المقدمه :-
تعريف النفاق –(( وهو الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر ))
،قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : (.....يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)
بعث الله تبارك وتعالى نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج الناس من رذائل الأخلاق إلى مكارمها فعنه صلى الله عليه وآله : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق –
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : أدبني ربي فأحسن تأديبي
عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِ الصادق عليه السلام، قالَ: "مَنْ لَقِيَ المُسْلِمِين بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ"
والمنافق :- . أن يبدي المرء ظاهر حاله وصورته الخارجية لهم على خلاف ما تكون في باطنه وسريرته.
كأن يبدي أنه من أهل المودة والمحبة لهم، وأنه مخلص حميم، بينما يكون في الباطن على خلاف ذلك فيعامل بالصدق والمحبة في حضورهم، ولا يكون كذلك لدى غيابهم .
أما ذو اللسانين فهو أن يثني على كل من يلقاه منهم ويمتدحه ويتملق له ويظهر المحبة له،
ولكنه في غيابه يعمد إلى تكذيبه وإلى استغابته. فبناء على هذا التفسير، تكون الحالة الأولى هي:"النفاق العملي"والحالة الثانية هي:"النفاق القولي". ولعل الحديث الشريف يشير إلى صفة النفاق القبيحة. وباعتبار أن هاتين الحالتين هي من أظهر صفات المنافقين وألصقها بهم، اقتصر الحديث الشريف على ذكرها خاصّة."
ومن هنا يظهر الفرق بينه وبين التقية الذي يخفي الإيمان خوفا على نفسه أو ماله أو عرضه ،، كما عبر الشيخ المفيد حيث قال : التقية هي الخوف على النفس
العدو انسان ظاهر والمنافق انسان مظمور مخفي وهو اشد خطرا من العدو –
ونسميه بالمصطلح السياسي الطابور الخامس –
ونكتفي في هذا المقام بذكر خطبة بليغة لسيد البلغاء وإمام المتكلمين يكشف فيها النقاب, ويزيح بها الستار والحجاب عن حقيقة النفاق وأهله. قال (عليه السلام) في بعض خطب النهج:
"أوصيكم عباد الله, بتقوى الله, وأحذركم أهل النفاق, فإنهم الضالون المضلون, والمزالون المزلون, يتلونون ألواناً,
ويفتنون افتناناً, ويعمدونكم بكل عماد ويرصدونكم بكل مرصاد. قلوبهم دوية, وصفاحهم نقية يمشون الخفاء, ويدبون الضراء.
وصفهم دواء, وقولهم شفاء, وفعلهم الداء العياء حسدة الرخاء, ومؤكدوا البلاء, ومقنطوا الرجاء. لهم بكل طريق صريع وإلى كل قلب شفيع, ولكن شجو دموع. يتقارضون الثناء, ويتراقبون الجزاء:
أن سألوا ألحفوا,
وإن عذلوا كشفوا, وإن حكموا أسرفوا. قد أعدوا لكل حق ولكل قائم مائلاً باطلاً, ولكل حي قائلاً, ولكل باب مفتاحاً, ولكل ليل مصباحاً. يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم,
وينفقوا به أعلاقهم. يقولون فيشبهون, ويصفون فيموهون. قد هونوا الطريق, وأضلعوا المضيق, فهم لمة الشيطان, وحمة النيران: (أولئك حزب الشيطان, ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون).