مع اخباره لنا أن الملائكة يدعون لنا ويستغفرون ومع هذا فليس لنا أن نطلب ذلك منهم
وكذلك الأنبياء والصالحون وان كانوا أحياء فى قبورهم وان قدر انهم يدعون للأحياء وان وردت به آثار فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك ولم يفعل ذلك أحد من السلف لأن ذلك ذريعة الى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله تعالى بخلاف الطلب من أحدهم فى حياته فانه لا يفضى الى الشرك ولأن ما تفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالامر الكونى
فهذه نصوصه الصريحة توجب تحريم إتخاذ قبورهم مساجد مع أنهم مدفونون فيها وهم أحياء فى قبورهم ويستحب إتيان قبورهم للسلام عليهم ومع هذا يحرم إتيانها للصلاة عندها وإتخاذها مساجد
ومعلوم أن هذا إنما نهى عنه لأنه ذريعة إلى الشرك واراد أن
مقدمة صاحب الفروع مع التصحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
1رب يسر وأعن1
قال الشيخ الإمام العالم العلامة، 2شيخ الإسلام2، 3مفتي المسلمين، آخر المجتهدين3، أبو عبد الله، محمد بن مفلح المقدسي، الحنبلي، رضي الله عنه:
ـــــــ
الصفحة (415)
ويسمع الميت الكلام، ولأحمد1 من حديث سفيان عمن سمع أنسا عنه مرفوعا: "إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا" ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده2 عن جابر مرفوعا، وهو ضعيف، 3"قال أحمد"3: يعرف زائره يوم الجمعة بعد الفجر قبل طلوع الشمس: وفي الغنية: يعرفه كل وقت، وهذا الوقت آكد، وأطلق أبو محمد البربهاري من متقدمي أصحابنا أنه يعرفه. وقال ابن الجوزي في كتابه السر المصون: الذي يوجبه القرآن والنظر أن الميت لا يسمع ولا يحس، قال تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22]. ومعلوم أن آلات الحس قد فقدت، وأجاب عن خلاف هذا برد الأرواح، والتعذيب عنده وعند ابن عقيل على الروح فقط، وعند القاضي يعذب البدن أيضا وأن الله يخلق فيه إدراكا. وقال ابن الجوزي أيضا: ومن الجائز أن يجعل البدن معلقا بالروح فيعذب في القبر. وفي الإفصاح في حديث بريدة في السلام على أهل المقابر4. قال: فيه وجوب الإيمان بأن الموتى يسمعون سلام المسلم عليهم، وأنه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمر بالسلام على قوم لا يسمعون.
قال شيخنا: استفاضت الآثار بمعرفته بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا،
ـــــــ
الصفحة (416)
وأن ذلك يعرض عليه، وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا وبأنه يدري بما يفعل1 عنده، ويسر2 بما كان حسنا، ويتألم بما كان قبيحا، وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبد الله بن رواحة، وهو ابن عمه3. ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول: إنما كان أبي وزوجي، وأما عمر فأجنبي4. تعني أنه يراها.
ويكره الحديث عند القبور والمشي بالنعل، ويستحب خلعه إلا خوف نجاسة أو شوك ونحوه، نص على ذلك، واحتج بخبر بشير بن الخصاصية5،