السؤال: حسب معلوماتي البسيطه ان الائمه المعصومين ( ع ) لديهم علم بيوم وفاتهم والاسباب المؤ ديه لها واحيانا لديهم علم حتى بالشخص الذي يكون سبب الاستشهاد وكمثال ما حصل للإمام علي ( ع ) في ليلة استشهاده عندما استيقظ لصلاة الصبح ونظر الى السماء والنجوم وقال هي هي التي وعدني بها رسول الله وقال بعد ذلك صوائح تتبعها نوائح وعندما دخل المسجد ورأى اللعين عبد الرحمن بن ملجم نائما على بطنه فقال له الإمام قم إلى الصلاة ولو شئت لاخبرتك بما تخفيه فلماذا لم ياخذ الامام احتياطه بوضع حمايه له اثناء الصلاة وهكذا الحال مع كل الائمه المعصومين عليهم السلام ؟نرجو توضيح هذا ودمتم ذخرا للاسلام والمسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: باسمه جلت اسمائه
النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام كانت لهم الولاية التكوينية بالتصرف في عالم الطبيعة، ولكن تحملوا المشقة ولم يُعملوها، كما أن لهم العلم بجميع الكائنات وما سيوجد، ولكنهم غير مكلفين بهذا العلم في أكثر التكاليف. مثلاً : النبي صلى الله عليه وآله كان يعرف المنافقين، ويعلم سوء عقيدتهم، ولم يكن مكلفاً بالاجتناب عنهم وترك معاشرتهم وعدم مناكحتهم او طردهم وأمير المؤمنين عليه السلام كان يعلم بعدم الظفر بمعاوية وبقاء ملكه بعده، ولم يصر ذلك سبباً لترك قتاله، بل كان يبذل غاية جهده حتى استشهد، مع أنه كان يخبر بشهادته واستيلاء معاوية بعده على شيعته. والنبي صلى الله عليه وآله كان يحكم لأحد المتخاصمين لو أقام بينته على ما يدعيه مع أنه كان يعلم بعدم كونه ذي حق، وقد صرح بذلك وقال : أن حكمه لا يغير الواقع، فمن يعلم بعدم كونه ذي حق ويأخذ المال بحكمه يؤاخذ عليه ولو كان حاكما بأنه له . وعلى ذلك، فالأئمة عليهم السلام وان كانوا عالمين بيوم وفاتهم والشخص الذي يكون سبب الاستشهاد، ولكن ليس ذلك علماً حاصلاً من الاسباب العادية، بل هو من قبيل علم الغيب، ولم يكونوا مكلفين بالعمل به. فمثلاً أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن عدم وضعه حماية له أثناء صلاته، -وكذلك سائر الأئمة عليهم السلام،- إلقاء باليد إلى التهلكة ولا إعانة على نفسه معونة تستقبح في العقول، إذ لا يمتنع أن يتعبده الله تعالى بالصبر على الشهادة والإستسلام إلى القتل، فيبلغه بذلك علو الدرجات التي لا يبلغها الا به. وإن شئت قلت أنه كان بلغ الأجل المحتوم، وكان لا يمكن الفرار منه، فالإمام العالم بجميع الحوادث كيف يمكنه الفرار، وإلا يلزم عدم وقوع شيء من التقديرات فيه. وقد سئل العلامة الحلي (ره) عن نفس السؤال في أمير المؤمنين عليه السلام فأجاب أنه يحتمل أن يكون أخبر بوقوع القتل في تلك الليلة أو في أي مكان يقتل، وأن تكليفه عليه السلام مغاير لتكليفنا، فجاز أن يكون بذل مهجته الشريفة صلوات الله عليه في ذات الله، كما يجب على المجاهد الثبات، وإن كان ثباته يفضي إلى القتل. انتهى. ومن راجع كتب الروايات كالكافي يجد روايات تؤيد ما ذكرنا