طلب منه جده ان ياخذ طبقا بقربه مصنوعا من خوص النخيل ويملئه من النهر القريب ! ، فقال الصبي : لكن هذا الطبق مثقوب ولايمكن ان يمتلء ثم انه مهمول وفيه اوساخ وبقايا فحم ..
مع هذا امتثل الصبي وذهب وملئه ماءً لكنه لما وصل للبيت كان الطبق خالياً !..
طلب منه جده ان يكرر الامر عدة مرات ...
آخر مره، قال الجد : صحيح ان الطبق لم يمتلء رغم محاولات عديده .. لكنه اصبح نظيفا الان..انظر له فلا بقايا لآثار الفحم ولا غيره ..
حينها فهم الصبي ان تكرار قراءة القرآن الكريم .. تعمل على تنظيف قلوبنا وتطهر ارواحنا ، حتى وان كنّا ننسى ما نقرئه .
-------------------------------------------------------------
تحدّثت الآية عن عبيد الأصنام والمؤمنين. ويشبّه الله عبدة الأصنام هنا بالعبد المملوك الذي لا يملك شيئاً من المال، كما أنّه غير حرّ في اتخاذ القرار...... أمّا المؤمنون فإنّ الله هو رازقهم، كما أنهم يشركون الاخرين بأرزاقهم، وذلك بالانفاق سراً وجهراً.
عنت الآية بالمقارنة بين الإنسان المؤمن والإنسان المشرك، وقد قارنت الآية بين الاثنين بمثل جميل ودقيق بحيث لا يمكن إثره انكار الفوارق بين الإنسانين، وبخاصة إذا لاحظنا الصفات التي ذكرت للمشرك في الآية، فانَّ ملاحظتها يفرض علينا القول بعدم امكانية المقارنة بينهما لشدة الاختلاف في هذه الصفات.
--------------------------------------------------------------
كان المسلمون في صدر الإسلام أقلية والمشركون يشكلون الأكثرية. وتلك الثلة من الشباب، الذين عشقوا الرسول وآمنوا به، كانوا يواجهون ضغوطاً من قبل عوائلهم وأصدقائهم والمجتمع المشرك عموماً .
فبعض منهم مثل أبي ذر وبلال وعمار قاوموا جميع الضغوط وثبتوا على عقيدتهم وضحّوا لأجلها وماتوا وهم مسلمون، إلاّ أنّ البعض الآخر لم يطق ملامة المحيطين به (وهم الاكثرية) واعتراضاتهم، وارتدّوا بعد ما اجتازوا مراحل الإسلام والايمان الصعبة، والآية هذه تعرضت للثلة الاخيرة من المسلمين المتزلزل إيمانهم.
-----------------------------------------------------------
الذي ينفق مع منّ واذى (كالكافر المرائي) انفاقه غير مقبول عند الله; لأنَّ الإيمان هو شرط القبول، ومثل هذين (أي المان والمؤذي من جهة ، والكافر المرائي من جهة اخرى) كمثل صفوان، أي قطعة من الحجر تراكمت عليها طبقة من التراب بحيث تبدو صالحة للزراعة، فاذا بوابل (مطر) يصيبها ليكشف عن واقعها الصلد المتحجر وعدم صلاحيتها للزراعة، فيجدون أنفسهم (لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيء) فذهبت مساعيهم هباءً; لأنَّ عَملهم لم يكن عن علم ومعرفة بل كان بناءً على النظر إلى الظاهر لا الباطن والعمق.
إنَّ الرياء والتظاهر عمل لا أساس له ولا تواصل، والمترائي والمتظاهر يحكم عليه بالفضيحة; وذلك لأنَّ كلّ وقت يحتمل طروّ ظاهرة تكشف عن وجه الحقيقة، كما كشف الوابل في الآية عن حقيقة الصخرة المتحجرة.
العقاب الذي يعينه القرآن لذنب ما يتناسب مع ذلك الذنب، فبين هنا ان العقاب الذي عُيِّن لآكلي الربا وبين الجنون تناسب، وبين هذا الذنب وذلك العقاب علاقة وارتباط، فبما أنّ آكل الربا يقوم من خلال عمله القبيح بتدمير اقتصاد المجتمع ويخرجه عن حالة التعادل ويحول دون حركة العجلة الاقتصادية كذلك هو ذاته فإنَّه سيبتلي بمصير من هذا القبيل بشكل او آخر ... فالذي يتخبطه مس شيطاني يكون مقيدا وتصرفاته غير سليمه ويعيش التعاسة ولن تثمر مساعيه .
------------------------------------------------------------------
نية هكذا إنفاق ودافعه كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم، فكما أنَّ هذا الريح يدمر الحرث، كذلك النية هذه فانّها تدّمر هذا الانفاق.
صر : ريح شديدة الصوت ، المراد من هذه الكلمة هو الريح الشديد التي تحرق حتى بعض الغابات الكبرى أحياناً.
ومثل انفاق الكفّار كمثل المزرعة التي تواجه ريحاً شديدة تُضرم النار فيها.
(وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ ولكِنْ أنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) وذلك لأنّ ما يترتب على فعلهم لم يكن ظلماً من الله بل كان ذلك كله بسبب سوء نواياهم وعدم صدقها.
--------------------------------------------------------
{ مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذي اسْتَوقَدَ نَاراً فلمَّا أضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَب الله بِنُورِهِمْ وَتَرَكهُم في ظُلُمَات لا يُبْصُرون صُمٌ بُكُم عُميٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ }.
يصوّر المثل المنافقين كمسافرا ضل عن مجموعته فاضطر ان يوقد نارا لانه في صحراء مخيفه قاحلة ، لكن هذه النار لم تعطه مجال رؤية واضحه لكل ما موجود ، فشدة النار القريبة منه تسمح له برؤية النار وشي قريب جدا منها فقط ولكنها تكون ايضا سببا في منعه من رؤية ما حوله ..
يجد حطباً بعد البحث المتوالي فيستوقد ناراً ثم يأخذ بشعلة نار بيده، إلاّ أنّ الريح تطفئ الشعلة فيبادر إلى جمع حطب آخر ليوقد ناراً أخرى إلاّ ان بحثه هذا لا يؤدي به إلا إلى ضلال آخر وانحراف عن الطريق تارة اخرى.
إنَّ المنافقين كهذا المسافر فهم قد ضلوا الطريق. انهم يعيشون في ظلمات في حياة مضيئة نــــــــــــــــــــــور وضياء وآيات.
يقول الله في الاية الشريفة 26 من سورة البقرة: (إنَّ اللهَ لا يَسْتَحي أنْ يَضْرِبَ مَثْلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فأَمَّا الذَّينَ آمنُوا فيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقّ منْ رَبِّهمْ وأمَّا الذين كَفَرُوا فيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِى بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلاّ الفاسقين).
التحجج او التذرع بالحجج هو من مواصفات المنافقين. ان المنافق يتحجج ويماطل ويتذرع بالتبريرات الباطلة في كل قضية ومسألة، انه لا يهتم بتوجهات المخاطب ومواقفه; وذلك لانه ينظر إلى القضية من موقف مخالف ويعمل على اساس هذه الرؤية. وكمثال على ذلك نفرض ان شخصاً او اشخاصاً بنوا مركزاً اسلامياً يضم مسجداً و مكتبة ومصلى ومستشفى وداراً للعجزة و.. ففي هذه الحالة سيعرب المنافق عن شعوره بالكلمات التالية:
هل من الصحيح بناء مركز بهذه الضخامة والكلفة في هذه المدينة رغم ما تضم من الفقراء والجياع؟ الم يكن من الصحيح ان تصرف هذه المبالغ لاجل اشباع الفقراء وسد رمقهم؟ وهذا كمثال .
فهم احتجوا واستهزئوا بأن الله تعالى يذكر في كتابه اسماء مخلوقات وظواهر طبيعيه كالبرق والرعد ..فأجابهم بهذه الاية ان الله يضرب لكم امثال حتى فيما تعتبروه مخلوق واهي وضعيف ، فأن الامثال والايات لمن يتفكر ويعقل.. فكل هذه المخلوقات هي آيات وحجج يعتبر منها ويتفكر بها العقلاء ، اما المنافقون والفاسقون فسوف يبقون يطرحون الاشكالات ويستهزئون ولن يجيدوا غير هذا !
عن الامام الصادق(عليه السلام) قال: «إنما ضرب الله المثل بالبعوضة لأن البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فأراد الله تعالى أن يُنبّه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه وعجيب صنعه».