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين اللتين ألقيت عليهما قنابل ذرية في الحرب العالمية الثانية عام 1945 .
وكان أطباء بريطانيون قد ناشدوا الأمهات العراقيات من قاطنات الفلوجة التوقف عن الانجاب فورا بسبب المخاوف من ظهور جيل جديد من المشوهين والمعوقين.
ومن يوم إلى آخر تتوالى التقارير المؤكدة على أن واقع الحياة ومستقبلها أصبحا كارثيين في العراق وجواره، ومن مؤشرات هذا الوضع الصحي المقلق ما يظهر الآن من ازدحام في مستشفيات العراق والأردن وسوريا ودول خليجية وأوروبية بمرضى عراقيين، كبارا وصغارا، من المصابين بالأورام السرطانية وأمراض غريبة أخرى، يؤكد الخبراء أن سببها الرئيسي هي أسحلة "التحرير" المحرمة، بشكل لو تكلفت منظمات إنسانية مختصة بإجراء دراسات طبية عنه لكان أمراً مخيفا قد يصل إلى حد تحريم السكن بهذه المدينة وكل المواقع الموبوءة الأخرى.
وعلى الرغم من استعداد القوات الأمريكية لسحب جزء كبير من قواتها القتالية إلا أن هذه القوات تسعى إلى ترك إرث من المواد السامة، مثلما كشف ذلك تقرير صدر الشهر الماضي وأفاد بأن القوات الأمريكية "تتخلص من المواد السامة التي تمتلكها بطريقة غير شرعية عن طريق طمرها في مواقع محلية بدلا من ارسالها إلى الولايات المتحدة الامريكية مما يشكل خرقا واضحا للقواعد التي أرستها وزارة الدفاع الأمريكية".
وأشار تقرير بريطاني الى انه في شمال وغرب بغداد يتسرب زيت المحركات من البراميل إلى الأراضي الترابية بالاضافة إلى تواجد الاطفال بالقرب من أوعية أسطوانية مفتوحة تحتوي على أحماض، إلى جانب إلقاء بطاريات بالقرب من أراض زراعية، وأوضح أن شركات إعادة تدوير خاصة تعمل داخل القواعد الامريكية عمدت الى خلط مواد خطرة بخردة العامة وقامت بتمريرها إلى التجار المحليين.cxir24x