إن شهر رمضان شهر ضيافة -حقيقة لا مجازا- ومن هنا سهل على الضيف أن (يحوز) على عطايا من المضيف، لا يمكن الحصول عليها منه خارج دائرة الضيافة.. وليعلم أن هذه العطايا مبذولة من غير سؤال كما هو مقتضى الضيافة من الكريم، فكيف بمن (يسأل) ذلك؟!.. وكيف بمن (يلح) في السؤال؟!.. ومن هنا صارت ليلة العيد ليلة الجوائز العظمى، ولطالما غفل عنها الغافلون.
حــكــمــة هذا الــيــوم :
لابد للإنسان أن يعيش هذا الهاجس الباطني، الذي يسمى في علم الأخلاق والعرفان: مرحلة اليقظة؛ أي يستيقظ على واقعه.. يقول علماء الأخلاق: إن الإنسان في مسيرته الحياتية، بدلاً من الذهاب إلى البساتين، يخطئ الطريق؛ فيقف في مكان لتجمع النفايات، ويغلب عليه النوم، فيستيقظ بعد عمر طويل، فإذا به يرى نفسه في هذا المكان الكريه.. هذا الإنسان عندما يستيقظ، فإن أول خطوة يقوم بها هو الهروب من هذه الرائحة النتنة؛ فيهرب إلى مرحلة الوسط، ويحتاج إلى وقت كي ينظر أين ضل الطريق؟.. إذا لم يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من اليقظة في شهر رمضان، فسيكون شهراً عقيماً لا ثمرة فيه.. والدليل على ذلك أن رمضانياتنا نسخة مكررة، فإنْ لم يستيقظ الإنسان في هذا الشهر من نومة الغافلين، يكون قد خسر شهره.
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
اقترحنا في مواضع متعددة أن نكثر الدعاء لكشف الغمة عن هذه الأمة ولو في قنوت الصلوات اليومية، فهل تقرأ دعاء: (اللهم!.. كن لوليك الحجة بن الحسن.... ) في القنوت ولو مرة واحدة في اليوم؟..
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
دعاء اليوم العاشر من شهر رمضان: اَللّهُمَّ اجْعَلني فيهِ مِنَ المُتَوَكِلينَ عَلَيْكَ ، وَ اجْعَلني فيهِ مِنَ الفائِزينَ لَدَيْكَ ، وَ اجعَلني فيه مِنَ المُقَرَّبينَ اِليكَ ، بِاِحْسانِكَ يا غايَةَ الطّالبينَ .
بستان العقائد :
إن الختمات في شهر رمضان أمر مطلوب، ولكن لتكن لنا ختمتان: ختمة التلاوة، وختمة التدبر.
كنز الفتاوي :
أصبت بالتهاب في الحلق، وذلك في شهر رمضان. فوصف لي الطبيب، حبوب مص لتخفيف الالتهاب، على أن آخذها بعد الفطور وبعد السحور، وفي أحد الليالي، نمت قبل أن أغسل فمي، وفي الصباح، أحسست بطعم الدواء في فمي؟.. لا يضر بالصوم، ما لم ينزل شيء من بقايا الحبوب في الجوف عمداً قبل استهلاكها في ماء الفم.
ولائيات
قال النبي (ص): مَن ذكرني فلم يصلِّ عليّ فقد شقي ، ومَن أدرك رمضان فلم تصبه الرحمة فقد شقي ، ومَن أدرك أبواه أو أحدهما فلم يبرّ فقد شقي .
فوائد ومجربات
خصص في اليوم والليلة -على الأقل- مدة خمس دقائق لتفريغالذهن من كل شاغل، والتوجه التام إلى العالم العلوي.. وليكن ذلك في مكان فارغ لا يشغلك فيه شيء من الصور والأصوات المزاحمة، لتعيش عينة -ولو مختصرة- من الخلوة مع الرب الودود.. ثم حاول أن توسع هذه الدقائق لتشمل الساعات الطوال، لترى شيئا من العجائب!.