نازع عمر بن الخطاب رجلٌ في مسألةٍ ، فقال له عمر: بيني وبينك هذا الجالس ، وأومأ إلى علي عليه السلام ، فقال الرجل: هذا الهن ! فنهض عمر عن مجلسهِ ، وأخذ بأذنيه حتى شاله من الأرض ، وقال: ويلك أتدري من صغـّـرت؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن.
المصدر: المناقب ، لمؤلفه الحافظ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم
شرح: حدث نزاع بين عمر وبين رجل ، فقال له عمر "ما مفاده": إذا لم تقتنع برأيي فدعنا نجعل هذا الجالس حكمًا بيني وبينك وأشار عمر إلى علي عليه السلام، فقال الرجل: هذا الهن «والهن مفردة عربية تستعمل في الأمور القبيحة أي الأمور التي لا يحب الشخص أن يذكرها لقبحها أو انحطاطها أو حقارتها أو صغرها» فعبّر ذلك الرجل عن أمير المؤمنين بـ "الهن" ، فنهض عمر عن مجلسهِ وأخذ بأذنيّ الرجل حتى رفعه من الأرض من أذنيه ، وهذا نوع من أشد أنواع التعذيب ، وقال: ويلك ، أتدري من صغـّرت ؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن.
تعليق:
أولاً: إذا كان علي بن أبي طالب هو مولى عمر ومولى كل مؤمن ، فقد اغتصب عمر بن الخطاب منصبه ، فلماذا أصبح عمر سلطانـًا أو ملكـًا ، وهو الذي يقول أن علي مولاه ومولى كل مؤمن؟ فإذا كان عمر محقـًا في قوله: (هذا مولاي ومولى كل مؤمن) ، فإذن علي عليه السلام هو الذي يلزم أن يكون القائد لا عمر.
ثانيـًا: مارس عمر بن الخطاب التعذيب ، وهذا من أخلاقه ، ويمكن لأي باحث أن يتبيّن حياة عمر من زاويةٍ واحدة خاصة وهي ممارسة التعذيب في طول حياته في كل أمرٍ من الأمور التي تعترضه أو يعترضها ، أو يتبيّن في عمر من زاوية اعترافاته حول أمير المؤمنين صلوات الله عليه.