العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية الشيخ الهاد
الشيخ الهاد
المراقب العام
رقم العضوية : 51892
الإنتساب : Jun 2010
المشاركات : 1,731
بمعدل : 0.33 يوميا

الشيخ الهاد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ الهاد

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي سلسلة المفاهيم الشرعيّة : (3) معنى التبرّك !!.
قديم بتاريخ : 06-08-2010 الساعة : 03:21 AM



نحن الآن مع المفهوم الشرعي الثالث ، الذي جاء ابن تيمية فخالف أمّة محمد فيه ، وهو مفهوم التبرك ..

وفي هذا الموضوع قال الشيخ باسم الحلّي في كتابه أدلّة الشعائر الحسينيّة :

وأيّاً كان فالبركة تعني عند أئمّة اللغة : الزيادة والثبات والداوم والنّماء والسعادة . أو هي كما يقول الزجاج : الكثرة في كلّ خير([1]).
واصطلاحاً فالتبرّك هو : الاستزادة من خير الله خلال ما جعله الله سبباً لذلك([2]). والخير معنى عام شامل ؛ منه : الثوابُ ، اليُمْنُ ، الرحمةُ ، الغفرانُ ، السكينةُ ، الرزقُ ، الشفاءُ ، النصرُ ، الطهارةُ ، حسنُ الحال ، وغير ذلك ممّا يصحّ اندراجه تحت كليّ لفظ الخير من المصاديق المتكثّرة ..

وقد مرّت الإشارة العجولة إلى أنّ هذه الأسباب على ثلاثة أضرب ؛ ذوات مقدّسة وأمكنة وأزمنة ؛ فمن الأزمنة المباركة ليلة القدر فيما نصّ القرآن الكريم ، ومن الأمكنة المباركة المسجد الحرام فيما نصّ القرآن الكريم أيضاً ، ومن الذوات المقدّسة الأنبياء والمرسلون وآل البيت : فيما نصّ القرآن في كثير من سوره وآياته ، بل حتّى مثل ناقة صالح وقميص يوسف وتابوت بني إسرائيل ، وماء زمزم .
والحقّ فهذا ، بشهادة القرآن ، أصل شرعي عند أيّ فقيه للفتوى باستحباب التبرّك ؛ لعدم الريب عند أحد في محبوبيّة طلب خير الله واستزاله أو الاستزادة منه خلال هذه الأسباب المقدّسة ؛ فهذا كبرويّاً ممّا اتّفق عليه قاطبة أهل الإسلام ، سنّة وشيعة ، بل حتّى ابن تيمية واتباعه ، وإنّما تناكد ابن تيمية ، فَلَجَّ هو وأتباعه ، في المصاديق الثابتة والكيفيّات الشرعيّة ، لا في أصل المشروعيّة ، فتذكّر هذا .
وعلى هذا فالتبرّك مقولة (=مصطلح) من مقولات علم الفقه ، وليست هي كلمة لغويّة ليس إلاّ ؛ آية ذلك أنّها قانون كبروي ناهض للفتوى باستحباب طلب خير الله خلال الأسباب الثلاثة الآنفة المنصوص عليها في القرآن وسنّة النبي ؛ إذ لا خلاف في أصل ذلك بين الفقهاء ، وحسبنا إجماع أهل القبلة . وعلى هذا فالكلام في التبرّك حكماً وموضوعاً كالذي مرّ في الشعائر والحرمات ؛ أي هو حكم من أحكام الله الوضعيّة ؛ كالملكيّة والزوجيّة والشعاريّة ، بل هو قاعدة فقهيّة كما لا ينبغي أن يخفى..

لم يتناس القرآن الكريم ، لماّ سكت عن مصاديق التبرّك ، أن يعرض تفصيلاً لأهمّ المصاديق النّاهضة بإنارة طريق الفقيه في عمليّة الاحتجاج بالظهور أو بالقياس الشرعي السائغ ، للفتوى بالتبرّك سعةً وضيقاً...؛ فأصل ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى على لسان يوسف الصدّيق 7 : (اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي يات بصيرا ) ([1]) .
وهو نصّ في أنّ مجرّد قميص نبيّ ، صلوات الله على الأنبياء أجمعين ، كافٍ في نزول الشفاء ، وليس أيّ شفاء ؛ إنّه معجزة الشفاء من العمى كما ذكر ذلك المفسّرون كابن كثير([2]). يقول الزمخشري في هذا الصدد : إنّ في هذا القميص ريح الجنّة ، لا يقع على سقيم إلاّ شفي ولا على مريض إلاّ عوفي([3]).
ولايخفى أنّ المناط واحد في جميع الأنبياء والمرسلين : ، بل حتّى من دونهم ممّن أخذ حكمهم من هذه الجهة فيما لو دلّ الدليل . فهذا المناط مطوي حتّى فيما أخرجه ابن الجوزي في قوله : إنّ الإمام أحمد بن حنبل غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسّلَه به([4]). كما قد أخرج ابن كثير عن الإمام الشافعي أنّه بعث برسالة إلى الإمام أحمد بن حنبل مع تلميذه الربيع ، فأكرم الإمام أحمد هذا التلميذ بأن وهبه قميصه الذي يلي جسده ، فلمّا عاد الربيع بالقميص قال له الشافعي : بلّه بالماء واعطنيه حتّى أتبرّك به([5]). ومن الأصول النبويّة الصحيحة بالاتفاق في هذا الشأن ، بل المقطوعة الصدور عن نبي الرحمة 9 ، ما اتّفق عليه الإمامان البخاري ومسلم حيث أخرجاه في صحيحيهما ؛ ففي صحيح البخاري : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أنّ عبد الله بن عمر أخبره أنّ النّاس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحِجْرِ ؛ أرض ثمودَ ، فاستقوا من آبارها ، وعجنوا به العجين ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا العجينَ الابلَ ، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة([1]) .

وقد علّق الإمام النووي على هذا الحديث قائلاً : في هذا الحديث فوائد...، منها : مجانبة آبار الظالمين والتبرّك بآبار الصالحين([2]). انتهى كلامه باختصار منّي .

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول

عن كتاب أدلة الشعائر الحسينيّة (للشيخ باسم الحلي ) : ص 114 -118 .

طبع دار الأثر ، بيروت - لبنان ، سنة 2010 م

([1]) صحيح البخاري 4 : 121 ، صحيح مسلم 8 : 221 .

([2]) شرح صحيح مسلم (النووي) 18 : 111 .





([1]) سورة يوسف : 93 .

([2]) تفسير ابن كثير 4 : 409 .

([3]) تفسير الزمخشري 2 : 503 .

([4]) مناقب أحمد (ابن الجوزي) : 609 .

([5]) البداية والنهاية (ابن كثير) 10 : 365 .



([1]) [COLOR=window****]تهذيب اللغة (الأزهري) 3 : 373 . [/COLOR]

([2]) انظر العين ([COLOR=window****] الفراهيدي) : 5 : 368 ،معاني القرآن (الفراء) 2 : 23 [COLOR=window****]، تهذيب اللغة (الأزهري) 10 :231 ، الصحاح للجوهري 4 : 1075 ، معجم مقاييس اللغة (ابن فارس) 1 : 230 ، المفردات للراغب الإصبهاني : 44 ، النهاية (ابن الأثير) 1 : 120[/COLOR] . [/COLOR]

من مواضيع : الشيخ الهاد 0 حديث : المهدي كالساعة ، لا يعلمها إلاّ الله تعالى .
0 هل يعلم إمامنا المهدي بوقت خروجه عجل الله تعالى فرجه ؟!!!
0 الفرق بين الشيعة والمتشيّعة، بلسان المعصوم عليه السلام !!
0 هل تصح مقارنة الخضر صلوات الله عليه باليماني، حسب قواعد العقائد؟!!
0 الفرق بين تعبيري اقترب الظهور و: قرب الظهور
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:25 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية