|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 37485
|
الإنتساب : Jun 2009
|
المشاركات : 232
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
العراق وفق الرؤيه الصهيونيه ... هنري كيسنجر
بتاريخ : 12-09-2010 الساعة : 02:03 AM
في آخر مقال كتبه مستشار الامن القومي السابق ووزير خارجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون وفورد (هنري كيسنجر) حول العراق ، تطرق عجوز الدبلماسية السياسية الامريكية الى الكثير من النقط والمفاصل الحيوية في الموضوعة العراقية لاسيما منها الموضوعة الآنية التي تتناول الشأن العراقي بوضعه القائم الجديد بعد الاطاحة بدكتاتورية صدام حسين من جهة ، وبوضعه بعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكية منه في 2011م وما ينبغي ان تتخذ من اجراءات قبل هذا الخروج ، ومضافا اليه الرؤية نحو المستقبل العراقي ومايعنيه هذا البلد ماضيا وحاضرا ومستقبلا للمنطقة والعالم من جانب اخر !!.
ولا شك ان رؤية لصاحب قلم وفكر سياسي يهودي اميركي كهنري كيسنجر تنشر من خلال الواشنطن بوست الامريكية وتتعلق بالوضع العراقي الراهن ...، تحمل اكثر من دلالة واكثر من معنى ورسالة يُراد ايصالها لصاحب القرار الامريكي الجديد الرئيس باراك اوباما من جهة ، ومن جهة اخرى فان كيسنجر مازال ولم يزل هو النافذة التي من خلالها الادارات الامريكية تستشف الرؤية الصهيونية الاسرائيلية للمنطقة والشرق الاوسط ومايحيط بها من اشكاليات من جانب اخر ، مايعني بصيغة اوضح ان مقالة كيسنجر حول العراق بالخصوص ومستقبله ووضعه القائم .....الخ ، كل هذا يعكس من هنا وهناك الرؤية الصهيونية الاسرائيلية بالتحديد نحو عراق مابعد الدكتاتورية ، وماينبغي ان يكون عليه ؟، والخطوات اللازمة حسب الرؤية والمصالح الصهيونية ان يكون عليها هذا البلد !!.
ومن هنا شممنا جميعا في مقالة كيسنجر حول العراق الكثير الذي ينبغي تسليط الاضواء عليه والتأمل فيه ووعي ما يدور في خلد اعتى قوّة احتلالية في منطقة الشرق الاوسط الا وهي اسرائيل الحليف الاول والاخير لامبراطورية الولايات المتحدة الامريكية ،والمؤثر الفاعل في قراراتها الخارجية بالخصوص تجاه العراق بصورة خاصة والشرق الاوسط بصورة عامة !!.
***************
نعم يبدأ كيسنجر في مقاله حول العراق بنقد التوجهات للادارة الامريكية الديمقراطية بقيادة اوباما نحو العراق الجديد بانها اولا :
(قد نأت بنفسها عن الاهتمام بالملف العراقي او الاهتمام بهذا البلد ومايمثله من اهمية جيواستراتيجية للمنطقة والعالم ).
ثم بعد ذالك يتطرق كيسنجر الى مظاهر هذا النأي بان ادارة اوباما والرئيس اوباما نفسه لم يتطرق للعراق وملفه في خطابه الاخير حول الاتحاد اصلا للموضوع العراقي ، بل ان هناك وداخل الادارة الامريكية هذه نفسها عزوف حتى عن تداول الملف العراقي اوتخصيص ممثل للشأن العراقي خاص بالملف العراقي كما هو موجود لباقي الدول المهمة الاخرى في المنطقة او فتح قنوات لقادة العراق الجديد بحيث يكون تواجدهم اثقل واكثر مماهو موجود الان بحيث اننا لانكاد نجد لقادة العراق الجدد اي تواجد مستمر ( زيارات ) في داخل الولايات المتحدة مما يعطي انطباع بعدم الالتفات لاهمية العراق وملفه داخل هذه الادارة الامريكية ؟!!.
ويبدو هنا واضحا ان انتقاد كيسنجر للادارة الامريكية بعدم ايلائها الاهتمام الاكبر بالملف العراقي هو بسبب رؤية كيسنجر ان هذا الفراغ سيملئه في العراق اطرافا اخرى لها اهتمام اكبر بالعراق من الادارة الامريكية ، مما يدفع بالتوجهات العراقية ان تميل الى الانفتاح اكثر فاكثر على محيطها الاقليمي القابل لاحتضان العراق ومساعدته .
*****************
ثانيا : يحاول عميد الدبلماسية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر ان يوضح وباصرار لادارة الرئيس اوباما مايعنيه العراق على الحقيقة للمنطقة والعالم والولايات المتحدة واستراتيجيتها العالمية بالخصوص وان بلدا كالعراق لايمكن الاستمرار في التعامل معه بهذه الهامشية واللامبالاة داخل الادارة الامريكية الحالية ،فالعراق حسب مايراه كيسنجر هو :
اولا : بلدا استراتيجيا محوريا للمنطقة الشرق اوسطية طوال الالفية الماضية كلها وسيبقى كذالك للالفية القادمة .
ثانيا :للعراق مواردا اقتصادية هائلة وضخمة جدا ومؤثرة على صعيده الاقليمي والدولي ايضا ، بحيث ان موارد العراق الاقتصادية مؤثرة على دول عالميا مهمة ( مثل روسيا وفرنسا والصين والمانيا ) .
ثالثا : مثل العراق تاريخيا وسيبقى مستقبليا الخط الفاصل بين عالمي الشيعة والسنة في العالم الاسلامي ، بل انه البلد الذي يمر من خلال مركزه وعاصمته خط التوازن بين هذين القطبين ( اي ان العراق هو بيضة القبان حسب رؤية كيسنجر لقطبي العالم الاسلامي بين السنة والشيعة واي تغير لمزاجه ينعكس حتما على العالم الاسلامي كله باعتبار ان العراق مثل ولم يزل معنويا وفكريا عاصمة الخلافة الاسلامية وتوجها يقود السفينة الاسلامية كلها ) .
رابعا : مايحدث في العراق من متغيرات سيؤثر بشكل مباشر على التوازن النفسي لحركات الاسلام السياسي الثوري(الراديكالي الجهادي كما يسميه كيسنجروهنا بالخصوص ينظر كيسنجر للنووي الاسلامي الايراني بالتحديد ولايلتفت للارهاب القاعدي باعتبار انه تجربة تقتل نفسها بنفسها في الحياة )وبامكانه ان يحسم معركة الولايات المتحدة والعالم مع هذا الاسلام السياسي الصاعد(( اي ان اسلامية وعدم اسلامية العراق هي التي ستقرر نجاح او فشل تجربةالاسلام وقيادته لمنطقة الشرق الاوسط نفسيا ) .
خامسا : دولة العراق هي التي سوف تحدد شكل التطور الذي سوف يطرأ على المنطقة وكيفية العلاقة التي ستقوم بين الامريكيين والتيارات الرئيسية في المنطقة (( وهنا لاشك ان الرؤية الصهيونية بارزة التخوّف من عراق حر وديمقراطي ومستقل ولكن باسم الامركة لهنري كيسنجر بدلا من اسرائيل ، والمعنى ان المنطقة واسرائيل سيتحدد موقفها وكيفية علاقتها مع العالم من خلال شكل التطور في الدولة العراقية الجديدة فان كان العراق ديمقراطيا مستقلا بقراره يحكمه ابناءه الاسلاميون العراقيون فحتما ستخضع اسرائيل لشروط الشرعية الدولية وهي راغمة))
************************
ثالثا : ثم يختم هنري كيسنجر مقالته حول العراق بالنقاط التالية :
اولا : كان ولم يزل العراق يشكل مرتكز التوازن بين ايران الشيعية وباقي دول الخليج السنية ، وحتى عندما كان حكم السنة في العراق ديكتاتوريا على يد صدام حسين الا انه كان يوفر نوعا من التوازن مع ايران الراديكالية الشيعية .
ثانيا : لايبدو ان العراق الديمقراطي القائم اليوم بامكانه ان يضمن حالة التوازن ضد ايران ، لاسيما ان استمر حكم الشيعة الاكثرية الذي لايبشر بانه سيوفر نوعا من التوازن المطلوب امريكيا ( يقصد هنري هنا وصهيونيا اسرائيليا ايضا ) ضد ايران ، وباستمرار هذا الاكتساح الشيعي للحكم في العراق فلايمكن الاتكاء على بروز توازن للسنة داخل العراق ( باعتبار ان الادارة الامريكية من السهل عليها اقناع سنة العراق لاخذ دور ووظيفة الشرطي الحامي لاسرائيل ومصالح الادارة الامريكية ضد ايران داخل العراق ) او الاكراد ليحجم من صعود الحكم الشيعي في العراق .
ثالثا :في حال تواصل الشيعة العراقيون مع ايران (اي نوع من التواصل هو مرفوض صهيونيا لكيسنجر) فسنشهد تغيرا جوهريا في موازين القوى في المنطقة ستصب حتما تبعاتها داخل السعودية(حليف اميركا واسرائيل التاريخي وهذا يدلل على ان كيسنجر كتب هذا المقال باعتباره المستشار الفعلي اليوم للسعودية العربية وبدفع وتحريض واضح منها ضد العراق الجديد ) وداخل لبنان كذالك الذي يمثل فيه الشيعة دولة داخل الدولة .
رابعا : على ما ذكر فان الولايات المتحدة ستواجه خطرا مهما ما اذا سارت الامور عراقيا بتطور ملموس لصالح القوى العراقية الشيعية في الداخل وسيتأثر الاستقرار ( استقرار المصالح الصهيونية وتفوقها العسكريفي المنطقة ) داخل منطقة الشرق الاوسط اذا لم يحصل اي توازن استراتيجي بين ايران والعراق(اي ان كيسنجر يدعوا لتغيير داخل العراق يضمن هذا التوازن ضد ايران ولاسيما عودة البعثيين لحكم العراق ودعم كل الاطراف داخل العراق التي هي مستعدة للعب لصالح انشاء هذا التوازن بين العراق وايران لصالخ اسرائيل ) ومن دون ذالك ستحل الكارثة .
*****************
هذه هي خلاصة مقال هنري كيسنجر في الواشنطن بوست والذي نشرته ايضا العديد من الصحف العربية ايضا وواضح من خلال لغة ومفاهيم وتوجهات المقال ، ان كيسنجر وبتأثير صهيوني مباشر يحاول التاثير على توجهات الادارة الامريكية للرئيس اوباما الذي تنحو نحو الانسحاب من العراق واقامة علاقات متوازنة مع عراق مستقل يحكمه اهله بصورة طبيعية ، كما انه واضح من خلال النقاط التي طرحت والمحاور التي اثيرت ان هناك سعي صهيوني حثيث داخل الولايات المتحدة للترويج لفكرة (( التوازن )) هذه داخل العراق والذي تعني ماتعنيه التمهيد اولا لعودة البعثيين لداخل العملية السياسية العراقية كعنصر يوفر عملية التوازن من جهة ضد الغول النووي الايراني الذي يرعب اسرائيل اليوم ، وثانيا تحجيم الديمقراطية داخل العراق وقتلها شيئا فشيئا من منطلق تاثير الديمقراطية العراقية على المحيط الاقليمي للعراق وتوازنه المطلوب في عدم الاستقرار للمنطقة ككل !!.
وهذا بالفعل ما اثمر في داخل الولايات المتحدة ودفع نائب الرئيس الامريكي ( بايدن) للمجيئ للعراق وفرض بعثية الصهاينة على العراق الجديد ليشاركوا في الانتخابات التشريعية المقبلة ، والعبث بالديمقراطية العراقية ، وسحق قانونها وتجاوز دستورها ......بكل صفاقة لعودة البعثية باسم التوازن الذي ينادي به كيسنجر داخل اميركا بلسان الصهيونية الذي سيحدد مصيرها ومصير وجودها من عدمه العراق الديمقراطي الجديد اليوم ، فأن كان للبعثية نصيب في حكم العراق اليوم وحسب مايراه كيسنجر فيتأمن الوجود والمصير والاستقرار والتفوق الصهيوني في المنطقة باعتبار ان البعثية سيعملون على فصل العراق عن محيطه الاسلامي المهدد لاسرائيل ، وان طرد واجتّث البعثية من العراق فستكون هذه هي الخطوة الاولى لتحجيم دور اسرائيل وربما اجتثاثها بالمستقبل لامحالة !!.
|
|
|
|
|